ما حدث في 03 يونيه 3102 بقيادة السيسي وزير الدفاع والقائد الأعلي للقوات المسلحة، ليس غريبا ولا يعد مفاجأة لان الفريق أول السيسي أعطي لمؤسسة الرئاسة فرصتين من دافع إحساسه الوطني تجاه إرادة شعبه، وبخبرتي العسكرية المتواضعة استطيع رسم المشهد الدقيق وعلامات الاصرار علي ملامح وتعبيرات وجه السيسي وهو جالس في الصف الأول لخطابي الرئيس المعزول الأخيرين، لم يصفق السيسي ولا مرة، ولم تتحرك يداه من مكانها، نظراته ثاقبة رافضة ومتأملة، علامات الجدية والجسارة والقوة والارادة كلها مرسومة علي وجهه ومدموغة في قلبه، واليقين والقرار في عقله، شخصية عسكرية وطنية من الدرجة الأولي لا أريد تشبيهه بأحد لانه منفرد ولكن يذكرني عندما كنت جنديا علي خط النار عام 9691 وقد تم استدعائي مع مجموعة من الجنود والضباط صباح يوم عيد الفطر لمقابله شخصية كبيرة لم نعلم من هي هذه الشخصية ونحن جالسون في أحد المواقع العسكرية السرية وطائرة العدو تقذف بقنابلها علي امتداد القناة وفي لحظة صمت دخل أحد الضباط وبصوت عال «إنتباه» وبعد لحظات دخل مجموعة من القيادات العليا ثم الفريق أول محمد فوزي وزير الدفاع وخلفه الرئيس جمال عبدالناصر.. لحظة فارقه في وجداننا كجنود.. جاء الرئيس مبكرا ليهنئنا بالعيد ويعطينا جرعة وطنية.. جاءتني ملامح الرئيس جمال عبدالناصر عندما لملت ملامح الفريق أول السيسي والدلالات العميقة المدفونة في كيانه، وإراده السيسي وجسارته وشجاعته لم تأت من فراغ فإحساسه المرهف كان جاذبا وممتلئا بروح الشعب المصري الاصيل الذي خرج بالملايين لينادي بالقوات المسلحة لحماية الوطن من حكم الإخوان الذي أهدر وأفسد الحياة.. ولبي الجيش بحكمة واقتدار وبروح المحارب الجسور.. ونقل السلطة الي الشعب دون أي تدخل في الحكم وهذا هو الفعل الحضاري للقوات المسلحة العظيمة في الحرب وفي البناء.