أكرم السعدنى ازدهر الحزب الكنباوي وانتشر والحمد لله وأصبح للحزب مريدون ودراويش ومفكرون وفلاسفة. وأصبح اسم الحزب علي كل لسان من أول السادة المترشحين للرئاسة مرورا بالأخوة النشطاء السياسيين اسأل الله ان يقويهم وحتي البسطاء والغلابة والذين لا يفكون الخط ومن ليس لهم لا في الطور ولا في الطحين!! وقد يظن البعض ان هذا الحزب شيطاني ظهر فجأة علي سطح الحياة السياسية في مصر وأنه بلا قيادة وليس له مرشد أو هاد والحق أقول ان هذا الحزب يمتد تاريخه الي القرن الماضي وبالتحديد في العام 3791.. وأصل الحكاية أن الولد الشقي السعدني الكبير طيب الله ثراه كان متهما بمحاولة الانقلاب علي الرئيس السادات والشهيرة بقضية مراكز القوي ولم يكن السعدني يمتلك دبابات ولا طائرات ولا أي نوع من الاسلحة الفتاكة سوي لسانه وسخريته التي اعتبرها النظام من اسلحة الدمار الشامل ولذلك اختفي السعدني الكبير خلف الاسوار لمدة عامين كاملين قضاهما في سجن القناطر الخيرية وبعد الافراج عنه مباشرة اعتزل السعدني الغرف المغلقة في يقظته وفي منامه ايضا واختار الكنبة ليقضي عليها يومه وينام عليها ويغفو وخلال سنوات طويلة كان زوار السعدني وعشاقه يزورونه في بيته المطل علي شاطيء النيل في الجيزة أو في شقته المتواضعة في لندن أو في منفاه الاختياري في العراق والامارات والكويت.. الا وكانت الكنبة هي مكانه المفضل ومحله المختار فكان السعدني يتناول طعامه علي الكنبة ويحبس بالشاي الصعيدي والنعناع وهو مستمتع بالجلوس عليها ويكتب عليها ايضا مقالاته ويتلقي اتصالات ويلتقي بأصحابه ومن فوق الكنبة يصدر السعدني تعليماته واوامره لدرجة انني هتفت ذات مرة من اعماق القلب وقلت.. لو لم أكن كنباويا.. لوددت أن اكون كنباويا!!.. وكان السعدني يعتبر الكنبة والريموت كنترول هما أدوات عرشه فمن يستولي عليهما فقد استولي علي عرش السعدني ولذلك لم يكن أحد يجرؤ علي الاقتراب من عرش السعدني ولكن كل الاصدقاء والاحياء والمريدين والأقارب والخلان ذهبوا الي بيوتهم وقصد كل منهم ركنا مختارا بعيدا عن الغرف المغلقة وأمسك بالكنبة والريموت كنترول وشيد عرشه الخاص أو ارتدي الجلابية البيضاء والطاقية الشبيكة وتكلم علي طريقة السعدني وسلك مسلكه في المأكل والمشرب وردد علي لسانه كلماته وما اكثرها.. الكلمات التي نحتها السعدني الكبير عليه رحمة الله وكان أكثرها شيوعا وتداولا »الحنجوري« وما أكثر الجنجورين الذين رزقنا الله بهم بعد ثورة 52 يناير المباركة وما اعظم ابناء واعضاء الحزب الكنباوي الذي انتشر واشتهر بعد الثورة ولكن مع الأسف الشديد حدثت الشهرة وحدث الانتشار بعد غياب مرشده العام ومفكره الشعبي الذي انحاز للفقراء واحبهم وعشقهم بسبب بسيط للغاية وهو انه جاء منهم وعاش بهم ولهم ومعهم.. والحق أقول لحضراتكم انني اشعر بالسعادة تغمر شخصي الضعيف ذلك لان تأثير السعدني الكبير لا يزال رهيبا وعظيما.. وباعتباري ابن المرشد العام للحزب الكنباوي فإنني اتوجه الي جميع كوادر الحزب من موقعي علي كنبة السعدني وعرشه بالتهنئة والمباركة باعتبارنا الحزب الاكبر صاحب الأغلبية.. صحيح انها صامته.. ولكن المهم اننا الاضخم والاكبر وقد نكون لو غادرنا الكنبة الأهم اثرا والاعظم فعلا. ولا اخفي علي حضراتكم ان كنباويا اصيلا مخلصا لمبادئي الحزب ورافعا لشعار »الكنبة لنا.. والغلبة ان امكنا« وهو العم صلاح السعدني.. قد اعلن مؤخرا تأييده لاثنين من مترشحي الرئاسة وهي بادرة تبشر بالخير وتشير الي ان الحركة بركة وان الروح قد دبت في اعضاء الحزب واذا كان العم صلاح قد تحول من كنباوي الي حركاوي علي طريقة الولد احمد السقا بطل الاكشن فإنني أعد حضراتكم لو ان الفيروس انتشر وحدثت العدوي النبيلة فإن رئيس مصر القادم لن يخرج عن اثنين لا ثالث لهما وهما عمرو موسي الرجل الذي اثبت في كل موقع ان المواقع تتشرف به وترتفع وايضا العزيز الغالي حمدين الصباحي الكادر الطلابي الذي اثبت منذ بواكير صباه ان »الكتكوت الفصيح من البيضة يصيح« وقد كان حمدين الصباحي فوق فصاحته وبلاغته شجاعا عندما تجلب الشجاعة علي صاحبها المخاطر جريئا عندما ينبغي ان تسير الي جانب الحيط أو داخله طلبا للسلامة منحازا لهؤلاء الذين هم أهل مصر وسوادها الاعظم البسطاء والفقراء والمهمشين. اسأل الله ان يلهم اعضاء الحزب الحكمة ويمنحهم القوة والنشاط اللازمين لمغادرة الكنبة وممارسة الحق الانتخابي ثم العودة الي الكنبة.. سالمين غانمين.. قولوا ان شاء الله.