قرار مجلس التعاون الخليجي عقب اجتماعه الأسبوع الماضي باعتبار حزب الله منظمة ارهابية والتضييق علي "لبنانيي حزب الله " في الأراضي الخليجية - قرار صائب ، وجاء "في وقته" لمحاولة ايقاف الحزب عند حده..إلا أنه ينشط بركانا "خامدا" يوشك علي الانفجار في كل المنطقة. جذور الأزمة بين دول الخليج والحزب ليست وليدة اليوم.. فحزب الله يعلن تمثيله للشيعة وارتباطه العضوي بإيران وعلاقته الاستراتيجية بالنظام السوري ، ومن الناحية الأخري دول الخليج ذات الغالبية السنية والمشتبكة "فكريا" مع ايران ومناهضة للنظام السوري..وبتدخل حزب الله مؤخراً في الصراع السوري والمساعدة في سيطرة جيش الأسد علي القصير "يظهر " عن إعلان واضح وصريح لمساعدة حزب الله للنظام السوري. ولا تعتبر أحداث القصير بداية العداء بين الخليجيين وحزب الله إذ أن الصراع بينهما تواصل في لبنان لسنوات وكان خفيا ويدور عبر وسائط وقوي سياسية تدعمها بعض الدوائر الخليجية وتريد من خلالها الحد من النفوذ الإيراني في بلادها..غير أن مطامح حزب الله تخطت في السنوات الأخيرة حدود لبنان إلي العراق حيث تحاول إيران استنساخ ذات التجربة وبذات الاسم "حزب الله العراقي" الذي يحمل نفس الراية ويرفع ذات الشعارات، وأظهر عداء صريحا لدول خليجية، وفي اليمن تتحدث تقارير عن تدخل ميداني لحزب الله في شمال البلاد، عبر مدربين وخبراء عسكريين، يعملون علي نقل الخبرات القتالية للحزب إلي جماعة الحوثي الشيعية التي تقاسم حزب الله ولاءه لطهران كما تستمتد مثله السلاح والمال من إيران. لقد بدا أن الحزب منذ عام 2005 لم يعد مهتما بصورته كجماعة تقاوم الاحتلال الإسرائيلي لأرض لبنانية ، واهتم بتعزيز صورته كجماعة شيعية مرتبطة بإيران عندما أراد أن يرد علي منتقدي تبعيته السياسية.. .ويلعب حزب الله دور المحرض للمواطنين الشيعة في بلدان الخليج علي الخروج علي الوطن والدولة إضافة إلي الاشتباه بكونه يقوم بتدريب عسكري لعناصر منهم..وجاءت مشاركته في الحرب السورية والدوافع التي يقدمها لتبرير هذه المشاركة لتعطيه صورة الميليشيات الطائفية العابرة للأوطان. إعلان الخليج لخضوع دخول اللبنانيين إلي دول مجلس التعاون الخليجي الي تدقيق كبير الي جانب عدم السماح بدخول أي شخص يشتبه بعلاقته مع حزب الله سيؤثر بقوة في علاقة لبنان بالخليج وسيضر بأرزاق الكثير من اللبنانيين من خلال العمل في بلدان الخليج..الأمر الذي فسّرة الكثير من المحللين بأن تطبيق هذه الإجراءات يعد انعكاسا للتعقيدات التي فرضها الحزب علي علاقة لبنان بالخليج الذي تربطه بها مصالح حيوية. طرفا الصراع الآن باتا واضحين للجميع فحزب الله ولبنان وايران في ناحية والناحية الأخري ذات الموقف "المعلن" دول الخليج ، والأزمة ظاهرها سياسي وانما مكنونها طائفي ويعرض العلاقة السنية - الشيعية المتزايدة التدهور إلي نقطة اللارجوع.