في مسعي لتطويق الأزمة السياسية التي يمر بها العراق وتقليل الخلافات الحادة بين الفرقاء عقد قادة الكتل السياسية العراقية الاسبوع الماضي اجتماعا موسعا للبحث في آليات الحل. اللقاء جاء بدعوة من نوري المالكي رئيس الوزراء وبمبادرة من عمار الحكيم وتوقع البعض ان يثمر عن فتح مسارات جديدة للتوافق الوطني وتقليل حدة التوتر والخلاف.. جاء الاجتماع في وقت تشهد فيه البلاد ازمات سياسة متلاحقة وتدهورا امنيا تمثل في أعمال عنف واسعة، وتوترات بين الشيعة والسنة و تعوق الخلافات العمل السياسي منذ انسحاب القوات الامريكية. حضر الاجتماع عدد من كبار السياسيين العراقيين علي رأسهم نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي، واسامة النجيفي رئيس البرلمان و احد ابرز قادة ائتلاف العراقية و خضير الخزاعي نائب الرئيس وعمار الحكيم رئيس المجلس الاعلي الاسلامي وقادة دينيون بينهم رئيسا الوقفين السني والشيعي، بينما غاب عن الاجتماع مقتدي الصدر، واياد علاوي رئيس ائتلاف العراقية وشهد اللقاء مصالحة بين المالكي، والنجيفي وأكد الجانبان ضرورة الحوار لتحقيق الأمن والاستقرار وتلبية مطالب المتظاهرين. ويعتبر هذا الاجتماع الأكبر عقب تصاعد وتيرة العنف غير المسبوقة الشهر الماضي واول اجتماع يعقده السياسيون بالعراق منذ الأزمة الحادة التي تصاعدت هناك منذ نحو عام ونصف العام عندما قام المالكي باتهام طارق الهاشمي النائب السابق لرئيس الجمهورية بالإرهاب، وما تلي ذلك من احتقان وأزمة سياسية حادة بين القائمة العراقية وائتلاف دولة القانون وصراع سياسي وتصاعد خطير للعنف. ومنذ انطلاق الاعتصامات والاحتجاجات ضد سياسات نوري المالكي رئيس الحكومة في ديسمبر زادت هجمات العنف والتفجيرات في بغداد ومناطق أخري في البلاد وقد اشتدت حدة الهجمات في ظل توتر سياسي يشهده العراق حيث اتهم قادة في اعتصام الأنبار الحكومة العراقية وإيران بالوقوف خلف التفجيرات التي تقع في بغداد باستهداف المكونات الطائفية المختلفة علي حد سواء من أجل تأليب بعضها علي بعض وخلق فتنة لاستخدامها ورقة ضغط علي المعتصمين لإنهاء اعتصامهم. وقد رحبت واشنطن بمحاولة التقارب بين الفرقاء السياسيين في العراق وانفراج الأزمة السياسية واكدت دعمها لجهودالحوار مع جميع الأطراف السياسية ووثيقة الشرف ومبادرة السلم الاجتماعي في العراق.