ا الجريمة الناعمة .. لم يجد الخبراء افضل من هذا التعبير لوصف ازدياد معدلات الجريمة التي ترتكبها النساء , حيث رصدت احصائية زيادة معدل الجريمة النسائية بنسبة وصلت إلى 34% عن العام الماضى. وبالرغم من بشاعة بعض هذه الجرائم لدرجة تخلت فيها حواء عن الإنسانية, إلا أن الخبراء أرجعوا وصف الجريمة الناعمة لجنس مرتكبها وليس لوصف الجرم نفسه. ومما لا شك فيه أن هناك نشاطا ملحوظا فى ارتكاب الجرائم بين النساء ، منها جرائم قتل وتجارة مخدرات و تعاطى ، ونصب وسرقة ودعارة , ونستعرض بعضا من هذه الحالات فى السطور التالية .. خيانة قبل الزفاف نهى فتاة جميلة تستعد للزواج من الشاب الذى احبته طوال 6 سنوات هى سنوات الخطبة , وتحملت كل ظروفه السيئة حتى استطاعا تأجير شقة وتجهيزها , وقبل الزواج بساعات تذهب لعش الزوجية لأنها نسيت وضع اشياء خاصة بها , لتجد فى انتظارها مفاجأة غير متوقعة. خطيبها قبل ساعات فقط من موعد زفافهما يخونها مع أخرى على فراش الزوجية الابيض الذى لم تهنأ به , يتطور الأمر ويزداد الجدال بسبب استهتار الشاب وسخريته من رد فعل خطيبته , ولا تشعر نهى بنفسها حين تأخذ سكينا من مطبخها الذى لم تدخله بعد, وتطعن خطيبها مرتين بسكين مطبخ ليلفظ أنفاسه الأخيرة , وتعلن نهى أنها غير نادمة على انتقامها منه. شذوذ الزوج سلوى ربة منزل مصرية ضاقت بعيشتها بسبب شذوذ الزوج , ومطالبته ممارسة الشذوذ معها ايضا , وقررت فى أحد الايام التخلص منه ومن حياتها معه , فاتفقت مع صديق لها على قتل الزوج مقابل خمسة آلاف جنيه. وقامت سلوى بمنح القاتل مفتاح شقتها وخرجت بحجة زيارة الأهل , وهى تنتظر اللحظة التى ستتخلص منه ومن شذوذه الذى جعلها محط سخرية الجيران والاصدقاء والاهل , بالاضافة لضيقها من اسلوبه معها. ودخل القاتل الشقة وشنق الزوج وهو نائم ثم وضع جثته فى بطانية ، واستقل سيارة أجرة واودعها مستشفى الحسين الجامعى, ولولا ارتياب السائق ما اكتشفت الجريمة. سم بطىء نادية ضحية تعذيب زوجها سنوات طويلة , ومن قبله والدها الذى كان يعاملها معاملة سيئة ايضا , فضاقت بحياتها مع الزوج وهى لا تجد من يحميها من بطشه , حيث كان يضربها لأى سبب حتى فى علاقتهما الزوجية الخاصة كان يمارسها معها بعنف وارغام. وتقرر الانتقام فتبدأ بوضع كميات بسيطة من السم له فى الطعام , لمدة عام ونصف تنتظر أن يموت , حتى أحس يوما بإعياء شديد بعد ممارسة الجنس معها بنفس الطريقة البشعة , لدرجة أنه اصابها بجروح , وتأتى بسكين وتطعنه به حتى خرجت احشاءه , فتتركه فى الغرفة وتنام حتى الصباح وهى لا تشعر سوى بالراحة لتخلصها منه. السرقة اسهل حنان احترفت السرقة والنشل وتم ضبطها مؤخرا وهى تقول وسط دموعها أنها فعلت ذلك من أجل أن تطعم اولادها , بعد هجر زوجها لها وتركها دون دخل ومعها 3 اطفال منه. بدأ الأمر معها بسرقات بسيطة من اقرب سوبر ماركت للمنزل رغبة فى إطعام الاطفال الذين يتضورون جوعا فى المنزل , والزوج ذهب بلا عودة ولم يمنحها سوى الطلاق. وتطور الأمر مع حنان لتحترف السرقة والنشل فى المواصلات العامة والمحلات الكبيرة والصغيرة , و محلات الملابس التي وصفتها بالسرقات السهلة لانشغال الضحية بالشراء. أنثى للمتعة أما اميمة فقد قررت ان تسلك طريقا يناسب امكاناتها , حيث تتمتع بجمال صارخ تحسدها عليه كل فتيات العائلة , ولكن حظها العثر جعل زوج والدتها يتحرش بها مرارا منذ كان عمرها 12 عاما , وحين ضاقت به قالت لوالدتها. لم تصدقها والدتها وقامت بطردها اكثر من مرة من المنزل , بل واتهمتها بمحاولة التفريق بينها وبين الزوج المتحرش , ووثقت اميمة فى شاب واحبته , ولكنه بعدما افقدها عذريتها قدمها لاصدقائه مقابل بعض الاموال , واقنعها بأن الموضوع مربح ولفترة حتى يستطيع الزواج بها. وثقت اميمة بالشاب و صارت تقدم نفسها كل يوم للمتعة لشخص أو اكثر طالما يدفع المقابل , وفى احد الايام هرب الشاب بكل المال ولم يعد له أثر ووجدت أنها مطالبة بدفع إيجار المكان ولا تملك اى نقود , فقررت أن تكمل طريق الرذيلة حتى تم القبض عليها فى شبكة آداب. العلم بين مؤيد ومعارض للإدانة علق د. مصطفى السعليتي أستاذ علم النفس بجامعة القاضى عياض بمراكش قائلا: يمكن اعتبار بعض جرائم النساء فى المجتمع ردود أفعال من أجل الدفاع عن النفس خاصة عندما يلجأ الرجل إلى استخدام وسائل العنف و القوة ضدها ، حينها تلجأ هى الأخرى إلى استعمال وسائل حادة من أجل الانتقام خاصة فى الحالات التى تخص العلاقات الزوجية كالخيانة والعنف فى العلاقات الخاصة والتعذيب الجسدى والمعاملة السيئة. وأضاف أن هناك جرائم أخرى ترتكبها المرأة لا يمكن اعتبارها ردود أفعال لعنف وسلوكيات الرجال ، وإنما يكون دافع الجريمة بهدف الحصول على المصالح الشخصية كالنقود والمناصب و اقتناء الاشياء الغالية ، و فى ظل مجتمع يسود فيه العنف والإجرام والسرقة والطلاق والتشتت العائلى, سنجد الدوافع واضحة وضوح الشمس. وأكد أن خروج الفتيات من بيوتهن للعمل ثم العيش بمفردهن بصحبة الاولاد أو بدون يعتبر دافعا خطيرا لأن المرأة تجد نفسها وسط مسئولية كبيرة لا مفر منها مما يؤدى فى كثير من الحالات إلى الانحراف الذى تتعدد اشكاله بين الدعارة والاحتيال. و الاستعداد النفسى للتخلص من المسئولية وهمومها يحولهن إلى مجموعات تمكنهن من الانخراط فى عالم الجريمة بسهولة ، و يوجد أناث متمكنات من أدواتهن فى عالم الجريمة ، فعندما تمارس الدعارة وسلوكيات أخرى منحرفة ، تمارس أيضا تاثيرا على الأفراد , فيحدث تحول كبير فى سلوكيات الأفراد , و يصبح الانحراف شيئا عاديا ، لأنها تمارس سلطة على الأفراد المنحرفين. وللأسف المجتمع العربي يتميز بالتدهور والتخلف عن كثير من القيم والأخلاق فتظهر الجرائم ، لأن المرأة الآن أصبحت فى وضعية مادية واجتماعية تحتم عليها البحث عن وسائل حتى لو كانت غير أخلاقية من أجل الحفاظ على استقلالها فى المجتمع. الحاجة تؤدى للانحراف وأكد د. نبيل العوضي خليل أن الحكمة تقول المرأة نصف المجتمع، لكن للأسف يتعامل المجتمع مع المرأة كوسيلة لقضاء حوائجهم , بل احيانا تباع كأنها سلعة رخيصة يتم طرحها جانبا فى المنزل وعدم السؤال عنها أو عن احتياجاتها , وعليه يترتب ضياع وانحراف المرأة , وللوقوف على أسباب الانحراف عند المرأة سنجد أن الجهل وانعدام الوعى الدينى والثقافى عامل مساعد للانحراف. و تلعب العوامل النفسية والاجتماعية دورها فى هذه الدوافع كما تلعب العوامل العضوية و الهرمونات يستهان به , و الانحراف هو سلوك يستهجنه المجتمع لأنه يتعارض مع قوانينه ومعاييره. ولا شك أن عدم الثقة بالنفس التى يؤدى لها اسلوب تعامل المجتمع مع المرأة يشكل نوعا من حب الانتقام لدى المرأة , وتعتبر الانحراف بأشكاله انتقاما من نفسها ومن المحيطين وكذلك من المجتمع ايضا.