أكرم السعدنى تلقيت اتصالا هاتفيا من السيد فاروق العقدة بعد مقال يوم الثلاثاء الماضي والذي تناولت فيه حكاية ال054 مليون يورو التي خلع بها حسين سالم أثناء الثورة إلي خارج البلاد دون أن يستوقفه أحد وقد تساءلت في المقال عن دور السيد فاروق العقدة علي أساس استنساخ خاطئ من شخصي الضعيف بأن هذه الأموال لا يمكن أن تتوافر إلا في البنك المركزي المصري وقد تفضل عمنا العقدة وشرح لي الأمر ولكن قبل الشرح نالني من اللوم الشئ الذي استحقه بالتأكيد فقد اكتشفت ان الرجل الفاضل تربي في الحارة المصرية وانه ارتاد نفس الشوارع والحواري والأزقة والمقاهي التي كان يعشقها أبويا الجميل محمود السعدني.. بل انه سكن نفس الدار التي سكنها العم العزيز الغالي زكريا الحجاوي ويقول الرجل الفاضل فاروق العقدة أن هناك ثلاثة رجال في حياتي كان لهم الفضل في النشأة التي خرجت عليها أولهم والده وثانيهم العم زكريا وثالثهم السعدني الكبير وهنا أصابني احساس بالخجل الشديد فعندما نذكر اسم زكريا الحجاوي فإننا نذكر الأصالة وأولاد البلد والمصري الشهم والفنان الشعبي، لقد أحب زكريا الحجاوي الطينة المصرية كما لم يحبها أحد غيره لدرجة ان السعدني الكبير كتب عنه.. انني من شدة عشق زكريا الحجاوي لأرض مصر تصورت انه مارس الجنس مع التربة المصرية. وفي المقابل كان العم زكريا يقول عن السعدني.. أنا لم أعرف أحدا أحب البسطاء من أهل مصر واخلص لهم وإنحاز إليهم مثل محمود السعدني الذي اعتبره نتوءا خرج من أرض مصر وبالتحديد من تربة وطين حواري وشوارع الجيزة!! وعندما يكون عمنا فاروق العقدة قد اجتمع له له هذا الثلاثي العبقري فإن الرجل ليس في حاجة إلي شهادة من أحد وقد أفادني الرجل الفاضل بأن البنك المركزي لا يحفظ حسابات الأشخاص وبالتالي فإن أي شخص مهما ارتفع مقامه في الدولة المصرية ولو كان حتي رئيس الجمهورية فإنه لا يجرؤ علي أن يأمره بتحريك أي أموال اللهم إلا إذا كانت لجهات حكومية والأهم من ذلك ان البنك المركزي لا يضع في خزائنه مثل هكذا مبلغ، فقد ذكرت أن حسين سالم بناء علي ما كتبه الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل خرج من مطار القاهرة ومعه مبلغ 054 مليون يورو.. وأعود إلي السيد فاروق العقدة وهو يواصل معلوماته الدقيقة قائلا: لك أن تعلم ان حجم العملة الأوروبية باليورو في البنك المركزي لم تتعد الثلاثة ملايين يورو.. ولم أنه حديثي مع الرجل والمسئول الكبير عن أحوال النقد في بلادنا دون أن أسأل عما يتردد من أخبار بشأن الجنون الذي سيصيب أسعار الدولار في بلادنا، وهو الأمر الذي لو تحقق فإن كارثة عظمي سوف تحل بهذا البلد.. ولكن الرجل الفاضل أجابني بأنه منذ العام 3002 وحتي يومنا هذا هل حدث شئ من هذا القبيل؟! أجبته ب لا.. فعاد يقول: طالما بقيت في مكاني فإن شيئا من هذا لن يحدث.. وهنا تمنيت له طول البقاء ولكنه صارحني بأنه زهق من النقد ومن الهجوم ومن التجني خصوصا بعد تسع سنوات خدم فيها هذا البلد.. ولا أخفي علي حضراتكم انني شعرت بنوع من الندم فتقدمت للرجل بالاعتذار وها أنا أعود لأقدمه علي صفحات الأخبار.. ويا عمنا فاروق العقدة الناس في بر مصر في حاجة إلي أمثالك من الرجال الذين يبغون الحق ويعملون لوجه الله وشعب مصر.. خصوصا حزب الكنبة أو الحزب الكنباوي وهم الأغلبية الصامتة في هذا البلد يعلمون علم اليقين أن هناك في الأوقات العصيبة من تاريخ هذه الأمة رجال أكفاء حفظهم القدر لأداء المهام المستعصية، هكذا كان حسين طنطاوي الرجل الذي إنحاز إلي ثورة شعب مصر وأنهي مهزلة التوريث عندما وقف ومجلسه العسكري وقواته المسلحة إلي جانب الأمة وهكذا هو حال رجل مثل كمال الجنزوري شعر أن أمته في خطر داهم فتقدم الصفوف وحمل المهمة المستحيلة علي كاتفيه وقد ينجح فيكون له أجر وقد يفشل فيكفيه شرف المحاولة وإن كانت الدلائل كلها تشير إلي انه كلل بالنجاح خطواته.. ولا أنسي وزير الداخلية محمد ابراهيم وفي النهاية شخصكم الكريم.. سيدي الفاضل لك عظيم الاحترام والتقدير.