ثلاثة تعهدات قدمها شباب التيارات السياسية المدنية التي قررت النزول الي ميادين مصر يوم 03 يونيو الحالي جاءت كلها في اول منتدي للحوار تنظمه جريدة «الأخبار» تنقل به تصورات وافكار ونوايا الشباب في هذا اليوم الذي يراه البعض يوما فارقا في تاريخ الثورة المصرية ويمثل الموجة الثانية لتصحيح مسارها بينما يراه البعض الآخر مليونية مثل عشرات المليونيات التي قدمها الشارع المصري منذ 52 يناير 1102.. التعهد الاول هو سلمية يوم 03 يونيو وهذا عهد لا رجعة فيه لتحقيق الامان وحقن دماء المصريين.. ورغم التعهد ظهرت مشاعر خوف وقلق وايضا بسببين الاول انهم قد يضطرون للدخول في مواجهة بسبب اصرار ممثلي تيارات الاسلام السياسي النزول الي الشارع في نفس اليوم تعبيرا عن رغبتهم في الدفاع وحماية نظام سياسي جاء بالانتخاب وبارادة مصرية حرة ينبغي علي كل المصريين حمايتها والدفاع عن شرعيتها.. والثاني انهم اي شباب التيار المدني قرروا الا يعودوا الي بيوتهم هذه المرة دون تحقيق اهدافهم وانقاذ ثورتهم واستعادة دورهم الذي تم تهميشه لصالح «دولة العواجيز» التي سطت علي الثورة وفشلت في التعبير عنها. اما التعهد الثاني للشباب فهو تقديم مشروع وطني ضخم لانقاذ مصر يطرح خطة انقاذ سريعة للاقتصاد وينظم نقل السلطة من الاخوان المسلمين الي غيرهم ويحقق اصلاحات دستورية تعيد الثقة في المستقبل وتقدم رؤية جديدة للسياسة الخارجية المصرية وسيتم مراجعة ومناقشة هذه الاوراق وغيرها في اول مؤتمر يتم تنظيمه يوم 82 يونيو يخطط لاحداث ما بعد 03 يونيو.. اما التعهد الثالث فهو عدم السماح للنظام الحاكم لان يبقي لمدة ثلاث سنوات اخري لحين موعد الانتخابات الرئاسية القادمة قبل 03 يونيو 6102 فقد رأوا ان ذلك هو المستحيل بعينه بعد ان تبين لهم عدم وجود مشروع نهضة حقيقي لنقل حياة المصريين الي الافضل مثلما وعدوا وبعد ان تبين ان هدف الاخوان وهمهم الاكبر هو السيطرة علي مفاصل الدولة واخونة نظام الحكم بما يضمن لهم الاستمرار. ورغم التعهدات والرؤي منح الشباب المشاركون في المنتدي فرصة اخيرة للرئيس محمد مرسي لكي يكون رئيسا مقبولا من كل المصريين ووقتوا لهذه الفرصة يوم 82 يونيو قبل انعقاد مؤتمرهم التحضيري الي بعد 03 يونيو وهو ان يعلن انه رئيس لكل المصريين وان يبادر فورا بحل جماعة الاخوان المسلمين وان يحتذي بالرئيس الراحل انور السادات الذي اطاح بمراكز القوي التي ارادت توريطه وسحب نفوذه فأطاح بها قبل ان تطيح هي به. وقال الشباب ان 03 يونيو لن يكون ورقة ضغط سياسي وانما هي الموجة الثانية لثورة 52 يناير تأتي لتصحيح اخطاء الموجة الاولي وتحقق اهدافها وعبر الشباب عن ثقتهم في ان الشعب سيدخل المعادلة.. وان اكثر من 2 مليون مصري سيكون في الشارع وفي جميع المحافظات داعمين لحملة «تمرد» التي نجحت في تجميع صفوف المعارضة تحت رايتها لاول مرة وجمعت اكثر من 51 مليون توقيع من المصريين علي اختلاف انتمائهم اصبحوا جميعا علي قلب رجل واحد في مواجهة نظام يقولون انه فقد شرعيته.. فماذا قال الشباب وما هي مبررات حملتهم.. وكيف يرون ممارسة الاغلبية للحكم.. وما البديل الذي يطرحونه.. وكيف يرون التأثير الامريكي او العربي في مسيرة النظام.. وملفات اخري عديدة فتحها منتدي «الأخبار» للحوار مع شباب الثورة المصرية ننشره اليوم كاملا.. ثم ننشر غدا الاثنين رؤية مقابلة لشباب التيارات الاسلامية الذين اهتمت «الأخبار» بدعوتهم في منتدي ثان بحيث نقدم لقراء الأخبار وللرأي العام المصري الرأي.. والرأي الآخر.. ليصبح الجميع علي بينة من احداث ونوايا وافكار يوم 03 يونيو.. والي الحوار: بدأ الكاتب الصحفي الكبير محمد حسن البنا رئيس تحرير الأخبار اللقاء بالتأكيد علي دور حركة 6 ابريل وشباب الثورة في تفجير واطلاق الشرارة الاولي لثورة 25 يناير المجيدة والنجاح في تحقيق طموح الشعب المصري العظيم في التخلص من حقبة طويلة من الظلم والاستبداد.. واليوم مع مرور عام علي انتخاب أول رئيس للجمهورية.. وفي ظل التوجهات السياسية المختلفة التي تطغي علي الشارع المصري والتي تشهد صراعا حامي الوطيس بين القوي المدنية والاسلامية، كان لابد من اجراء لقاءات موسعة مع القوي السياسية للتأكيد علي أن مصر أولا.. وأن مصلحة مصر تبقي فوق كل اعتبار.. خاصة مع تنامي الشعور لدي عموم المواطنين، بان مصر مقبلة علي مرحلة قد تراق فيها الدماء بسبب الصراع المحتدم بين القوي السياسية المختلفة.. واكد البنا ان ذلك بالطبع لا يمكن ان يكون هدفا لأي من القوي السياسية. الأخبار: حالة من الاستقطاب السياسي الشديد تقسم الشارع المصري.. وهناك مخاوف لدي الجميع من تحول مليوينات 30 يونيو الي حرب أهلية بين التيار المدني والاسلامي.. ويسيل الدماء المصري من الجانبين، خاصة مع احتدام حالة الخلاف لتصل الي مرحلة التراشق بالتهديدات.. في هذا السياق كيف يمكن ضمان سلمية الثورة وعدم تحولها الي حرب اهلية تكون مصر فيها هي أكبر الخاسرين؟ عصام الشريف الجبهة الحرة للتغيير السلمي: لدي بعض التحفظات علي مفهوم سلمية الثورة لأن عددا كبيرا من الشباب المصري استشهد منذ يوم 28 يناير.. وآلاف المواطنين اصيبوا.. العنف بالطبع لم يكن من جموع الجماهير السلمية التي شاركت في الثورة.. وإنما السلطة هي دائما من كان مصدرا للعنف، وفي المقابل كان المواطنون المشاركون في الثورة يدافعون عن أنفسهم.. وتكرر استخدام العنف ضد الشباب خلال فترة حكم المجلس العسكري وكذلك الاخوان..وبدأ الاخوان يستخدمون العنف لمواجهة شباب الثورة في جمعة كشف الحساب، مع بداية تصدير القنوات الدينية لخطاب العنف، مما أدي الي اتساع دائرة العنف ضد شباب الثورة، وكان الهدف من ذلك اثارة مخاوف الطبقة الوسطي لعدم النزول الي الشارع مجددا للمشاركة في المظاهرات المناهضة لحكم الرئيس محمد مرسي. واستكمل الشريف: أن التيارات المدنية اتفقت بالاجماع علي سلمية مظاهرات 30 يونيو.. ولكن العنف بدأ الان بالفعل في خطاب تيار الاسلام السياسي.. وظهر ذلك واضحا في اعتداء انصار السلطة علي اعتصام المثقفين في وزارة الثقافة.. ولم تكن السابقة الاولي.. لأن عددا كبيرا من المليونيات والمظاهرات تحولت الي اشتباكات بسبب نزول انصار الرئيس للاشتباك مع المعارضة، هناك قصور شديد في فهم وادراك دور المعارضة وهي لا تمتلك الا التظاهر السلمي للتعبير عن الرأي وتحقيق مطالب الثورة. رفض الحوار الأخبار: دعت مؤسسة الرئاسة والقوي الاسلامية التيارات المدنية وخاصة شباب الثورة عدة مرات للحوار في جميع القضايا الخلافية والجدلية، الا أن تلك الدعوات كانت دائما ما تواجه بالرفض سواء علي مستوي النخب أوشباب الثورة.. ما أسباب ذلك؟ عصام الشريف الجبهة الحرة للتغيير السلمي: لم نصل الي قناعة برفض الحوار سواء مع مؤسسة الرئاسة، الا بعد أن ثبت عدم جديته علي الاطلاق.. فبعد تولي د.محمد مرسي رئاسة الجمهورية تم اتصال بيني وبين المستشار محمود مكي نائب رئيس الجمهورية السابق أبدي خلالها رغبته في الاستماع الي شباب الثورة.. وطالبته وقتها بالبدء باجراء لقاءات مع المنظمات القبطية التي تتخوف من تولي رئيس أخواني السلطة علي مستقبلها.. كما تم الاتفاق علي اجراء عدة جولات من الحوار معه، وبالفعل تم اجراء لقاء للحوار بين مكي وجميع القوي الثورية الشبابية، تم خلالها تقديم ملفات توضح رؤية ومطالب شباب الثورة، خاصة فيما يتعلق بملفي العدالة الانتقالية والاوضاع الاجتماعية.. أما علي مستوي النخبة، فقد تم اجراء لقاءات عده بين د. محمد مرسي وحمدين صباحي وعمرو موسي وأبو الفتوح.. الا أن تلك اللقاءات لم تسفر حتي عن تحقيق جزء من المطالب، وصدمنا بعد ذلك بصدور الاعلان الدستوري الاستبدادي وتعيين نائب عام غير شرعي.. نعترف بوجود اخطاء لشباب الثورة ولكن لا يمكن لوم شباب الثورة والقوي المدنية في توجههم نحو تنظيم مظاهرات مستمرة للمطالبة بتحقيق أهداف الثورة.. لأن مؤسسة الرئاسة وجماعة الاخوان المسلمين دأبوا علي اقصاء المعارضين والمخالفين في الرأي ومخالفة الدستور والقانون.. وتعد أكبر اخطاء القوي المدنية وشباب الثورة عدم التوافق حول موقف محدد خلال فترة ما بعد ثورة 25 يناير.. ونعتذر علي ذلك، ولكن الان اختلف الوضع تماما في مليونيات 30 يونيو.. التي تشهد توافقا واتفاقا في الرؤي بين القوي المدنية حول مرحلة ما بعد مرسي.. يعود ذلك الفضل لحملة تمرد التي يلتف حولها ويدعمها جميع التيارات المدنية.. وهناك توافق حول 3 سيناريوهات تبلور رؤية التيار المدني للمرحلة القادمة و اتفاق حول ضرورة اسقاط نظام الاخوان الذي أصبح خطرا علي الامن القومي.. ففي عهده تراجع وضع مصر الاقليمي والدولي، فضلا عن تراجع اقتصادي نتيجة لسوء الادارة وانفلات أمني.. وذلك يرجع الي عدم وجود مشروع واضح لجماعة الاخوان المسلمين.. وأن ضمان سلمية المظاهرات يتطلب من الطرف الاخر عدم التعدي علي مظاهرات التيار المدني.. واي تعد علي مظاهرات يوم 30 يونيو سيواجه برد فعل مماثل.. دائما ما كان تيار الاسلام السياسي يتجه الي العنف في التعامل مع شباب الثورة.. لأنه تربي علي العنف.. فكيف يصدر السلمية؟! ما بعد مرسي الأخبار: واجهت القوي الثورية أزمة كبيرة بعد الثورة بسبب عدم وجود رؤية ومشروع بديل لمرحلة ما بعد الثورة، في حالة نجاحكم الان في اسقاط النظام الحالي.. هل لديكم رؤية ومشروع تم اعداده والاتفاق عليه حول مرحلة ما بعد مرسي؟ شادي الغزالي حرب من حزب الدستور: يتم حاليا عقد لقاءات تنسيقية بين مختلف القوي السياسية لتوحيد الصف وبلورة رؤية وبرنامج موحد حول مرحلة ما بعد مرسي، لأننا علي أبواب معركة كبري للحفاظ علي هوية مصر التي نعرفها.. وتفاعل الشعب المصري مع حملة تمرد أكبر دليل علي ادراكه لخطورة نظام الاخوان الذي يعمل خارج حدود الوطن ولا يملك اي اجندة وطنية، وله اهداف خفية لا يعرفها أحد تعتمد في الاساس علي مصلحة الجماعة.. ولذلك فمن حق الشعب معرفة الاجراءات التي سيتم اتخاذها في مرحلة ما بعد مرسي. ولذلك تبنت الاحزاب والحركات المدنية عدة مبادرات تضع رؤية لكيفية ادارة البلاد ونقل السلطة في مرحلة ما بعد مرسي.. وتضمنت تشكيل مجلس رئاسي أو أن يتولي رئيس المحكمة الدستورية الرئاسة لفترة مؤقتة والبعض طالب بضرورة التدخل المباشر للجيش، وهي مبادرات ليست قاصرة علي تيار او حزب بعينه، وسوف يتم عقد مؤتمر قريبا لمناقشة رؤية موحدة.. وسيتم خلاله التوافق حول كيفية نقل السلطة في مرحلة ما بعد الثورة، كما سيتم عقد جلسة أخري لبلورة رؤية حول انقاذ الاقتصاد المصري والذي اصبح في وضع مزري.. ويصيب حياة المواطن البسيط في مقتل، ويرجع السبب الرئيسي في ذلك الي سوء ادارة موارد الدولة. وأستكمل شادي الغزالي حرب: سيتم مناقشة ملف الاصلاح الدستوري لأصلاح "العك" الدستوري الذي تم خلال العامين الماضيين ,ولم يحدث في تاريخ مصر أن شهدت هذا التخبط الدستوري لأن الدستور صادر عن جمعية تأسيسية باطلة بحكم القانون.. وسيتم ايضا بحث الملف الامني لأن الرئيس مرسي نكص بوعوده في عودة الامن الي الشارع المصري خلال 100 يوم الاولي من انتخابه، ولم توفر الحماية الامنية الا الي قصر الاتحادية ومكتب ارشاد جماعة الاخوان.. ويبدو أن أمن المواطن البسيط ليس ضمن أولوياته.. وأخيرا رؤية عن السياسة الخارجية التي دمرها د.مرسي.. ولعل أبرز مظاهر هذا التدمير، ما حدث في أزمة سد النهضة.. والاجتماع الهزلي الذي عقده بمجموعة من الاشخاص، الذين لا نحسبهم علي المعارضة.. لأنهم عار عليها واصبح الضرر علي الامن القومي من هذا الاجتماع أكبر من اي مبادرة يمكن أن تخرج عنه لمعالجة الازمة.. ولكن للاسف هذا هو أسلوب الاخوان المسلمين.. نحن لا نقدم رؤية لمجموعة شباب وانما ندعو جميع القوي السياسية للمشاركة في وضع رؤية موحدة لمرحلة ما بعد مرسي.. وسيتم اهداء هذه الرؤي والبرامج للشعب المصري قبل يوم 30 يونيو. خطايا العسكري الأخبار: هل تعتقدون أن ادارة المجلس العسكري الخاطئة للمرحلة الانتقالية، لعبت دورا رئيسيا في الازمات السياسية والدستورية التي تواجهها مصر حاليا، خاصة أنه أصدر القواعد المنظمة للعملية الانتخابية والاعلانات الدستورية المحددة لصياغة الدستور الجديد؟ محمد فؤاد: يعد استفتاء 9 مارس البداية الحقيقية لتقسيم مصر بين تيار مدني أو ليبرالي وتيار اسلامي، وانتشرت دعاية دينية خلال تلك الفترة تدعو المواطنين للموافقة علي الاعلان الدستوري باعتباره يتماشي مع الدين الاسلامي.. أما التصويت ب "لا" فيمثل خروجا عن الدين ولا يتوافق مع الشريعة الاسلامية.. ذلك يمثل أول أخطاء المجلس العسكري. واستكمل فؤاد: أما الخطأ الثاني للمجلس العسكري، يتمثل في عدم وضع رؤية وبرنامج واضح لعملية ادارة المرحلة الانتقالية.. خاصة أنه بدأ يدير سياسته وفقا للتيارات والقوي الاكثر تأثيرا وقوة علي الارض بهدف احداث توازنات سياسية.. ولذلك استخدم الاخوان المسلمين باعتبارهم الاكثر تنظيما حينها، خاصة أن الجماعة تمتلك علاقات متشعبة مع دول اقليمية ودوليه.. واتجه الي تأييد الاخوان سياسيا، وظهر ذلك جليا في تشكيل الجمعية الاولي لوضع الاعلان الدستوري الخاص باستفتاء 9 مارس.. خاصة أن غالبية أعضائها ينتمون الي الاخوان وتيار الاسلام السياسي، ولم يضع معايير واضحة لضمان نزاهة العملية الانتخابية برمتها خاصة فيما يتعلق بمنع الدعاية الدينية، سواء بانتخابات مجلسي الشعب والشوري وحتي رئاسة الجمهورية.. وخلال جميع العمليات الانتخابية، شكلت القوي الشبابية الثورية لجانا لمراقبتها.. وكان يتم اكتشاف مخالفات وتجاوزات فاضحة أبرزها توجيه المواطنين من جانب القائمين علي اللجان الانتخابية بالتصويت لصالح مرشح الاخوان، وعندما قدمنا شكاوي الي ضباط الجيش والشرطة المسئولين علي تأمين اللجان الانتخابية، لم يتخذوا اي اجراء لمنعها.. ولم يتجه المجلس العسكري الي اجراء محاكمات عادلة لقتلة الثوار.. المشكلة ان قيادات المجلس العسكري اداروا المرحلة الانتقالية في اطار اجراء صفقة بهدف الخروج الامن بسبب الانتقادات الشعبية الكثيرة لإدارة المجلس العسكري..وهو ما تحقق بالفعل. لماذا لا ننتظر؟! الأخبار: يوافق تاريخ 30 يونيو القادم مرور عام كامل علي انتخاب رئيس جمهورية جديد بعد الثورة، هل يمكن أن تنتظر المعارضة مرور 3 سنوات وبذلك تتجاوز مصر نقطة خطيرة من الصراع الدموي الذي سيؤدي الي قتلي من ابناء الوطن الواحد، علي أن تعمل المعارضة خلال تلك الفترة علي وضع رؤية بديلة وتجتهد مع الحكومة لتنفيذها دون صدامات حقيقية؟ حمدي قشطة عضو المكتب السياسي لحركة 6 ابريل: أولا الحكم غير الرشيد لجماعة الاخوان المسلمين، دفع المعارضة الي عدم الرشد.. خاصة أن الاخوان والرئيس محمد مرسي قدموا وعودا عديدة خلال حملته الانتخابية بتحقيق أهداف الثورة، ولم يتحقق اي منها علي الاطلاق، ولا حتي نوايا حقيقية لتنفيذ مطالب الثورة التي نادي بها الشعب خلال ثورة 25 يناير المجيدة، المجالس النيابية التي ستقوم باعداد القوانين والتي تتمثل في مجلس الشوري حاليا بعد الغاء مجلس الشعب بحكم القانون، تم تعيين معظمهم من التيارات المتأسلمة، والتحايل علي القانون باصدار اعلان دستوري لتعيين نائب عام غير شرعي يحقق مصلحة الجماعة فقط.. وبذلك يكون د. مرسي جامعا لجميع السلطات، وبالرغم من ذلك لم يقدم اي رؤية أو مشروع لتحقيق أهداف الثورة والنهوض بالبلاد، ولذلك لا يمكن لقوي المعارضة أن تنتظر مرور الثلاث سنوات الاخري من حكم الاخوان، لوجود ثقة تامة بعدم تحقيق اي تحسن حقيقي في الاوضاع.. خاصة أن جماعة الاخوان لا تسعي الا الي فرض سيطرتها علي مؤسسات الدولة، أو ما يعرف "بالاخونه".. وهناك أمثلة صارخة علي محاولات الاخوان الهيمنة علي مفاصل الدولة، آخرها ماحدث من وزير الثقافة الذي تم تعيينه لأقصاء القيادات الكبري بالوزارة، بهدف تغيير الهوية الثقافية للشعب المصري وخاصة للاجيال القادمة، والتي تعتبر الثقافة بوابة العبور الاساسية لتحقيق ذلك. واستكمل حمدي قشطة: اننا لا نسعي الي التصادم مع الطرف الاخر، بل هدفنا الرئيسي تحقيق مطالب الثورة، وكل المليونيات التي نظمتها القوي المدنية خلال الفترة الماضية، كانت تستهدف تهيئة الاوضاع لموجة ثورية أخري قوية علي غرار ثورة 25 يناير، واعتقد أن الموجة الثانية قد حان وقتها يوم 30 يونيو القادم، وخاصة مع الترحيب الكبير لحملة تمرد من الشعب والتي وصلت محل اهتمام كل بيت مصري.. وأري أن الشعب المصري منح الفرصة الكاملة لجماعة الاخوان والرئيس مرسي، خاصة بعد ان اكتشف الشعب المصري الذكي فشل الاخوان، بعد اعلان خيرت الشاطر نائب المرشد عدم وجود مشروع نهضة عقب انتخاب مرسي بشهور قليلة، خاصة أن هذا المشروع كان محور البرنامج الانتخابي للرئيس مرسي.. ولم يكن مشروع النهضة الا شعارات جوفاء لدعم مرشح الجماعة.. ولذلك فإن مظاهرات 30 يونيو تسعي لاسترداد الثورة من جديد ووضعها في مسارها الصحيح، وليس فقط لاصلاح ما أفسدته جماعة الاخوان. اللعبة الديموقراطية وتدخل سليم الهواري من 6 أبريل الجبهة الديمقراطية: أن النظام الديمقراطي الذي توافق حوله الشعب المصري كأسلوب لحكم مصر.. يستند الي 3 أسس مهمة وضرورية لنجاح التجربة الديمقراطية.. أولها ديمقراطية الوصول عبر صناديق الاقتراع.. ثانيا ديمقراطية الممارسة.. وأخيرا وديمقراطية الخروج أو نقل السلطة.. وتتركز أزمة القوي المدنية أو المعارضة مع نظام الاخوان في النوع الثاني وهو ديمقراطية الممارسة.. وذلك يعتبر السبب الرئيسي لتنظيم المعارضة مظاهرات يوم 30 يونيو، المشكلة أن رئيس الجمهورية أقسم باحترام الدستور والقانون، الا أنه نكص عهده وقسمه.. أستبدل ديمقراطية الممارسة بديكتاتورية الممارسة.. بدأ ذلك مع صدور الاعلان الدستوري، الذي يمثل البداية الحقيقية لتقسيم الشعب المصري.. وكان من المفترض أن يتم تعيين نائب عام يحقق أهداف الثورة.. والتي تمثلت في 3 مطالب رئيسيه.. القصاص للشهداء ومحاسبة رموز النظام السابق واستعادة الاموال المهربة، الا أنه لم يحقق شيئا.. وغالبية رموز النظام السابق وقتلة الشهداء حصلوا علي احكام قضائية بالبراءة، ولم يتم استرداد مليم من الخارج. واستكمل سليم الهواري: زادت عملية تشكيل الجمعية التأسيسية التي غلب علي اعضائها التيار الاسلامي لتصدر بعد ذلك دستورا معيبا تسبب في تعميق حالة الانقسام السياسي بين الشعب المصري.. ولم نقم بالاطاحة بديكتاتور لنخلق ديكتاتورا جديدا.. أعتقد ان المعارضة لا تملك رفاهية انتظار مرسي ثلاث سنوات اضافية، لانه خلال تلك الفترة تنجح جهود الاخوان في "اخونة" مؤسسات الدولة والسيطرة علي مفاصلها، فضلا علي أننا لا نضمن ايضا مدي امكانية تزوير العملية الانتخابات، باعتبار الاخوان سيكونون اللاعب والحكم.. وفي تلك الحالة سوف نحتاج 30 عاما أخري لاسقاط حكم الاخوان. وأستطرد قائلا: المشكلة الحقيقية التي وقع فيها شباب الثورة عدم وجود سيناريوهات بديلة لمرحلة ما بعد مبارك، ويرجع ذلك الي أن اعمارنا السنية الصغيرة نسبيا.. وللاسف تم الاعتماد علي نخبة خذلتنا، ومجلس عسكري سلم السلطة للاسلاميين.. في بداية الثورة لاحظنا مدي فرحة الشعب بشباب الثورة، ولكن ممارسات المجلس العسكري العنيفة ضددنا، التي وصلت الي مرحلة الاتهام العلني بالخيانة وتلقي أموال من الخارج، ادت الي تراجع رصيدنا السياسي حينها، ولكن الشعب المصري استوعب الحقيقة.. وتحولت حركة 6 ابريل الي تيار فكري لكل من يقول كلمة حق. تمرد الثورية الأخبار: أثارت حملة تمرد التي تبنتها أحزاب وحركات التيار المدني العديد من التساؤلات.. أهمها كيف بدأت فكرة تدشين الحملة؟ وكيف تحصل علي التمويل؟ وهل المشاركون هم انفسهم شباب الثورة؟ اسلام همام عضو اللجنة الالكترونية لحملة تمرد: الحملة تتكون من شباب الثورة في أحزاب وتيارات مدنية.. بدأت الحملة من ميدان التحرير، حيث تم جمع ما بين 400 الي 500 توقيع من المواطنين يوم 1 مايو الماضي، وبعد ذلك زادت درجة تجاوب المواطنين مع الحملة، خاصة أن المواطنين بدأوا يتطوعون بتوقيع مجموعة من الافراد، ثم يقومون بتسليم الاستمارات الموقعة الي ادارة الحملة باعداد جديدة، وذلك يرجع الي عدم اقتناع المواطنين بنظام الاخوان واسلوب ادارته ورغبتهم في اسقاطه.. وتم اقتباس اسم الحملة من مجلة سورية تسمي " تمرد"، والفرق بين المليونيات والمظاهرات السابقة ومظاهرات 30 يونيو القادمة.. أن الشعب هو الذي يقود الحملة ونحن مجرد عامل مساعد.. ومما يؤدي الي ضمان نزول جميع المواطنين الموقعين علي استمارة تمرد والذين يمثلون الشعب المصري في الحقيقة.. وكان دائما الاخوان يتهمون التيار المدني بالفشل علي المستوي الجماهيري، واقتصار المعارضة علي الفضائيات ولذلك قررنا الاحتكام الي الشعب. وأستكمل اسلام همام: أن اعضاء حملة تمرد يتحدثون مع المواطنين عن فشل الرئيس وعدم تحقيقه لوعوده الانتخابية، وجماعة حاصرت المحكمة الدستورية لفرض الامر الواقع علي مستشاريها بعدم اصدار حكم قضائي ضد رغبتهم وفشل في ادارة الازمات التي تواجهها البلاد.. مما يدل علي أن جماعة الاخوان ضد الديمقراطية.. وأرفض مقارنة حملة تمرد التي تحظي بتأييد شعبي واسع.. بحملة تجرد التي لا تحظي باي ارضية بالشارع، وأبلغ رد علي الاتهامات التي توجه لحملة تمرد بانها لم تحصل علي التأييد المطلوب ولم يوقع علي استمارتها ملايين المواطنين، سيكون يوم 30 يونيو عندما تتدفق حشود هائلة من المواطنين الي ميادين مصر وعلي قصر الاتحادية للمطالبة باسقاط الرئيس مرسي. وأستطرد قائلا: تمويل حملة تمرد قائم علي تبرع الاحزاب والقوي المدنية الاخري بمقراتها وكذلك بتكلفة طباعة الاستمارات.. وبدأت الحملة بمقر مؤقت في شارع صبري أبو علم وتم نقله حاليا الي مقر الجمعية الوطنية للتغيير بباب اللوق باعتباره قريبا من ميدان التحرير.. وهناك مقر في الاسكندرية وفي باقي المحافظات يتم الاعتماد علي مقار الاحزاب المدنية، التي يمكن للمواطنين خلالها تسليم الاستمارات. وتوقيع الاستمارات غير مقتصر علي فئات بعينها وأنما حملة تمرد تخاطب جميع فئات الشعب المصري، ولو رغب اي شخص ينتمي الي التيار الاسلامي توقيع الاستمارة تمرد، يمكنه ذلك.. حتي اذا كان المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين. دولة العواجيز الأخبار: حققت حملة تمرد نجاحا كبيرا في جذب الجماهير للتوقيع علي استمارتها، لم تستطع جبهة الانقاذ تحقيق نجاح مماثل.. ما هي علاقة حملة تمرد بقادة جبهة الانقاذ؟ وهل يمكن أن تكون حملة تمرد مجرد اداة في يد النخبة بالجبهة لتهيئة الاجواء للقفز علي نجاحها؟ اسلام همام : أعتقد أن شباب الثورة تعلموا الدرس ولن يسمحوا لأحد بالقفز علي ثورتهم، لأنهم قابعون في الشارع لمدة عامين يواجهون نظام الاخوان الاستبدادي ويدفعون الثمن من دمائهم وأوراحهم في سبيل قضية عادلة، أن الفكر الفلسفي لثورة الشباب تهدف الي ازالة " دولة العواجيز". وتدخل حمدي قشطه: نحن في حالة اصطفاف وطني ونرفض فكرة اقصاء اي طرف من التيار المدني وخاصة قيادات جبهة الانقاذ، الاهم من ذلك السياسيات والممارسات وأستطرد شادي الغزالي حرب: القضية لا تتعلق بالعجز السني ولكن ترتبط بالعجز الفكري.. فهناك قيادات شابة أكثر عجزا من الناحية الفكرية من قيادات كبيرة.. أعتقد أن دكتور محمد البرادعي نجح في تحريك المياه الراكدة في الحالة السياسية المصرية، ويرجع ذلك الي فكرة وليس شخصة.. وأكاد اجزم أن فكر د.البرادعي سبق فكر كل النخبة التي كانت تملأ الساحة حينها.. وأعتقد أن جبهة الانقاذ كانت تمتلك فرصة ذهبية لقيادة الشارع، الا أن فكر العواجيز والتوجه الي المهادنة مع جماعة الاخوان، أدي الي ضياع هذه الفرصة.. وأعتقد أن استسلام د.البرادعي لجبهة الانقاذ، مثل أكبر دافع للشباب للعودة والقيادة من جديد، من خلال حملة تمرد.. وأري أن اسلوب عمرو موسي الدبلوماسي يمكن أن يمثل مشكلة للجبهة، والامر ليس له علاقة بسنه علي الاطلاق، وفي النهاية القضية لا تتعلق بعمر من يقود التيار المدني، ولكن ترتبط بمدي تعبيره عن التوجه الفكري الخاص مجموع الاحزاب والتيارات المدنية. وتدخل أحمد القدامي: أن البداية الحقيقية لجبهة الانقاذ من شباب الثورة، مع اشتعال فتيل اشتباكات ذكري أحداث محمد محمود، مما دفع ممثلي التيار المدني الي تشكيل الجبهة لمواجهة العنف المفرط من قوات الامن في التعامل مع المتظاهرين وسقوط أعداد كبيرة من الشهداء.. وأعتقد أن جبهة الانقاذ لن تستطيع القفز علي نجاح حملة تمرد، لأن الجبهة تواجه الخطر الاخواني، الذي يقفز علي اي نجاحات يحققها غيره.. وأعتقد أن حملة تمرد شعبية وطنية وجميع ممثليها اعضاء في تيارات وأحزاب أخري، الا أنهم يرفضون الحديث باسم تلك الاحزاب والتيارات خلال اجتماعات حملة تمرد.. وأعتقد أن جبهة الانقاذ ستكون جزءا من المشهد يوم 30 يونيو. الأخبار: لاحظنا تراجع دور اتحاد شباب الثورة خلال الفترة الماضية. ما السر وراء ذلك؟ هيثم الخطيب متحدث باسم اتحاد شباب الثورة وعضو مؤسس في حزب الدستور. شباب الثورة غائبون عن المشاركة في المشهد منذ فترة لان لنا رؤية خاصة بنا وهي ان إجهاض نتيجة الانتخابات التي أجريت بعد ثورة شعبية إنما هو إجهاض لمبدأ الديمقراطية الذي قامت من اجله الثورة، والرئيس محمد مرسي يوم 30 يونيو القادم أمامه أحد خيارين الأول أن يكون محمد نجيب 1954 والخيار الثاني أن يكون محمد أنور السادات 15 مايو 1971 وأن يصبح رئيسا وليس تابعا وهناك مؤسسة لازالت قادرة علي أن تقوم بدور الحكم المحايد دون الانغماس في المعركة السياسية وهي المؤسسة العسكرية وهي بالفعل لديها رغبة حقيقية في عدم دخول اللعبة السياسية. وهنا أطرح تساؤلا مهما وهو لماذا وافق الأمريكان علي تصعيد قوي الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط حتي في المغرب التي لم تقم بها ثورة ضغطوا علي النظام لإتاحة الفرصة للتيار الإسلامي ونجح في تشكيل الحكومة، وأقول إن السبب في ذلك هو أن تيار الإسلام السياسي نشأ ما بين بلاط الملك وما بين القنصلية البريطانية في مصر والمراسلات مع الرايخ الألماني مثبته حيث حصل الإمام حسن البنا علي تمويل من ألمانيا لتوفير الظهير الشعبي لهتلر خلال الحرب العالمية. الخروج من المأزق الأخبار: وكيف يمكن للإخوان الخروج من المأزق الحالي؟ هيثم الخطيب: الإخوان المسلمون أمامهم خياران لا ثالث لهما وهما إما أن تقبل الجماعة بالشراكة الفعلية مع باقي التيارات السياسية وإما أن تشهد نهايتها عالميا، وأعتقد أن العقل الجمعي لجماعة الإخوان المسلمين سيساهم في خلع قياداته من الداخل لأن كوادر الجماعة الذين حرموا من المناصب بدأوا يشعرون بالإقصاء والغطرسة التي طالت الشعب بأكمله وليس كوادر الجماعة فقط وأري أن ما خطط له الأمريكان هو تصعيدهم للسلطة ووضعهم في صدام مع الشعب. الأخبار: لماذا لا تمنحون الرئيس فرصة حتي ينفذ رؤيته للنهوض بمصر؟ هيثم الخطيب: الرئيس كان أمامه فرصتان حقيقيتان حتي يدخل التاريخ من أوسع أبوابه ولكنه أهدرهما ونحن كاتحاد شباب الثورة في غاية الحزن علي ضياع هذه الفرص وكانت أولي هذه الفرص الضائعة عندما خطب في التحرير بعد اعلان فوزه بمنصب رئيس الجمهورية وكاد أن يكون زعيما ولكنه فضل جماعته علي الشعب الذي انتخبه أما الثانية فكانت عندما دعا وزيري الدفاع والداخلية لمأدبة غداء خلال أحداث الاتحادية وهذه كانت فرصة جيدة للم الشمل والتخلص من هيمنة الجماعة عليه ولكن لم يحدث، وما جري في الإتحادية من قتل وسفك دماء كان توريطا للرئيس بالدم من جانب الجماعة لتهديده بأن يلقي نفس مصير مبارك لو فكر في التخلص من الجماعة ولكن تبقي أمام الرئيس مرسي فرصة أخيرة للتخلص من هيمنة الجماعة والإنحياز للشعب قبل يوم 30 يونيو وأن لم يفعل فلن يبقي أمامه سوي الرحيل عن منصبه. هل تقبل المصالحة مع النظام والرئيس؟ هيثم الخطيب: أقبلها بشرط أن يختار د. مرسي أن يكون رئيسا لمصر وكل المصريين وليس رئيسا للجماعة وحدها وأن يقدم إجابات واضحة لكل ما حدث خلال العام الماضي من أحداث مؤسفة شهدت سقوط ضحايا مع ضرورة حل جماعة الإخوان المسلمين. الأخبار: البعض يتساءل لماذا لا تؤجلون محاسبة الرئيس مرسي حتي انتهاء مدة رئاسته وحصوله علي فرصته كاملة؟ سليم الهواري عضو حركة 6 أبريل: الرئيس حصل علي فرص كثيرة جدا ولكنه أساء استخدام السلطة ولا مجال للحوار معه وسوف نسترد السلطة المغتصبة في يوم 30 يونيو، وأود ان أشير إلي ان تيار الإسلام السياسي المتصدر للمشهد السياسي حاليا هو تيار دعوي لا علاقة له بالسياسة بدليل اهتمامه بمناقشة قضايا بعيدة عن الواقع السياسي والأزمة السياسية التي نمر بها كمناقشة منع فن البالية في ذروة أزمة سد النهضة الأثيوبي، وأري أن المرحلة الحالية تحتاج إلي قادة سياسيين بالدرجة الأولي، وهذا التيار غير مؤهل لقيادة مصر في هذه المرحلة العصيبة وأعتقد ان من أهم منجزات حملة تمرد هو ظهور حملة تجرد والتي تعني ان حملة تمرد نجحت في اقناع التيار الجهادي أن هناك ما هو أفضل من العنف وأن ورقة يمكن أن يكون لها تأثير أكبر من العنف وحمل السلاح. الأخبار: ألا تخشون أن يقوم طرف ثالث باستغلال تواجدكم في الشارع وإشعال الأمور لتحقيق أجندة خاصة؟ سليم الهواري: لا نخشي ذلك لأننا في 30 يونيو القادم سنخرج لإنهاء حكم الإخوان واسترداد السلطة ومنحها للتيار الثوري الذي كان من المفترض أن يتولي مقاليد الحكم منذ البداية ولن نترك الشارع ونعود الي بيوتنا قبل أن نحقق أهدافنا. المجلس العسكري الأخبار: وما توقعاتكم لموقف الجيش والمجلس العسكري؟ أحمد المقدامي المتحدث الرسمي لمنظمة شباب حزب الجبهة: نتوقع أن يكون الجيش حكما عدلا محايدا لا ينحاز لطرف علي حساب الآخر ويترك الشعب يختار ويقرر مصيره ومصير النظام وأن يحمي ولا يحكم، وقد سمعنا مؤخرا عن تشكيل عدة أحزاب تابعة للمخابرات تدار بنفس أسلوب إدارة جماعة الإخوان المسلمين القائم علي السمع والطاعة وانتظار الأوامر والتعليمات العليا ونتمني ألا يلجأ الجيش لاستخدام هذه الأحزاب في تحقيق أهداف سياسية معينة. الأخبار: وهل ستؤيدون شخصا أو حزبا او تكتلا سياسيا لتولي السلطة في حال نجاحكم؟ سليم الهواري: لن نؤيد شخصا أو حزبا وسنستمر في التظاهر والاعتصام لحين استرداد السلطة لصالح التيار الثوري الحقيقي، وقرار نزولنا في 30 يونيو سببه حالة الفشل والإحباط التي وصلت إليها مصر ووصل إليها المواطن البسيط الذي ارتفع مستوي تطلعاته بعد ثورة يناير وفوجئ بسلسلة من الإحباطات، ويجب علي النظام والمجتمع ألا يتهمنا بالعمالة أو الخيانة فليس من المنطقي أن نقاتل من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وقد استشهد منا من استشهد وأصيب من أصيب ومازال لدينا المزيد لنقدمه من أجل الوطن، وأؤكد أن استمرار التفكير بهذا المنطق إنما هو دليل علي فشل ثورة يناير ولابد أن تتغير رؤية النظام لشباب الثورة، هدفنا استعادة الأمن وإنقاذ الوضع الاقتصادي وتحسين علاقاتنا الخارجية. فلول الإسلاميين الأخبار: كيف سيتم التعامل مع تيار الإسلام السياسي بعد 30 يونيو. هل سيتحولون إلي فلول أم سيحتفظون بمكاسبهم السياسية؟ شادي الغزالي عضو مؤسس بحزب الدستور: مثلهم مثل إي مكون في المجتمع المصري وكل من ارتكب جرما منهم سيتم محاكمته مثلما حدث مع نظام مبارك ولو تم الاتفاق علي نظام للعدالة الانتقالية سيطبق علي الجميع وكل من لم يرتكب جرائم من حقه المشاركة في الحياة السياسية ولكن علي أسس من الوطنية بعيدا عن فكرة الخلافة ويتم وضع دستور جديد يعبر عنا جميعا ويلزم الجميع بممارسة السياسة داخل الوطن وليس في إطار جماعات عالمية وعدم استخدام شعارات دينية وإقحام الدين في السياسة ولن نقصي أحدا من العمل السياسي. وأرفض تقسيم مصر حاليا إلي ثوار وفلول لأننا في معركة هوية للدفاع عن مصر التي نعرفها وانضمام فصيل جديد إلي ثوار يناير واقتناعهم بمبادئ ثورة يناير هو مكسب طالما ظل تحت قيادتنا وأصبح علي أرضيتنا الثورية التي لا تسمح لأي حاكم أن يتحكم في مصائر الأمور والوطن ومنفردا. الأخبار: هل لديك رسائل سريعة تحب أن توجهها لأطراف اللعبة السياسية في مصر قبل 30 يونيو؟ عصام الشريف المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير: أود أن أوجه عدة رسائل للأطراف السياسية في مصر وأبدأها بالجيش الذي نرحب به حاميا للمرحلة انتقالية وليس حاكما وأطالب الشرطة بحماية المتظاهرين والسجون حتي لا يحدث 28 يناير جديد وأطالب الشعب بالنزول والمشاركة وألا يكون سلبيا وأقول لجبهة الإنقاذ ألا تنجرف إلي الصراع الذي يصدره لها تيار الإسلام السياسي ولا يجب تقسيم عناصرها إلي فلول وثوار فكل عضو معروفة هويته ولا مجال للحديث عنها الآن. أراء ومواقف الأخبار: البعض يقول إن صراعكم مع الإخوان أكثر منه مع الرئيس مرسي.. ما مدي صحة ذلك؟ محمود عزت عضو التيار المصري: الإخوان المسلمون يتبعون سياسة محمد علي في التعامل مع القوي السياسية حيث يقومون بمعاداة جزء ومحاباة جزء والمهادنة مع جزء آخر وهو ما يفعله معنا الإخوان المسلمون الآن وهذه استراتيجية الإخوان وأقول إن حربنا مع الإخوان وليس مع مرسي حيث إن أي ثورة يأتي بعدها مشروع وهو مالم يحدث مع ثورة يناير ولكن كانت الأوضاع مختلفة وغير معد لها سلفا، لابد من مشروع وطني كبير يندرج تحته جميع تيارات الوطن لا فرق بين مسلم ومسيحي ولا ليبرالي وسلفي. الأخبار: ولكن البعض يري أن صغر أعماركم قد لا يسمح لكم بإدارة دولة بحجم مصر.. ما تعليقك؟ محمود عزت: ليست القضية مرهونة بالعمر ولنا في جمال عبد الناصر خير مثال حيث بسط سيطرته علي مصر وهو في الثلاثينيات من عمره فقيادة الدولة تعتمد علي الشجاعة والحكمة والفكر المستنير. وأقول إن الهدف من وراء حملة تمرد ليس فقط إزاحة الإخوان عن حكم مصر بعد فشلهم في الإدارة ولكن الهدف الأكبر هو وضع مشروع وطني ضخم يصطف حوله جميع أبناء الوطن علي تنوع انتماءاتهم السياسية ونسعي من وراء هذا المشروع إلي تحسين علاقاتنا الخارجية وخاصة مع البلدان العربية والتصدي للتحركات الأمريكية والصهيونية بالمنطقة لتفتيت الدول العربية كما يحدث في سوريا. الأخبار: وما موقفكم من الحركات الجهادية؟ محمود عزت: لا أفضل تسميتها بهذا الاسم لأنها حركات أمريكية الصنع ولا علاقة لها بالجهاد وإلا كان موقعها الآن علي الجبهة في فلسطين تحارب العدو الإسرائيلي وتكون هذه هي قضيتها الأولي وليس في سوريا التي لن يفوز فيها أي طرف لا سنة ولا شيعة والفائز الوحيد هو أمريكا وإسرائيل وحلفائهما وأؤكد أن المشروع الوطني هو الوحيد القادر علي حل وإنهاء الأزمات والخلافات الداخلية فلابد من فكر يجمع جميع المواطنين المصريين ويوحدهم علي هدف واحد. الأخبار: وماذا عن الإخوان المسلمين؟ محمود عزت: يجب علي الإخوان المسلمين ألا ينغمسوا في الحكم وعليهم أن يدركوا أنهم تم تصعيدهم بموافقة من أمريكا حتي يمكن القضاء علي هذه الجماعة نهائيا وهو دور مرسوم وينفذ بدقة ونهايتهم باتت وشيكه، وأحب أن أؤكد رفضنا التهديد بعودة الفلول في حال رحيل الإخوان عن السلطة فهي لغة أشبه ما تكون بلغة النظام السابق الذي هدد بالفوضي في حال رحيله واخترنا رحيله، ولا يجب علي الإخوان أن يضعونا بين مطرقة استبدادهم وسندان عودة الفلول ويطلبون منا الاختيار بين خيارين كلاهما مرفوض فالنظام الحالي استطاع بسوء إدارته وغطرسته استعداء الجميع، 30 يونيو هو إحياء للمعركة الوطنية. الأخبار: لماذا نشعر وكأنك تتحدث عن شعب لا نعرفه ودائما تتجاهلون اختيارات الشعب في الانتخابات التي تمت خلال المرحلة الماضية؟ هيثم الخطيب: انفق عليها 600 مليون جنيه أصبح رئيسا لمصر هذا ما أثبتته التجربة فالديمقراطية لدينا تستند إلي قوة رأس المال. محمود عزت: لا يجب أن تناسي ما مررنا به من جهل وفقر خلال 30 سنة مضت أدت إلي تهميش جزء كبير من الشعب وأصبحت الكتلة الإيجابية القادرة علي المشاركة في الانتخابات والاستفتاءات بسيطة وما قام به الإخوان هو اللعب علي الكتلة الإيجابية المتحركة وللأسف فإن أغلب المشاركين في الثورة من صغار السن ممن لا يحق لهم التصويت في الانتخابات. الأخبار: ومن يضع هذا المشروع الوطني؟ محمود عزت: المشروع الوطني يوضع من قبل لفيف من حكماء الدولة ولن يغيب عنه رموز تيار الإسلام السياسي ممن لم يرتكبوا جرائم في حق الوطن والشعب فلا مجال للإقصاء ومن يضع المشروع الوطني هو الثورة ومن ينتصر لها. عاصم وخيرت وعمرو الأخبار: ماذا لو صدقت تهديدات تيار الإسلام السياسي ونجحت الثورة الإسلامية؟ أحمد المقدامي: كيف تقوم ثورة إسلامية علي حكم إسلامي فهذا تعبير خاطئ لأنهم في سدة الحكم الآن وإذا كنت تتكلم عن المليشيات التي ستنزل الشارع في 30 يونيو والتي هدد بها المهندس عاصم عبد الماجد وهنا نؤكد علي أن كل فعل له رد فعل مقابل ومن غير المعقول والمقبول أن نخرج الشارع ونتعرض لعنف دون رد، يوم 30 يونيو سننزل الشارع ولدينا خطة تحركات متفق عليها ونعرف ما سنفعله بالتحديد وسيتم إعلانها في التوقيت المناسب وستخرج المظاهرات من الميادين المعروفة والجديد في هذه المظاهرات أنها ستنطلق من جميع المدن والقري في مصر وسنواجه المليشيات التي قد تعترضنا إذا لم يتدخل الجيش لحماية الشعب، وهناك مخاوف من ظهور مليشيات ترتدي زي شرطة وتستقل سيارات الأمن المركزي التي تم سرقتها في يناير 2011 وتهريبها إلي غزة من اجل اختلاق أزمة جديدة بين الشعب والشرطة . الأخبار: هناك محاولات لمفاوضات تنهي الأزمة قبل حدوثها مثل لقاء خيرت الشاطر وعمرو موسي؟ احمد المقدامي: هذا السيناريو تم استخدامه مبكرا وكان من المقرر أن يتم اللجوء له في انتخابات مجلس الشعب وان يتحاور الإخوان مع القوي المعارضة لتخفيف حدة الاحتقان الشعبي ضدهم ولكن نظرا للزخم الثوري وتسارع الأحداث علي أرض الواقع بفعل حملة تمرد دعت الجماعة والنظام للتعجيل بهذا الحوار والمفاوضات، أما عن لقاء السيد عمرو موسي بالمهندس خيرت الشاطر فلا يمكن أن نتحدث عنها لأننا لم نحضرها أما عن أمكانية التفاوض فقد حدثت محاولات للتفاوض مع الحركات الثورية ولكنها قوبلت بالرفض التام ونؤكد أنه لا تفاوض علي الدم ولا تصالح مع النظام وأؤكد أن شرعية النظام سقطت مع أول قطرة دم لشهيد مصري بعد تولي الدكتور مرسي الرئاسة وأقول للإخوان ارحلوا أو ستتعرضون للمحاكمات الثورية بعد نجاح ثورة 30 يونيو مثلما ستتم محاكمة رموز النظام السابق، أقول للإخوان إن التحركات في الشارع أسرع بكثير من توقعاتكم ونحن مستمرون في الشارع للدفاع عن الحق ولو فشل يوم 30 يونيو لن نيأس وسوف ننظم فعاليات أخري وتستمر مكافحتنا للنظام المستبد. الأخبار: البعض يقول إن أثيوبيا تستغل حالة الصراع السياسي الداخلي في مصر لإنهاء مشروع سد النهضة وأنكم بذلك توفرون لها مزيدا من الوقت لإنهاء مهمتها؟ محمد فؤاد: هذا الشعور العام أراد أن يخلقه الدكتور مرسي لدي المواطنين حيث تعمد توصيل رسالة إلي الشارع المصري من خلال المؤتمر الأخير الخاص بأزمة أثيوبيا وهي أن مصر الآن في حالة حرب وانه في وقت الحروب لا يجب أن يعلو صوت الخلافات الداخلية وبالتالي فإن أي فصيل يتحدث عن خلافاته مع النظام فإنه فصيل خائن للوطن وهذا غير صحيح. الأخبار: وما تقييمكم لدور جبهة الضمير في المشهد السياسي؟ حمدي قشطة عضو حركة 6 أبريل: أود أن أقول لجبهة الضمير أن التاريخ سيذكركم بأسوأ الألفاظ وأقول إن تيار الإسلام السياسي شاخ فكره وأصبح يقلد كل ما يقوم به التيار الليبرالي مثل جبهة الضمير الموازية لجبهة الإنقاذ وحالة تجرد الموازية لحملة تمرد، وأريد أن أقول للإخوان إن الشعب طالما دخل في المعادلة فلا توجد أي جهة يمكنها أن تقف ضد رغباته ولا طاقة لكم به وسوف ترحلون بلا شك طالما أن الشعب أصبح فاعلا رئيسيا في المعادلة ونراهن أن طوائف الشعب المصري سوف تشارك بقوة في مظاهرات 30 يونيو.
