لا يعقل أن نضع الصحافة في خانة الملائكة.. كما لا يصح أن نعتبرها من فصيلة الشياطين.. الصحافة لها مالها.. وعليها ما عليها.. كم من الابرياء لعنتهم الصحافة.. وكم من الاشقياء رفعتهم. الصحيح والمنطقي ان نضع الصحافة في اطارها الصحيح.. تخطيء وتصيب.. لهذا لم يكن غريبا ان يضعها بيان 03 يونيو للفريق أول عبدالفتاح السيسي في اولويات المرحلة الانتقالية.. والذي ينص علي تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت.. ويتضمن ايضا »وضع ميثاق شرف اعلامي يكفل حرية الاعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة واعلاء المصلحة العليا للوطن». عند هذه النقطة اتوقف.. حيث التقي الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور ومجلس نقابة الصحفيين برئاسة الصديق ضياء رشوان ظهر الاربعاء الماضي.. واصدرت النقابة بعده بيانا وقعه الصديق كارم محمود.. يتحدث فيه عن ان الرئيس اكد لمجلس النقابة انشغاله باجراء المصالحة الوطنية بين جميع عناصر المجتمع.. وعدم اقصاء اي من ابناء الوطن ايا كان انتماؤه السياسي او الديني، وتحدث الرئيس عن اهمية الاعلام في تأكيد هوية الدولة المصرية ومدنيتها. وحسم الرئيس ما يشاع عن تغييرات صحفية من قيادات المؤسسات القومية قائلا انها ليست حقيقية.. مشيرا الي انه لن يصدر اي قرار في هذا الشأن حتي تستقر الامور.. ويتم دراسة مقترح النقابة بانشاء هيئة لادارة تلك المؤسسات.. حتي تكون التعيينات في القيادات الصحفية بعيدة عن الحكومة.. وينص اقتراح النقابة بتشكيل هيئة مؤقتة مصغرة تحل محل مجلس الشوري والمجلس الاعلي للصحافة.. وتمارس مهامها خلال الفترة الانتقالية في ادارة المؤسسات الصحفية القومية. واجاب الرئيس منصور بأنه سيدرس المقترح مع الحكومة بعد تشكيلها. واذا كانت الصحافة القومية هي العائق الآن امام الدولة.. فإنها وآسف للتشبيه مثل العجل الذي وقع علي الارض فزادت سكاكينه.. فهناك رغبات ونزوات عاقلة ومجنونة.. للسيطرة علي المؤسسات القومية.. وهناك عبده مشتاق في كل صحيفة.. وهناك عبدة المناصب في المؤسسات القومية.. وهناك عازفون عن كل ذلك!! وطالما كنت من المحذرين للسيطرة علي الصحف القومية.. لانها الشيء الوحيد الباقي للشعب الكادح.. هي لسانه المعبر عنه.. حاولت جماعة الاخوان الاستئثار بالصحف القومية.. وفشلت.. حاولت جماعة الحزب الوطني سابقا الاستئثار بها وفشلت.. حاولت كل الانظمة السيطرة علي الصحافة القومية.. لكن الانظمة انهارت.. وبقيت الصحف القومية.. بينما زالت الانظمة من الوجود!! واليوم تحاول جبهة ما السيطرة علي الصحف القومية.. والمؤكد انها ستفشل.. دروس التاريخ تقول ذلك.. اذن ما العمل؟! هذا ما نواصل الحديث عنه غدا بإذن الله. دعاء: «اللهم آت نفوسنا تقواها.. وزكها أنت خير من زكاها.. انت وليها ومولاها.. اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر الشيطان وشر أنفسنا.. ولا تكلنا الي انفسنا طرفة عين.. اللهم آمنا في أوطاننا.. واصلح ائمتنا وولاة أمرنا.. واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين». أمين يا رب العالمين.