في لحظة تخلي فيها عن عقله وربما تحول خلالها إلي دمية في يد الشيطان, ولكن الذي قد لا يندرج تحت أي منطق أو عقل ويتنافي مع الحد الأدني من المقومات الانسانية هو موقف هذا الرجل الذي طاوعته يده القاسية الجامدة في طعن نجلته الكبري. والقي بالثلاث الأخريات من الدور السادس ليسقط في لحظة جنون طارئة فهو لم يكن ضحية لحبوب الهلوسة أو المخدرات بل كان في وعيه التام وهو يريق دم بناته الأربع رخيصا ويلطخ به جدران منزله وكان يدري بكل شيء ويعي كل شيء وها هو الآن وبعد انتهاء المأساة الدامية غير نادم علي ما حدث لم يتحرك قلب الأب في جنباته لاصابة بناته الأربع بكسور خطيرة ومتفرقة يرقدن علي سرير المستشفي بين الحياة والموت علي يديه وانتقامه المجنون لم تتحرك آدميته لمشهد أجساد البنات الصغيرات ودمائهن البريئة تلطخ يديه ووقف امام المحقق في قضيته المروعة يروي تفاصيل الواقعة البشعة التي ارتكبها بقلب بارد وعقل متحجر, مؤكدا انه لم يقصد التخلص منهن ولكن لحرق دم والدتهن لتركها عش الزوجية بعد زواج دام خمسة عشر عاما. وقامت النيابة بقسم ثان بإجراء المعاينة التصويرية لمسرح حادث إلقاء اربع بنات علي يد والدهن بمنطقة مساكن خلف الجامعة بمدينة سوهاج, وقرر المتهم ان سبب ارتكابه الحادث يرجع لترك الزوجة عش الزوجية وانه لا يكرهن, وأضاف أنه يعاني حالة نفسية منذ أكثر من خمس سنوات وتوجه لأحد الأطباء النفسيين وظل يتناول العلاج لفترة كبيرة ثم توقف عنه لارتفاع اسعاره ونتيجة لذلك بدأت تطارده وساوس وهواجس حول أسرته وبناته ويوم الحادث وقعت مشادة بينه وبين زوجته انتهت بتطليقها وغادرت المنزل بصحبة شقيقها ورفضت اصطحاب البنات معها وتركتهن له طالبة منه تربيتهن, وأضاف وبعدها تناول الطعام مع بناته وأنه لا يتذكر شيئا عن الحادث سوي سماع أصوات صراخ فقط فذهلت الزوجة وسألت عما يجري في منزلها وفي الشارع سمعت من المارة والجيران ان بناتها تم نقلهن إلي المستشفي بسبب طعن الكبري بسكين وإلقاء الثلاث الصغيرات من الدور السادس. تعود احداث القضية إلي الأسبوع الماضي عندما تلقي اللواء عبدالعزيز النحاس مدير أمن سوهاج إشارة من مستشفي سوهاج تفيد بوصول نانسي طارق وشقيقاتها فاطمة ومديحة وسالمة, الأولي مصابة بطعن نافذ في الصدر والبطن وفي حالة خطيرة والثلاث الأخريات بهن كسور وسحجات خطيرة ومتفرقة, وتوصلت تحريات العميدين محمود العبودي رئيس مباحث المديرية وعاصم حمزة مدير إدارة البحث الجنائي الي أن وراء الجريمة والدهن بسبب الخلافات الزوجية ومروره بأزمة نفسية وعصبية يعالج منها منذ خمسة شهور وأنه يوم الحادث إثر خلاف بينه وبين زوجته القي عليها يمين الطلاق وانتابته حالة نفسية سيئة, وقام بارتكاب جريمته. ونفي المتهم أمام أحمد عبدالحميد مدير نيابة قسم ثاني ارتكابه الواقعة فقرر حبسه علي ذمة التحقيقات.