مرت منذ أيام الذكري الثالثة لرحيل ابويا الجميل السعدني الكبير حيث حضر الاوفياء من صحبة الزمن الجميل علي مختلف الاهواء والاعمار وغاب بعض الاصدقاء لظروف خاصة ولكن هناك غيابا لا استطيع ان ابرره وهو غياب الرجل النذل. هذا الرجل الذي سيكون حاضراً دائماً إلي جانبك وأنت في موفور الصحة وكامل العافية وسيأخذ مكانه دائماً في مقدمة الصفوف لتظهر صورته امام عدسات المصورين ويستعرض نفسه ضيفاً دائماً علي موائد سعادتك العامرة ليس بما لذ وطاب ولكن لهؤلاء المشاهير والمتنفذين من الاصدقاء والمريدين وسوف يعلنها بالصوت الحياني أنه من عشاق سعادتك ومن محبيك في الله ومن هؤلاء الذين اختارتهم الاقدار في لحظة نادرة من الزمان لكي يكونوا من أتباعك والماضين علي دربك وان لحم كتافه ليس إلا من خيرات سعادتك.. وكلما اقتربت منك الاضواء كلما ازداد صاحبنا الندل اياه التصاقاً بك والرجل الندل مع شديد الاسف عندما تفقد لياقتك أو يصيبك مرض أو تلحق بك كارثة فإنه يقوم بحذف رقم تليفونك من الاجندة ويتجنب مقابلة أي صديق مشترك يمكن ان يذكره بشخصك ويتجاهل اي مناسبة أو ذكري تخصك فهو مشغول لشوشته في تعقب رجل آخر وصديق جديد ليس صديقا للنذل لا سمح الله ولكن صديق للاضواء والمناصب والجاه والشهرة فالرجل الندل مثل السمكة لا يعيش خارج المياه ولكن بيئته ومحيطه يختلفان فهو يعيش علي قفا المشاهير وهو طفيلي يأكل علي موائدهم وهو انتهازي ينسب كل بناء تركوه وكل مجد صنعوه وكل نجاح حققوه الي نفسه.. يعني لا يكتفي فقط بالابتعاد والتجاهل ولكنه يأكل حقك وقد يظن البعض انني اقصد شخصا بعينه ولكنني في الحقيقة أقصد نماذج ما انزل الله بها من سلطان كانوا مثل الفراشات التي تحف بالضوء. هكذا كانوا يلتفون ويجتمعون حول شخص الولد الشقي طيب الله ثراه ولكنهم انفضوا جميعاً من حوله بمجرد أن داهمه المرض وأصابه الضعف وأصبح غير قادر علي مواجهة تصاريف الزمان. لقد اخذ منا الرجل النذل الشيء الكثير وكان علينا ان نلقي الضوء علي النموذج الآخر، النموذج المشرف الصديق الذي تجده وقت الضيق، المفكر الكبير الذي تتشرف به الامكنة والمناصب الدكتور مصطفي الفقي والموسوعة المتحركة احمد الجمال والسفير الفاضل احمد والي والزميل العزيز عاصم حنفي والصحفي المتمرد علي كل شئ حمدي حمادة والزميل العزيز محمد نجم والكاتب الاكبر والاستاذ الذي تعلمت منه الشئ الكثير في بلاط صاحبة الجلالة مفيد فوزي وراهب الصحافة عمنا حسنين كروم والمشاغبة فريدة الشوباشي وكوكبة من أهل الفن من المخرجين والفنانين والبسطاء من أهل الخبرة وعلي رأس هؤلاء عمي ورفيق رحلة الشقي والضنا مع السعدني الفنان طوغان كل هؤلاء حضروا ذكري السعدني واستعادوا ذكريات محفورة في القلب والعقل والوجدان ولكن ساء الجميع احوال النادي الذي تركه السعدني لأهل القلم أجمعين في بر مصر ولذلك طالب العم صلاح السعدني من أحد الحضور وهو لم يكن صديقاً للسعدني ولكنه عشقه علي الورق وفي كتبه وعما سمعه عنه انه النقيب العزيز ضياء رشوان الذي وعد العم صلاح بأن يعمل جهده لاطلاق اسم السعدني علي النادي النهري وهو الامر الذي يرفضه بعض الخبثاء الذين تصوروا في غفلة من الزمان انهم أصحاب هذا الصرح يتحكمون فيه والحق اقول إن بعض هؤلاء صلعاء الرأس والعقل معاً يجب علي الاسرة الصحفية بأكملها أن تلفظهم بعيداً أو أن تكشف حقيقتهم ونواياهم وياعم ضياء رشوان بمناسبة الذكري السنوية الثالثة لرحيل ساخر الأمة السعدني الكبير طيب الله ثراه.. أسألك أن تعدل الحال المايل وأن تقف في وجه كل من يتلاعب بهذا النادي الذي هو ملك لجموع الصحفيين في مصر وأسمعت.. لو ناديت حيا!! وأعتقد أن هناك حياة.. لمن أنادي