معظم الحجاج المتوفين خلال موسم حج هذا العام من المخالفين    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 20 يونيو 2024 في البنوك    المركزي الكندي يدرس الانتظار حتى يوليو لخفض معدل الفائدة    هجوم سيبراني على شركة سي دي كي جلوبال مزود البرمجيات لتجار السيارات في أنحاء أمريكا    لأول مرة فى تاريخ الحج ..حرمان 300 ألف مسلم من الفريضة وهذا مافعله "بن سلمان " مع ضيوف الرحمن ؟    هآرتس: قيادات أمنية وعسكرية انتقدوا في اجتماعات مغلقة مطلب إسقاط حكم حماس وتدمير قدراتها    أرقام قياسية من توقيع نوير وشاكيري ضمن أبرز لقطات سادس أيام يورو 2024    الرئيس القبرصي: لسنا منخرطين في أي صراع عسكري.. وتصريحات نصر الله غير واقعية    حسابات التأهل بالمجموعة الأولى.. الماكينات تحسم وسويسرا تقترب وإسكتلندا في المشهد    ترقي الممتاز.. منتخب السويس يستضيف سبورتنج في الدورة الرباعية    وزير الرياضة ينعي مشجع نادي الزمالك    شاكيري يحقق رقمًا قياسيًا في يورو 2024 بعد هدفه الرائع أمام إسكتلندا    مراسل القاهرة الإخبارية بالرياض: عدد من المتوفين بموسم الحج بدون تصاريح    مصرع شخصين وإصابة آخر صدمتهم سيارة بطريق الواحات الصحراوى    وفاة الناقد الأدبي محمود عبدالوهاب    فرقة أعز الناس.. سارة جمال تغني "ألف ليلة وليلة" في "معكم منى الشاذلي"    ارتفاع رصيد الذهب فى الاحتياطى الأجنبى لمصر إلى 456 مليار جنيه    إقامة نهائى كأس الجزائر بين المولودية وشباب بلوزداد فى عيد الاستقلال    أول تعليق من ناجلسمان بعد تأهل ألمانيا إلى دور ال16 من يورو 2024    توني كروس بعد التأهل: من النادر أن نفوز بأول مباراتين في بطولة كبرى    فيفا يخطر اتحاد الكرة بوقف قيد مودرن فيوتشر بسبب مستحقات مروان الصحراوى    المكسيك تعلن حالة التأهب تحسبا للعاصفة الإستوائية "ألبرتو"    الجيش الإسرائيلي يواجه مشاكل كبيرة في تعبئة المزيد من الجنود    من فستان الفرح للكفن.. وفاة عروس يوم زفافها بالمنيا    ضبط مسجل خطر بحوزته 2 كيلو «حشيش» و200 جرام «شابو» في الأقصر    بسبب خلافات عائلية.. أب ينهي حياة ابنته في المنيا    السديس يوصي زائري المسجد النبوي باغتنام أوقات رحلة الحج الإيمانية    «المهن التعليمية» تنظم يوما طبيا مجانيا للمعلمين وأسرهم    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الخميس 20 يونيو 2024    حظك اليوم| برج الجدي الخميس 20 يونيو.. «ثق بقدراتك»    حظك اليوم| برج الدلو 20 يونيو.. « الابتكار يزدهر بالأصالة»    حظك اليوم| برج الحوت 20 يونيو.. «يومًا مثاليًا للمهام الفنية»    حظك اليوم.. توقعات برج الحمل 20 يونيو 2024    د.حماد عبدالله يكتب: " قهاوي " المهنيين " و"مقاهي" " المثقفين " !!!!    أول ظهور للفنانة جميلة عوض في شهر العسل من ايطاليا (صور وفيديوهات)    هيئة الداوء تحذر من 4 أدوية وتأمر بسحبها من الأسواق لعدم مطابقتها للمواصفات (تفاصيل)    هيئة الدواء المصرية: تلقينا 1500 شكوى واستفسار منذ مطلع الأسبوع الجاري    منتخب مصر للشباب يهزم الكويت برباعية نظيفة    ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الخميس (تفاصيل)    دى لافوينتى عن قمة إسبانيا ضد إيطاليا: مباراة تشبه النظر فى المرآة    بورصة الدواجن اليوم بعد الارتفاع الأخير.. أسعار الفراخ البيضاء والبيض الخميس 20 يونيو 2024    مشروبات صحية يجب تناولها عقب لحوم العيد (فيديو)    لطلاب الثانوية الأزهرية، موعد استئناف الامتحانات بعد إجازة عيد الأضحى    تعرف علي المبادرات التي أطلقتها الدولة المصرية لتدريب الشباب وتأهيلهم وتمكينهم    إحالة مديرى مستشفى "ساقلتة" و"أخميم" للتحقيق لتغيبهما عن العمل فى العيد    بخطوات سهلة.. طريقة عمل كفتة داود باشا    بعد انتهاء أعمال الحج.. علي جمعة يكشف عن آداب زيارة مقام النبي والمسجد النبوي    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج بكالوريوس الطب والجراحة (الشعبة الفرنسية) جامعة الإسكندرية    المفوضية الأوروبية تقترح موازنة بقيمة 270 مليار يورو لعام 2025    إجازات شهر يوليو 2024.. تصل إلى 11 يومًا    النائب العام يلتقي نظيره الصيني على هامش زيارته للعاصمة الروسية موسكو    ما حكم ترك طواف الوداع لمن فاجأها الحيض؟.. الإفتاء توضح    هل ينتهي الغياب المتكرر دون إذن إلى فصل الموظف من العمل؟    مايا مرسي تستقبل رئيس الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي    ما هي علامات قبول الحج؟.. عالم أزهري يجيب    تنسيق الثانوية العامة 2024.. تعرف على درجات القبول في جميع المحافظات    علي جمعة ينصح: أكثروا في أيام التشريق من الذكر بهذه الكلمات العشر    ما هي الأشهر الحرم وسبب تسميتها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شاهد عيان وأسرار جديدة : سعاد حسنى قتلت وألقيت من الدور السادس
نشر في صباح الخير يوم 15 - 06 - 2011

وهى ممثلة ارتفعت سعاد حسنى بمستوى الدهشة إلى منحنى غير مسبوق فى دولة الفنون وفى كل مجال ذهبت إليه صاحبتها بقعة ضوء عظيمة الشأن وفى الغناء هى اسعدتنا وأدخلت السرور والحبور فى نفوسنا وهى كممثلة أبدعت بما لا يتيح لأحد غيرها أن يرتفع إلى قامتها وهى عندما رقصت.. رقصت معها القلوب بهجة وانشكاحا.
ريشة عبد العال
ويا سبحان الله عندما غادرت دنيانا رفضت أن تذهب فى صمت أو تتركنا فى هدوء ولكنها انسحبت من الحياة بعد أن أحدث رحيلها مفاجأة وأيضا فاجعة كبرى للقلوب التى ارتبطت بها ومن حسن طالعى أننى اقتربت من السندريلا كثيرا فى سنوات الغربة وبالطبع لم يكن اقترابى منها لأننى صحفى كبير لا سمح الله أو لأننا كنا أصدقاء جمعتنا روابط المحبة والأخوة ولكن الأمر تلخص فى الولد الشقى محمود السعدنى رحمه الله كان من أول خلق الله الذين ألقوا نظرة على سعاد حسنى وهى لاتزال مشروع ممثلة رشحها العم عبد الرحمن الخميسى لتلعب بطولة فيلم «حسن ونعيمة» يومها طلب العم الخميسى من السعدنى أن يأتى ليقيم هذه الآتية من عالم المجهول والتى ينتظرها مستقبل خطير فى عالم الفنون والجنون، وكما قال عنها الخميسى للسعدنى: دى فنانة عظيمة يا ابنى دى هتبقى زى أم كلثوم كده فى دنيا التمثيل والرقص والطرب دى معجزة حقيقية يا سعدنى لازم فنان زيك يشوفها ويتعرف عليها!!
وحضر السعدنى لمجلس الخميسى وراقب بعينيه الشديدتى الحساسية البنت الجديدة على طريق الفن سعاد حسنى ولكنه بعد انتهاء السهرة مال السعدنى وهمس فى أذن الخميسى إنت اتجننت يا خميسى فاندهش الخميسى وقال للسعدنى: فيه إيه يا ابنى؟ فأجابه السعدنى دى مش هيكون لها أى مستقبل فى الفن وأحس السعدنى على حد قوله أن البنت صلعاء الموهبة وكان لهذا الاحساس سبب بسيط للغاية هو أن الخميسى أعطى لسعاد حسنى انطباعا بأن مستقبلها كله متوقف على رأى السعدنى وشخصها ولذلك حدث ارتباك رهيب لسعاد حسنى وهى تواجه السعدنى الذى اعتبرته الحكم والقاضى الذى سيكون له وحده الحق فى الحكم على موهبتها ومدى قدرتها على مواجهة المجهول فى عالم الفن ولذلك لم تكن سعاد على طبيعتها ولم يتمكن السعدنى من التعرف على قدراتها الحقيقية ولكن بعد أن انتهى العم عبد الرحمن الخميسى من تكوين فريق متكامل من أجل التخديم على سعاد حسنى كان على رأسه الراحل الجميل إبراهيم سعفان الذى تولى مسئولية تعليم سعاد فن الإلقاء أقول.. استطاع الخميسى أن يوجه الموهبة التى اكتشفها وأن يحسن إدارتها خلال تنفيذ مشروع «حسن ونعيمة» وبعد أن انتهى العرض الخاص لها كان الخميسى أحرص على معرفة رأى السعدنى فى البنت.. وكان السعدنى مذهولا فقال للخميسى: دى موهبة عبقرية ولكن السعدنى أضاف بأنه لو أتيح لها أن تخرج من قفص الخميسى وسجنه ستتمكن من التحليق فى مدارات عالية وهو ما تحقق بالفعل بعد ذلك.
السندريلا
ولم تنس سعاد حسنى هذا التناقض فى رأى السعدنى بعد المرة الأولى التى جلس فيها إليها والمرة الثانية التى شاهدها بعد عرض الفيلم.. ولذلك حرصت سعاد على قراءة كل ما يكتبه السعدنى وبعد النجاح والتألق الذى أحدثه الفيلم فكرت سعاد حسنى كثيرا فى كلمات السعدنى أنها سوف تحلق فى العلالى لو تخلصت من أسر الخميسى وظلت علاقة الصداقة والاحترام قائمة على الرغم من الظروف المعاكسة التى باعدت بين الطرفين ومنها مثلا سجن السعدنى فى سنوات حكم الرئيس السادات ثم ابتعاده عن مصر فى المنفى الاختيارى ولكن بعد أن عاد السعدنى كانت سعاد لاتزال حافظة للجميل.. وأيضا للود والصداقة ولذلك فإنه بمجرد أن تواجها معا فى عاصمة الضباب حرص كل طرف على أن يتعرف على أحوال الطرف الآخر وكانت الاتصالات الهاتفية هى الوسيلة التى جمعت الأصدقاء القدامى وقد تدخلت فى الخط واستطعت أن أحظى بثقة السندريلا وقد صارحتنى بأشياء لم أفصح عنها من قبل ولكن آن الآوان لكى يعرف الناس الحقيقة فقد روت لى السندريلا خلال أشهر الصيف التى كنا نقضيها فى لندن حكايتها من الألف إلى الياء وكنت حريصا على معرفة واقعة واحدة لا أكثر وهى علاقتها بالعندليب الأسمر وفى لحظة صفاء فتحت سعاد خزائن الأسرار وقالت لى إنها أثناء إقامتها فى عاصمة النور فى باريس وهى خارجة من محطة المترو على السلالم وجدت فجأة أمامها الكاتب الكبير مفيد فوزى وهو أيضا من أصدقاء السندريلا القدامى وبالطبع من عشاق وأصدقاء العندليب المقربين ويومها كانت سعاد حسنى كما قالت لى فى قمة السعادة والبهجة لأن عملية الظهر التى أجرتها فى العمود الفقرى لزرع شريحة قد كللت بالنجاح وشعرت سعاد أيامها بمعنى الأغنية التى طالما غنتها
واستمعت إليها مرارا وتكرارا «الدنيا ربيع» أقول يومها أحست سعاد بمعنى الكلمات وعاشت ربيع الحياة المتجدد بعد أن عادت إليها حيويتها وإلى حركتها طبيعتها السابقة وانفتحت أبواب القلب على مصراعيها وباحت إلى الأستاذ مفيد بالأسرار وكان سر الأسرار هو موضوع زواجها من عبد الحليم حافظ الذى حدث بالفعل ولكن سعاد غضبت بشدة عندما نشر الأستاذ تفاصيل اللقاء وطلبت منى أن أنشر على لسانها تكذيبا وبناء على رغبتها فعلت لأنها فى تلك الأوقات التى كنت وسعاد حسنى على اتصال من خلال التليفون أدركت حجم ومرارة المأساة التى تعيشها فقد تكالبت عليها الأمراض وفشلت الشريحة فى أن تمنح سعاد حسنى بدلا من الفقرات التى تآكلت أو عطبت ورضخت لرغبتها فى إخفاء سر الزواج وشعرت أن حالتها النفسية التى هى أهم عوامل الشفاء متوقفة على ما سوف أكتب ولذلك عارضت أستاذى الكبير مفيد وقبلت أن أرضى سعاد على حساب إرضاء الحقيقة خوفا عليها وحباً لها وتقديرا لتاريخها الفنى الذى ليس له نظير فى دولة الفنون ولم تقع عينى على سعاد حسنى لسنوات عديدة حتى جاء يوم وكان السعدنى على موعد مع طبيبه الدكتور فايز بطرس وهو طبيب مصرى قبطى هرب من مصر أيام الرئيس جمال عبد الناصر وجاء إلى العاصمة البريطانية ليستكمل دراسته العليا ليصبح أحد معالم شارع الأطباء فى لندن هارلى شريت وقد أحب السعدنى فايز بطرس لأنه كان خادما للمصريين بغض النظر عن دينهم أو انتمائهم السياسى أو وضعهم المالى فقد كان محبا عاما على وزن مدير عام لمصر والمصريين على السواء وكانت الحاجة أم أكرم على موعد مع طبيب العظام ولذلك افترقنا فى هذا اليوم وتواعدنا على اللقاء فى المساء عند الدكتور فايز بطرس عندما ينتهى كل الأطراف من عملية الكشف وفى البهو الكبير بعيادة الدكتور فايز بطرس انتظرنا السعدنى.. حنان شقيقتى الصغرى وزوجة الفنان توفيق عبد الحميد ووالدتى الحاجة أم أكرم وشخصى الضعيف لنكتشف بعد قليل أن السعدنى تأخر كثيرا عن موعده مع فايز بطرس كما هى عادته ولكنه هذه المرة جاء إلى العيادة بصحبة سيدة غريبة لم تقع عليها عيناى من قبل وجاء السعدنى ومعه السيدة وهو يقول تعرفوا مين دى يا أولاد وبعد لحظة تأمل وقفت كثيرا فى عينيها لأكتشف بصمة لا يمكن أن يمحوها الزمن إنها معجزة السينما العربية سعاد حسنى وخرجت منى صرخة مدوية وأنا أقول مدام سعاد مش معقول لفت أنظار كل الموجودين بالعيادة وبالأصح مكان الانتظار وصعد السعدنى إلى لقاء الطبيب وانفردنا بسعاد حسنى ولاحظت أن سعاد معجبة جدا بحنان فكانت تطلب إليها أن تقوم من كرسيها وتدور حول نفسها كى تشاهد سعاد قوامها وهى تعلق قائلة:لقد كنت ذات يوم فى نفس قوامك يا حنان وجاملتها حنان قائلة: أنت قوامك ده أجمل قوام فى الدنيا يا زوزو.. وانعقدت صداقة متينة منذ تلك اللحظة بين حنان وسعاد.. لدرجة أن سعاد لم تكن تتحرك فى لندن بعيدا عن حنان.
مفيد فوزى
كانا يذهبان معا إلى المسرح وإلى السينما وتشاهدان نفس البرامج التليفزيونية وينطلقان معا إلى منطقة «كوفن جاردن» وفى بعض الأحيان كانت سعاد تتصل بنا فلا تجد أحدا بالمنزل فتقوم بترك رسالة صوتية على جهاز الأنسرماشين والشىء الغريب أن كل الرسائل التى تركتها سعاد كانت تحاكى فيها دور الفلاحة الذى كانت تتقنه بلكناته المختلفة فكانت مرة تتحدث بلهجة الفلاحة من الشرقية ومرة الفلاحة من الغربية وثالثة من المنوفية وفى كل مرة كانت نفس سر اختلاف اللكنات عن بعضها البعض وكان السعدنى الكبير عندما يستمع إلى هذه الرسائل يترحم على العم زكريا الحجاوى فقد كان هو الأستاذ الذى علم سعاد تلك الفروق، وهذه الاختلافات. أما عن أحلام سعاد حسنى فإنها لم تكن تتعدى العودة إلى الحياة الفنية فى أى شكل وأى صورة فمثلا قامت سعاد بتسجيل رباعيات صلاح جاهين على شرائط كاسيت ثم فكرت فى أن تعود للسينما لتلعب دورا معينا يتناسب مع التغيرات التى حدثت وقد استسلمت لطبيبها الدكتور هشام العيسوى وهو طبيب أسنان شهير فى العاصمة البريطانية كان يقوم بعملية زرع الأسنان بمساعدة طبيب التخدير الشهير رئيس جمعية اتحاد المصريين فى أوروبا الدكتور عصام عبد الصمد وشعر كل من حولها أن معنوياتها فى العلالى. فقد خصص لها الأستاذ مصطفى رجب من خلال شركة المينى كاب التى يملكها سيارة لتنقلاتها كانت تقوم بتوصيلها إلى مصحة «تشابنز» وهى المصحة التى دخلتها سعاد بفضل زوجة أحد الأمراء العرب فى المملكة العربية السعودية والتى استطاعت أن توفر لسعاد الرعاية والعناية الكاملتين، ولكن لماذا دخلت سعاد إلى «تشابنز» الإجابة عن هذا السؤال تفيد بأن سعاد لم تكن تعانى اكتئابا ولكنها كانت تعانى من زيادة فى الوزن وأن دخولها للمصحة الهدف الوحيد منه هو عودة الوزن إلى سابق عهده.
د . كمال الجنزورى
إذن سعاد كانت تجرى عملية زرع أسنان وتحاول أن تعيد أو تستعيد وزنها المثالى معنى هذا أن سعاد لم تفكر فى الخلاص من حياتها، خصوصا أن أحوالها المادية لم تكن سيئة على الإطلاق. بدليل أن شيخا قطريا حضر ذات مساء إلى الدكتور هشام العيسوى وقد لاحظ اهتمامه غير العادى بها فسأله من تكون هذه السيدة، وعندما عرف أمرها عرض أن يقدم لها أية مساعدة تطلبها، ولكن سعاد بإباء شديد رفضت العرض، وفضلت إن هى احتاجت إلى المال أن تكون بلدها ووزارة الصحة المصرية هى الأولى برعايتها والإنفاق عليها، وبالفعل تدخل السعدنى ذات مرة وطلب من الدكتور كمال الجنزورى أن يسمح له بمنح سعاد حسنى رقم تليفونه ولكن الرجل الفاضل كمال الجنزورى استأذن السعدنى فى أن يمنحه هورقم سعاد حسنى، وقام رئيس الوزراء المصرى فى ذلك الوقت بالاتصال بسعاد، وقرر علاجها على نفقة الدولة.. ولكن الفاضل.. الفاضل حتى الآن على قيد الحياة الدكتور عاطف عبيد.. قرر وقف العلاج بمجرد أن يحل محل الجنزورى وبالطبع لم تستسلم سعاد حسنى لهذا الوضع المحرج الذى وضعها فيه رئيس الوزراء المصرى الجديد عاطف عبيد، وفكرت فى بيع أحد أفلامها، وبالفعل جنت سعاد مبلغا كبيرا لقاء بيع الفيلم مكنها من تسديد جميع نفقاتها فى لندن..
د . عاطف عبيد
وفى وقت من الأوقات كانت مسألة العودة إلى الوطن هى الهاجس المسيطر على فكر سعاد حسنى وقيل إنها أرسلت بالفعل أكثر من 12 شنطة سفر وضعت فيها كل ما تملكه فى عاصمة الضباب من أغراض استعدادا للعودة نهائيا إلى أرض الوطن، وتزامن أن السندريلا أيضا عكفت على كتابة مذكراتها التى بالتأكيد فيها إدانة لأحد أركان النظام البائد، وهو الرجل الذى خرج علينا بعد ثورة 25 يناير قائلا: نحن شامخون.. واقفون، فتبين أنهم شامخون وهم واقفون وأنهاروا واحدا بعد الآخر.. هذا الرجل متهم فى نظر كثير من المراقبين والمتابعين فى عملية الخلاص من سعاد حسنى، ولكن الحقيقة لا يعلمها إلا علام الغيوب وأعود لذلك اليوم المشئوم، حيث اعتدنا فى كل عام خصوصا مع بداية فصل الصيف على الاستماع إلى شائعة أصبحت مملة من كثرة تكرارها من أن سعاد حسنى توفيت، ولكن هذه المرة حدثت الصدمة ووقعت المأساة.. فقد كان لدينا فى المنزل الطبيب المصرى محمد الوحش الذى كان يعمل فى المستشفى الجامعى فى لندن، وكنا نستعد لتلبية دعوة على العشاء وجاء الوحش قبل الموعد بعدة ساعات بناء على طلب السعدنى الكبير وفجأة طرق الباب أحد الجيران، طالبا منا أن نذهب لكى نطلع على أمر خطير، حيث قفز أحدهم من الدور السادس.
عبد الرحمن الخميسى
ثم جاءت جارتنا إيمان المغربية لتخبرنا أن صديقة لسيدة مصرية تقيم بالطابق السادس قد سقطت من شرفة المنزل وطلبت تحديدا من الطبيب الوحش أن يقوم بعملية الكشف، وتبين أنهم أبلغوا الإسعاف فى البداية أن الجثة التى سقطت لرجل ثم تبين بعد ذلك أنها لسيدة، ولم يتمكن أحد من معرفة شخصية أو هوية الشخص الملقى على جراج أسفل العمارة حتى الممثلة السورية جومانا مراد التى حضرت الواقعة مع أنها تنفى تماما هذا الأمر، ولكن الحقيقة أنها حضرت الواقعة من أولها إلى آخرها.. المهم أن مجموعة من رجال الطب الشرعى حضروا ووضعوا الجثمان داخل كيس أسود وانصرفوا بعد وقت طويل من السقوط، وكان الشاهد الأوحد على عملية السقوط الطفل المغربى الصغير أحمد ابن جارتنا السيدة إيمان.. وأصيب أحمد بحالة هيسترية.
وقد نصح طبيبه العام بأن يتم نقل أحمد وأسرته بعيدا عن موقع الحادث، وهو الأمر الذى تحقق بعد الحادث بأسابيع قليلة، وبالطبع خرجت أقاويل وحواديت ما أنزل الله بها من سلطان وسمعنا من جيران نادية يسرى التى استضافت سعاد وسقطت من شرفة منزلها أن هناك خلافا حادا نشب فى الليلة السابقة للحادث، ولكن أحدا لم يتبين ما هى حقيقة هذا الخلاف أو ما هى أسبابه، ولكن ما أعرفه أن جريدة الشرق الأوسط فى ذلك الوقت كانت تنقل الحدث، وكأن أحد سكان المبنى الذى سقطت منه سعاد حسنى يعمل مراسلا لديهم فكانت الجريدة تغطى هذه الحكايات التى تتردد بين السكان.
زكريا الحجاوى
وهو ما أثار دهشة الجميع، ولكن الغريب أن المذكرة التى كتبت بعد ذلك على الكمبيوتر اختفت بقدرة قادر ولم يعد لها وجود وقيل إنه تمت السيطرة على هذه المذكرات وحفظها أحد الصحفيين فى الجريدة المذكورة واستطاع أن يسلمها إلى المسئول الشامخ الواقف وأن المكافأة التى حصل عليها هذا الصحفى كانت من العيار الثقيل، فتولى رئاسة قطاع شديد الحساسية فى التليفزيون المصرى.. وقد حرصت على حضور المحكمة الشرعية التى نظرت قضية سعاد وعلمت لأنها ليست بريطانية فإن أحدا لن يهتم بالأمر، خصوصا أن الوفاة اكتنفها غموض رهيب.
جومانة مراد
وحتى هذه اللحظة لا يستطيع أحد أن يجزم بأن سعاد حسنى قد ماتت منتحرة.. ولكن تبقى لملاحظة الطبيب والصديق محمد الوحش أهميتها الكبرى فى القضية فقد لفت نظر الوحش أن الجمجمة لم تصب بأى أذى ولم تتعرض لنزيف لا من الأنف أو الفم أو الأذنين وهو ما يؤكد أن سعاد لم تنتحر وأنها توفيت قبل أن تتم عملية إلقاء جسدها من الدور السادس بمبنى ستيوارت تاور الذى شهد أكثر من عملية انتحار من بينهما اللواء ناصف قائد الحرس الجمهورى إبان حكم الرئيس السادات.. رحم الله سعاد حسنى !
أجمل ما قيل فى سعاد هو ما قاله الشاعر الكبير كامل الشناوى : «ليس لعينيها جفنان ولكن شفتان تبتسمان».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.