في مقال سابق اقترحت علي مجلس نقابة الصحفيين عقد مؤتمر عام للنقابة، وفي هذا المقال سوف أتناول بالتفصيل لماذا أدعو لعقد المؤتمر، لان الجمعيات العمومية لا تتيح مجالاً واسعاً للحوار المعمق حول القضايا المحورية التي تمس مستقبل العمل المهني علي كافة الأصعدة.. الصحفية المهنية والسياسية بحكم كوننا نقابة رأي.. لان نقابتنا تمر بمرحلة انتقالية مهمة: أولاً: تأسست النقابة وتبلورت شخصيتها الاعتبارية في ظل الملكية العامة لوسائل الانتاج ومنها الصحافة.. وتغيرت أمور كثيرة في الوطن من الانفتاح الاقتصادي الي الاصلاح الاقتصادي.. وعادت الحياة الحزبية من جديد.. وأنهي الرئيس السادات حالة الحرب وعقد اتفاقيات كامب ديفيد للسلام وغيرها وغيرها من المتغيرات التي غيرت وجه الوطن. ثانياً: وعلي الصعيد المهني نشأت الصحافة الحزبية منذ ما يزيد علي الثلاثين عاماً ثم تلتها الصحافة الخاصة منذ سنوات وانتشرت الفضائيات والصحافة الالكترونية.. وانفجرت ثورة المعلومات.. ودخل الي النقابة روافد كثيرة من الاجيال الجديدة من الصحفيين. ثالثاً: وحدث التزاوج بين رأس المال والصحافة ولم تعد الصحف تعتمد علي إعلانات القطاع العام أو الخاص فحسب بل بروز ما يسمي بالتمويل الخارجي لبعض الصحف بطرق ملتوية أقرب إلي غسيل الاموال من خلال الصحافة. رابعاً: اختلاط وازدواج المعايير بين الصحافة والاعلام وأصبح هناك صحفي فضائي وآخر يعمل في المواقع الالكترونية وثالث في الصحافة المكتوبة ورابع يعمل مستشاراً إعلامياً لرجل الاعمال هذا أو ذاك وهكذا انقلبت الرؤية والمعايير. خامساً: كما أصبح هناك تباين طبقي واضح ومهين بين الصحفيين.. فنجد صحفيا يحصل علي الملايين من جراء برامجه التليفزيونية الفضائية وآخر يعيش علي بدل النقابة!! وكلاهما زملاء في نقابتنا العتيدة. سادساً: وغاب ما يسمي بميثاق الشرف المهني في هذا الازدحام لأن مجلس النقابة لم يعد بصورته الحالية مع احترامي لكافة أعضائه قادراً علي مواجهة القوي المالية التي تحتكر الصحافة الخاصة التي يمكنها مع التطور السريع ان تكون نقابة خاصة بها.. كما ان المجلس لا يقدر علي مواجهة الصحافة الحزبية نتاج المناورات والتحالفات بين الاحزاب والسلطة علي حساب النقابات المهنية، وحتي الصحافة القومية لا يستطيع المجلس ان يقاومها او يقومها لأن أصوات هذه المؤسسات هي التي تجلسهم علي مقاعد المجلس. سابعاً: لهذا كله نحن بحاجة الي مؤتمر عام يناقش المتغيرات الهيكلية في المهنة.. والمهنيين.. والآن سوف يجرفنا التيار لأن المستقبل يقوم علي التعددية والحرية الصحفية الامر الذي قد يساهم في خلال عشرة اعوام علي بروز نقابات للصحفيين أخري في هذا الوطن.. ولذلك لان الحوار بطريقة اقرب للتخطيط الاستراتيجي وطرح سيناريوهات مختلفة حفاظاً علي المهنة والصحفيين وإلا لن يبقي من النقابة العتيدة سوي الرقص والهتاف علي سلالمها.. اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد.