جلست الجدة (70 عاما) أمام مصطفي ماهر وكيل أول نيابة الضاهر ممسكة بعصاها بينما تنذرف الدموع على وجنتيها ليهدأ وكيل النائب العام من روعها ويطلب من سكرتيره الاستعداد لتدوين أقوالها والتي تتهم فيها حفيدها ابن العشرون عاما. وبصوت مبحوح وبقلب ينبض بالألم وأنفاس متقطعة قالت: لقد قمت بتربية حفيدي بعد انفصال أبويه وكنت له الأم والأب خاصة بعد أن حاول التقرب من أبيه والذي كان ينهره دائما لإحساسه بالاضطهاد دون أشقائه من زوجته الأخرى، ومع مرور الوقت تردد على مسامعي أن حفيدي على علاقة ببنت الجيران والتي تكبره سنا بعدة سنوات حتى تطورت هذه العلاقة المحرمة ليخبرني بأنها حامل وتريد الزواج منه تحت ضغط أسرتها، فأصبح كثير السهر خارج المنزل وعدم الالتفات لدراسته والإنفاق ببذخ عليها، وفي أحد الأيام فوجئت باختفاء مبلغ خمسة آلاف جنيه من دولابي الخاص، وبعد فترة اكتشفت أيضا اختفاء مصوغاتي الذهبية وثمنها نصف مليون جنيه، أصبحت في حيرة من أمري، توسلت إليه أن يخبرني بالحقيقة لكنه كان دائما مايثور ويترك المنزل. وانهمرت في البكاء. اعترف الشاب بصحة الواقعة وأرشد عن مكان المصوغات والتي قام بشرائها منه أحد أصدقائه بمبلغ خمسين ألف جنيه فقط. لتقع الجدة مغشيا عليها فور سماع قرار وكيل النائب العام بحبس الحفيد وصديقه أربعة أيام على ذمة التحقيقات. بينما وقف الحفيد وبلسان حال يقول سامحيني ياجدتي ويرمقها بنظرات الندم المصاحبة بدموع تنساب ببطيء شديد، ليصطحبه الحرس الخاص بالنيابة وهو مكبلا وصديقه بالأصفاد الحديدية وسط موقف حزين تقشعر له الأبدان.