نواصل هذا العام - بفضل الله ما بدأناه منذ 8 سنوات، من تخصيص هذا العمود للشأن الديني طوال شهر رمضان بإذن الله. ونتناول هذا العام قضية »الاسلام حياة ومعاملة«، فالبعض يظن أن الاسلام النطق بالشهادة وصلاة وزكاة، وحج، وصوم، فقط، ولكن جوهر الاسلام يتجاوز عبادات الشخص الي تعامله مع الآخرين وفاعليته في الحياة ودوره في تعمير الارض. ويقول رسولنا الكريم «صلي الله عليه وسلم » من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له.. اذن فلا يكفي ان تكون مصليا فقط لتدخل الجنة، فلابد ان تتوقف عن ارتكاب المعاصي وفعل المنكر حتي تكتمل صلاتك ويقبلها الله. ويقول نبينا الصادق الامين «صلي الله عليه وسلم» أن تبسمك في وجه أخيك صدقة وهو يحث المسلمين علي ان يكونوا ودودين مع الاخرين، فلا تكن عابسا بل كن بشوشا لتأخذ حسنة. ولا يمكن لصائم ان يكتمل صيامه، وهو ممتنع عن الطعام والشراب فقط، وعيناه تأكل في اعراض غيره بالنظر الي المحرمات، او بالحديث والنميمة ناسيا قوله تعالي «أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه». وفي الحديث الشريف.. ينقطع عمل ابن آدم الا من ثلاث، بينهما صدقة جارية حيث يحث النبي «صلي الله عليه وسلم» المتصدقين علي ان تكون صدقاتهم ممتدة المفعول لتفيد اكبر عدد وتستمر حتي بعد الموت، وحتي لا تكون الصدقات فقط انفاق نقود.. وللزكاة شروطا اهمها الا يعرف أحد بصدقاتك حتي لا تؤذي مشاعر من تتصدق عليهم. ولأن ديننا يحثنا علي عمل الخير وحسن معاملة الغير حتي لو لم نعرفه يقول نبينا محمد «صلي الله عليه وسلم» الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا «صلي الله عليه وسلم » رسول الله، وادناها اماطة الاذي عن الطريق» حتي لا يتعثر غيرنا ولا يتأذي.