قضت محكمة جنايات القاهرة ببراءة النشطاء أحمد دومة وعلاء عبد الفتاح ونوارة نجم وآخرين في قضية إتهامهم بالتحريض علي التجمهر والعنف وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة أثناء جمعة رد الكرامة في 22 مارس الماضي. صدر الحكم برئاسة المستشار محمد القياتي وعضوية المستشارين محمد أحمد عطية ومحمد كامل عتلم وأمانة سر أيمن عبد اللطيف . واستندت المحكمة في حيثيات الحكم، إلي إنكار المتهمين كافة الاتهامات المنسوبة إليهم، والاقتناع بكيدية الاتهام وتلفيقه، وأن المحكمة قد داخلتها الريبة والشك في صحة عناصر الإثبات، ورجحت دفاع المتهمين، حيث تبين للمحكمة أن للواقعة صورة أخري غير الواردة في أوراق الدعوي، وقد أحجم عن ذكرها شاهد الإثبات الثاني أحمد هاشم سيد عبد المجيد رائد شرطة ورئيس مباحث قسم شرطة المقطم خلال الأحداث، وأن شاهدي الإثبات الثالث والرابع المقدمين من النيابة العامة كضابطي شرطة مختصين بتحليل وتفريغ محتويات صفحات التواصل الإجتماعي المسجلة بأسماء المتهمين من السابع إلي الثاني عشر في الدعوي، لم يتمكنا من تحديد هوية أصحاب صفحات التواصل الإجتماعي الشخصية "فيس بوك..وتويتر" التي تحرض علي التجمهر أمام مكتب الإرشاد وقت أحداث يوم جمعة رد الكرامة، الأمر الذي جعل المحكمة تتشكك في صحة اسناد الاتهاماتت للنشطاء السياسيين. ووجهت المحكمة كلمة للشعب قبل النطق بالحكم؛ إن "تلك القضية قد اكتمل نسج خيوطها في عهد مضي وولي، عهد إرتاب فيه الجميع، من سلطة الاتهام التابعة - في إشارة إلي النيابة برئاسة النائب العام المعزول بحكم قضائي طلعت عبد الله- بإنها أحيانا لا تعرف للحيدة مكانا ولا للعدل سبيلا". وفور صدور الحكم، هتف المتهمون والمتواجدون بالقاعة " يحيا العدل " و " ألله أكبر " وتبادلوا الأحضان والتهاني بحكم البراءة ، فيما أصيب المتهم الأول " أحمد صابر " بحالة من الإغماء نتيجة تأثره بإصابة طلق خرطوش كان قد أصيب بها في "جمعة رد الكرامة" وحمله " دومه " وخرج مسرعاً خارج القاعة.وعقب صدور الحكم ببراءة المتهمين كافة قالت نوارة نجم؛ "أنا سعيدة بإقتناع المحكمة أن القضية كانت في عهد مضي ووجهت رسالة ل " خيرت الشاطر قائلة "اتق الله، كيف تدعي الإسلام ولا تخاف الله"، فيما علق حازم عبد العظيم قائلاً " مبروك لمصر كلها والإخوان المسلمين اتعلموا الدين غلط " . فيما قال " دومة " إن دخول بعض قيادات الجماعة السجن في توقيت براءتنا هو رسالة لكل من تسول له نفسه الإنقضاض علي الوطن وعقاب لهم علي ما ارتكبوه من جرائم في حق الثورة ". وتوجه دومة بالشكر والعرفان للشعب المصري العظيم والذي نجح في ثورة تصحيح المسار، مضيفا أنه يكرر وعده للجميع بالاستمرار في النضال الوطني حتي إعادة حقوق شهداء الوطن. وشهدت الجلسة عددا من المفارقات كانت أولها حين نادي رئيس المحكمة علي الناشط أحمد دومة فرد الأخير بقوله " أيوه " ورد رئيس المحكمة " إسمها نعم يا دومة مش أيوه " .. وكانت ثانيها حين حضر الناشط علاء عبد الفتاح متأخراً وتوجه والده المحامي أحمد سيف الإسلام إلي المنصة قائلاً " المتهم علاء أهو وصل يا فندم " ليدخل بعدها المتهمون في نوبة ضحك". واكد سامح عاشور المحامي أن الدليل الفني المقدم في أوراق الدعوي ملفق، مشيرا إلي مهارات عناصر جماعة الإخوان في التلفيق مستندا إلي حقيقة عدم التوصل إلي هوية القائمين بأعمال العنف علي وجه التحديد. وقال إن قوات الأمن نفذت أوامر مكتب الإرشاد حينها وحاصرت المكتب مما جعل الإقتراب من البناية -ولو علي بعد كيلومتر واحد - أمراً مستحيلاً، إضافة إلي أن مسرح الجريمة خارج دائرة ما ذكره شاهد الإثبات الرئيسي في الدعوي، وهي أنه وجد عدداً من دعاوي التحريض علي التظاهر أمام مكتب الإرشاد علي صفحة المتهمين الشخصية علي مواقع التواصل الإجتماعي، ما يجعل شهادة شاهد الإثبات هي نفسها دليل البراءة لأن حق التظاهر السلمي مكفول للجميع. ودفع المحامي أحمد سيف الإسلام، بعدم توافر اركان جريمة التجمهر. واكد المحامي تامر جمعة ان القضية احيلت للمحمة بناء علي بلاغ من محامي لم نتاكد من هويته ، الا ان النيابه تبنت ما قاله في بلاغه وكأنة رسول دون ان تثبت التحريات ادانه المتهمين . ودفع بانعدام تحريات المباحث.