هل ما يفعله السلفيون الآن يأتي من باب استعراض القوة - علي غرار ما قامت به مليشيات الاخوان المسلمين في جامعة الأزهر منذ ثلاث سنوات تقريبا.. وهم بالتالي وكأنهم يبعثون الينا برسالة تقول فحواها: »نحن قادمون«.. أم نحن مخطئين الظن وما هم إلا جماعة تدعو الي ربها بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة؟! يكون ساذجا من يسرف في الظن الحسن بهم.. وإلا ما معني ما حدث يوم الجمعة الماضي داخل أحد بيوت ربنا وهو مسجد النور بالعباسية - عندما هجم عليه السلفيون - أو الجهاديون - لا فرق في المعني بين التسميتين - أثناء صلاة الجمعة وقد أشاعوا الذعر بين المصلين - محكمين سيطرتهم علي المسجد - في مشهد أشبه بلقطة سينمائية مثيرة - رافضين صعود إمام وخطيب المسجد المعين من قبل وزارة الأوقاف لالقاء خطبة الجمعة.. ليصعد بدلا منه سلفي أو جهادي - ليلقي هو الخطبة يبشرنا فيها بأن أكل الفسيخ والرنجة والملوحة في شم النسيم هو حرام شرعا.. وقد أحاط اخوانه من أصحاب اللحي الطويلة بكل جنبات وأركان المسجد. خشية أن ينجح مصل في الهروب من قبضتهم الحديدية.. مدعين في نهاية الخطبة - التي لم تضف شيئا للمصلين سوي أنها تتوعد من يخرج عن طوعهم! نفس المشهد تكرر من قبل عندما قام هؤلاء - متسترين بالليل - بهدم أضرحة بعض أولياء الله الصالحين بدعوي أن وجود هذه الأضرحة علي الأرض هي كفر وشرك بالله! ويخرجون علينا - في مرة ثالثة - من خلال المتحدث الاعلامي باسمهم - الشيخ الشحات - معلنا أن الديمقراطية حرام لأن هذه الكلمة الغربية تتعارض مع قول الله تعالي: »إن الحكم إلا لله«!.. هو نفس ما قاله أميرهم وقائدهم أيمن الظواهري من عشرات السنين عندما هاجم الديمقراطية قائلا: ».. أعلم أن الديمقراطية والتي تعني حكم الشعب.. هي دين جديد يقوم علي تأليه البشر بإعطائهم حق التشريع غير مقيدين في تشريعهم بأي سلطة أخري وهذا يعني أن الديمقراطية دين وضعي كافر، حق التشريع فيه للبشر في مقابل الاسلام الذي حق التشريع فيه لله تعالي لا شريك له«! وقال ايمن الظواهري ايضا : »والبشر المشرعون في الديمقراطية هم شركاء معبودون من دون الله.. يعبدهم كل من يطيهم فيما يشرعونه. فأي كفر بعد هذا؟! ألم تلاحظوا انها نفس لغة الخطاب - مع اختلاف الاشخاص والزمن ؟!... ولماذا نبعد للبعيد وبالامس القريب خرج علينا زعيم السلفية في الاسكندرية - وهي معقل السلفيين في مصر الشيخ أحمد نادر - بعد ثورة الشباب يوم 52 يناير مبرراً عدم خروج جماعته للميدان التحرير لسببين.. الأول: هو خروج الفتيات من البيت حراميستوي في هذا المتبرجات منهن و. والسبب الثاني: هو رفع الصليب في الميدان ! .. اي تعصب هذا يرفضه ويمقته الإسلام ؟! فأنا أري أن هيبة الدولة الآن علي المحك.. فلا معني ان نوفل شيخاً سلفياً وهو محمد حسان ليتحدث باسم الدولة والحكومة مع افراد جماعته ليرجوهم ويثنيهم عما هم ماضون من اج تسعينيات القرن الماضي عندما استشري خطر هؤلاء في كل مكان في مصر مقسمين البلاد إلي امارات. كل امارة يحكمها اميرثم انقلب الحال إلي ارهاب ورصاصات طائشة موجهة إلي صدور الابرياء أو قنابل تنفجر مرة في ميادين عامة ومرة اخري بين السياح الآمنين ! .. وأخيراً ! أفأنتم ترهبون الناس حتي يتبعوكم؟! وأقول.. لقد تغير الزمان وماعدتم تقنعوننا بلحاكم وجلابيبكم البيضاء القصيرة !