هي ام لاربع بنات .. جمالهن الصارخ والرقه كانت سماتهن .. واخلاقهن كانت تشهد بها الجميع .. تعبت كثيرا فى تربيتهن فى ظل غياب الاب الذى ترك لها الجمل بما حمل منذ اكثر من تسع سنوات وسافر الى امريكا لجمع المال!الكارثه الكبرى انه هدم كل تعب السنين وكل ما قامت به الام ببنائه بعد عودته .. وامام الخبير النفسى مصطفى توفيق والاجتماعى لمياء عبد الرءوف بمكتب تسوية المنازعات الاسرية بمحكمة اسرة الزيتون .. جلست الام ميرفت وهى موظفه فى احدى الشركات تروى مأساتها وبدموع عينيها تقول:انقذوا بناتى الاربعه من الضياع .. لقد تزوجت ابو بناتى زواجا تقليديا لم يجمع الحب بيننا ولو للحظه واحده .. وبعد زواجى منه اكتشفت عيوبا كثيره فى زوجى لكن تحملته بعد ان انجبت ابنتى الكبرى .. ومرت السنوات ورزقنا الله ببناتنا الاربعه .. وبعد انجابى لاخر بنت بأيام قليله .. فوجئت بزوجى يتهمنى بانى جلبت له الفقر .. بسبب انجابى المتكرر ولا ينفق المال حتى ينفق على وعلى بناته .. واخبرنى بانه قرر السفر بعد ان جاءت اليه فرصة العمر التى كان ينتظرها وحلمه بسفره الى امريكا سوف يتحقق!مرت السنوات على غياب زوجى .. وذقت العذاب .. لكن منحنى الله قوه غريبه لتربية بناتى وحصلت على وظيفه حتى ارزق منها بالمال للانفاق عليهن .. ورغم انه كان يرسل لنا مبلغا من المال كل فترة .. الا اننى لم اعتمد عليه وحده .. وقررت الاعتماد على نفسى!كبرت البنات والتحقت الكبرى باحدى الكليات وكل واحده منهن كانت متفوقه فى دراستها ولله الحمد .. وشهد لهن الجميع بحسن الاخلاق والتدين .. بجانب الجمال الذى يتمتعن به .. وكل يوم كان يمر كنت انظر الى بناتى اشعر بالفخر والسعاده لما فعلته لاجلهن رغم المشقه والجهد الذى واجهته فى تربيتهن .. لكن فجأه هبت العاصفه التى اطاحت بكل شئ!فقد عاد زوجى فى اجازه قصيره .. وكانت اول مره يعود فيها الى مصر منذ 9 سنوات .. وحاله قد تغير تماما والمال لم يغير من مظهره فحسب بل وغيرت حياته فى امريكا من طباعه واخلاقه والعادات التى تربى عليها .. راح يغدق الكثير من المال على البنات .. ويصطحبهن معه للخارج لساعات متأخره من الليل .. وأجبرهن على خلع الحجاب .. وهو يردد بانهن لابد ان يعيشوا حياتهن ولا يخفين جمالهن خلف الحجاب .. وعليهن ان يتمتعن بكل شئ فى الحياه .. والا يرتبطن بالعادات والتقاليد الموجوده فى مصر!الدموع تساقطت مثل المطر من عينى الام ميرفت وهى تستكمل كلامها وتقول:المشكله الحقيقيه ان البنات تأثرن بكلامه .. ونفذوه بالحرف الواحد ونسين ما تربين عليه .. بل انه بعد عودته الى امريكا حاولت ان اعيدهن الى طاعتى لكنهن تمردن على الحياه معى .. وراحوا يقفن فى وجهى ويقولون بان والدهن اغدقن عليهن الكثير من المال وجعلهن يعشن حياتهن .. اما انا فقد اضعت سنوات من عمرهن طويله فى الحاجه والشعور بالنقص!حتى كانت المصيبه التى سقطت على رأسى فى اخر اجازه حضر فيها زوجى الى مصر .. جعلتنى اعيش أسوأ ايام حياتى .. حيث فوجئت به يأجر لبناتى شقه اخرى .. ويطلب منهن الخروج من المنطقه الشعبيه التى نعيش فيها .. ويقول لهن ان البنات فى امريكا تنفصل عن اسرتها عندما تصل الى سن معين .. واخذهن دون علمى وكنت ابحث عنهن مثل المجنونه .. حتى فوجئت بالكبرى تتصل بى وتخبرنى بما حدث .. وتقول بان والدها اخبرهن بانه سوف يصطحبهن معه الى امريكا فى زيارته المقبله للحياه معه هناك .. وانه ترك لهن الكثير من المال حتى تنفقن على انفسهن حتى عودته بعد شهور قليله!صرخت فى الهاتف مثل المجنونه اطلب منهن اخبارى عن مكان الشقه واسرعت اليهن بصحبة شقيقى واحضرتهن .. وانا الان لا اريد ان اطلب دعوى طلاق للضرر فقط .. بل اطلب حماية بناتى من هذا الاب غير المسئول .. لانه يمكنه ان يحصل على حضانة ابنتى الكبرى التى وصلت الى سن الحضانه وكذلك شقيقتها التى تليها .. ولا ادرى ماذا افعل؟ّ!وقد فشلت محاولات اعضاء مكتب التسويه للصلح بينهما .. وتم احالة الدعوى الى المحكمه للفصل فيها!