مفهوم بالطبع انه يتعين الا يعلو صوت فوق صوت المعركة التي نخوضها الآن بحزم وقوة مع الارهاب الذي عاد ليطل بوجهه الأسود، يقتل ويدمر ويخرب ويحرق في مواضع شتي من بلدنا.. لكن مع قناعتي بذلك فانني ارجو الا ينسينا ذلك فساد حكم الاخوان، ورغم ان عمر هذا الحكم كان قصيرا ولم يتجاوز العام فقط فالارهاب الذي نحاربه الآن له علاقة وثيقة بالاخوان وحكمهم.. ففي ظل هذا الحكم وتحت رعايته نمت وترعرت في أرضنا مجموعات ارهابية خطيرة هي التي تقوم بالعمليات الارهابية الآن.. وساعدها علي ذلك ما قدمه حكم الاخوان من خدمات جليلة لهذه المجموعات وافرادها سواء بتسهيل دخولهم البلاد من الخارج أو بالاعفاء عنهم واخراجهم من السجون، وايضا بالسكوت عليهم وهم يتسلحون ويتدربون ويتلقون الدعم من جماعات موجودة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس. كما ان هذا الارهاب الذي نتعرض له حاليا هو ما سبق ان هددنا به قادة جماعة الاخوان ومرسي شخصيا قبل ان ننتفض لعزله ثم عادوا وكرروا هذه التهديدات بعد العزل وانطلقوا بالفعل إلي تنفيذ هذه التهديدات عمليا علي ارض الواقع. ولذلك فان كشفنا لفساد حكم الاخوان رغم قصر عمره ضروري ومفيد لنا في المعركة التي نخوضها الآن ضد الارهاب الذي اعطت الجماعة اشارة البدء له من فوق منصة اعتصامها في رابعة وعلي ألسنة قادتها ورموزها وحلفائها، وسبق ان هددتنا به في العام السابق ونحن ننتظر اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، حينما توعدت الجماعة بحرق وتفجير البلاد اذا لم يتم الاقرار بفوز مرسي في هذه الانتخابات يجب ان يعرف الكافة كيف كان هذا الفساد كبيرا و ضخما وفجا ايضا.. سواء هؤلاء النخبويون الذين منحوهم مساندتهم ودعمهم حماية للثورة، أو البسطاء الذين خدعوا فيهم وتصوروا انهم متدينون أو كما كان يقال «بتوع ربنا وسوف يراعون ربنا فينا» ولذلك اعطوهم اصواتهم ليرتقوا بها سلم السلطة حتي وصلوا إلي اكبر منصب وهو منصب رئيس الجمهورية.. فنحن سوف نخوض قريبا انتخابات برلمانية واخري رئاسية يتعين الا يخدعنا أحد فيها مجددا باسم الدين أو باسم الثورة أو ايضا باسم الديمقراطية وحقوق الانسان. ان هؤلاء الذين يدعون انهم «بتوع ربنا» انخرطوا في الفساد منذ اللحظة الاولي التي اعتلوا فيها قمة الحكم وقبلها منذ سيطروا علي البرلمان.. كانوا يغرفون من المال العام بشراهة من حرم سنوات طويلة، رغم ان جماعتهم لها مصادر تمويل عديدة ومتنوعة وتملك حافظة أموال ضخمة، وتحظي بمساعدات مالية من كثيرين. لقد تعاملوا مع أموال الدولة وممتلكاتها ومنشآتها باعتبارها غنائم يحق لهم الاستيلاء عليها والاستمتاع بها ما داموا قد انتصروا علينا في معركة انتخابات الرئاسة بفضل غباء البعض منا وغفلة البعض الآخر، وأيضا خوفنا من تهديداتهم. هذا هو التفسير الوحيد لما قام به الرئيس مرسي شخصيا من تصرفات وما اتخذه من قرارات علي مدي عام واحد فقط.. والا فليقل لنا أحد تفسيرا آخر لاتخاذ الرئيس السابق قرارات بتعيين 400 شخص إخواني بالطبع في مؤسسة الرئاسة، وهي المؤسسة التي تضم ما يكفي من الكوادر والفنيين والمتخصصين والموظفين.. كل ذلك من أجل السيطرة علي هذه المؤسسة بالكامل واخضاعها لجماعة الإخوان، ولتمكين عدد من أعضائها علي الاستمتاع بأموالها، ولذلك لم يكن غريبا أن يطلب مرسي زيادة ميزانية مؤسسة الرئاسة. وأيضا هل هناك تفسير آخر غير الفساد لاصرار الرئيس السابق علي اصطحاب مرافقين من اعضاء جماعته علي طائرته الرئاسية في كل رحلاته.. التي بلغت في أقل من عام 16 رحلة خارجية، وقد بلغ عدد مرافقيه هؤلاء 28 شخصا في بعض رحلاته مثلما فعل وهو يزور روسيا، ورغم أنه لم يصطحب معه أحدا من أعضاء الوفد الرسمي المرافق له من الوزراء؟ كذلك.. هل هناك تفسير آخر غير الفساد لمنح كل عضو من أعضاء لجنة صياغة وإعداد الدستور نصف مليون جنيه مكافأة لهم علي صناعة الدستور الذي يرغبون فيه ويمكنهم من التحكم فينا وفرض استبدادهم وفاشيتهم علينا؟ هذه مجرد أمثلة قليلة فقط من الفساد في مؤسسة الرئاسة خلال حكم الإخوان والذي انتقلت عدواه في كل وزارة ومحافظة ومؤسسة وهيئة تمكن منها الإخوان وفرضوا سيطرتهم عليها.. ولعلنا لم ننس بعد ذلك الوزير الذي أكل سندوتشات بعشرات الآلاف من الجنيهات في شهر واضح اشتراها من مطعم صاحبه ينتمي إلي جماعته.. أو ذلك الوزير الآخر الذي حاكي رئيس الجمهورية وعين عشرات المستشارين من إخوانه في وزارته لكي يكون لهم في المال العام نصيب.