لم أصادف إنساناً فى رحلة الحياة امتلك هكذا الكم من العذوبة وحصد كل هذا الحب من علاقاته مع البشر فلم يكن لكمال نعيم أعداء فهو لم يخالف أحداً الرأى ولم يناصب أحدًا العداء ولم يقاتل مع زميل من أجل أى مكسب وكان سعيه الدائم هو البحث عن الجديد وتقديم المواهب الشابة فى مجال الاستعراض وقد أتيحت له الفرصة لكى يطلع على فنون الاستعراض فى أوروبا الشرقية والغربية ولكنه عندما عاد إلى موطنه طوع ما اكتسبه من علوم وأفكار من أجل تقديم فن مصرى أصيل يرتبط بالتراث والموروث النابع من هذه الأرض ولهذا تميز كمال وتفوق على أقرانه وهكذا سعت السينما وراءه فأصبح الألفة وتقدم الصفوف وحرص جميع أهل الفن على أن يكون كمال نعيم هو مصمم استعراضات أفلامهم ولم يتعامل أى منهم مع كمال نعيم إلا ودخل فى دائرة صداقاته ولذلك اتسعت هذه الدائرة لتتسع إلى أعداد ربما لم تتعرض لأحد غير كمال نعيم الذى دهمه المرض اللعين وأصاب كبده وانتشر وكان كمال مؤمنا بأن الابتلاء والشفاء من عند الله سبحانه ولذلك فقد تقبل المرض بنفس راضية وأمل لا حدود له فى أن رحمة الله سوف تشمله.. رحم الله كمال نعيم الرجل والفنان الذى أسعد كل من حوله وكل من اقترب منه!! * خيرية.. والبخت المايل كانت الموهبة التى تسكن خيرية أحمد فى حاجة إلى أن تعود صاحبتها إلى الحياة عدة مرات لكى تسفر عن حقيقتها وقوتها وحجمها وللأسف الشديد فإن سنوات العطاء امتدت لعدة عقود ومع ذلك لم تستثمر هذه الموهبة لا فى السينما ولا فى المسرح ولا فى التليفزيون والشىء العجيب بالفعل أن خيرية أحمد صاحبة القدرات الكوميدية الهائلة اقترنت بأحد عباقرة الكتابة الساخرة الراحل الجميل يوسف عوف.. الذى لم يسع يوما لتسخير قلمه لخدمة زوجه هى بالتأكيد واحدة من أعظم المواهب الكوميدية التى ظهرت فى دولة الفنون ولكن الحظ العاثر كان دائماً رفيق هذه الموهوبة فجاءت المعوقات التى صادفتها فى رحلة الحياة تأخذها بعيداً عن مجالها الحيوى وحرمت دولة الفنون من هذه الخبيئة الكوميدية التى غيبها الموت دون أن تخرج ما فى جعبتها من قدرات كانت كفيلة بأن ترتفع بمقام خيرية أحمد إلى مكانة ربما لم تستطع غيرها أن تصل إليها من بنات حواء ولذلك فإن المتابع لهذه النجمة المحببة إلى القلوب سيلحظ أن حياتها الفنية كانت عبارة عن مجموعة جمل غير مكتملة أو ومضات تبهر الأنظار دون أن تمثل شعاع ضوء متكاملاً.. ياميت خسارة على خيرية أحمد صاحبة الموهبة العريضة التى حبستها الظروف والمقادير والحظ العاثر!! صحيح.. البخت.. لو مال.. مين يعدله تانى!! * براد.. ليه مباراة كرة القدم التى جرت منذ عدة أيام بين فريق البرازيل وأطفال مصر المراهقين فى كرة القدم أثبتت أن اتحاد الكورة فى مصر يعيش فى برج عاجى وأعتقد أنه لم يسمع بعد بأن فى مصر ثورة قايمة والكفاح دوار وأن هذه الثورة قامت فى يوم 25 يناير من أجل التغيير والحرية والعدالة.. وقد أثبت إخواننا فى الجبلاية أنهم يتقدمون نحو الخلف فقد لجأوا إلى مدرب أمريكانى لا فضل له فى مجال الكورة لا فى أمريكا ولا فى أى مكان فى الكون وإذا أمعنت النظر فى جمجمة الأخ برادلى ستجد أنه قريب الشبه باللاعب وائل جمعة مع أن الأخير وارد المحلة ولكنه فى مجال الكورة فإن وائل جمعة أفضل ألف مرة من الأخ برادلى وأفيد للمنتخب وللنادى الأهلى وبالطبع أخونا برادلى يقبض عدة آلاف من الدولارات كانت تكفى لكى نصنع نهضة شاملة وكاملة فى مجال الكورة فى مصر ولكن الجبلاية هى صاحبة الأمر والنهى وهى سيدة قرارها فقد قرروا أن يمنحوا برادلى هذا الكم الوفير من الدولارات دون أى اعتبار لتاريخ هذا البرادلى أو سجله الكروى.. ويا اتحاد الكرة فى بر مصر اتقوا الله فى شعب مصر المسكين الغلبان الذى انحصرت كل متعته فى كرة القدم ولا شىء سواها أرجوكم لا تحولوا متعته الوحيدة إلى نقمة.. ألغوا عقد برادلى وابحثوا عن ولد مصرى ابن بلد مجدع ينتشل المنتخب من خيبته وعثرته ويتقدم به إلى المكانة التى تليق ببلادنا!! * التنظيم.. الكنباوى!! الحمد لله أننى شفت بعينى وماحدش قاللى بداية ونشأة التنظيم الكنباوى الذى نما وانتشر وأصبح البعض يتباهى بأنه المؤسس الأول والزعيم الأوحد وأصل الحكاية أنه فى السبعينيات من القرن الماضى وبالتحديد فى يوم 14 مايو من العام 1973 خرج السعدنى من سجون أنور السادات بعد أن اتهمه بمحاولة قلب نظام الحكم حيث أمضى الولد الشقى سنتين بالتمام والكمال فى سجن القناطر الخيرية وفى أول ليلة يبيت فيها السعدنى بمنزله على شاطئ النيل فى الجيزة لم يستطع أن ينام على سريره فقد كره الغرف المغلقة فسحب البطانية والمخدة وذهب إلى حيث مدد جسده على كنبة الصالون حيث لا أبواب ولا أربع حوائط إحساس بالحرية افتقده لما يزيد على ال700 يوم وبفضل عناد السادات أيضاً فى عدم عودة الولد الشقى إلى الكتابة فى الصحف والمجلات المصرية اضطر السعدنى إلى الهجرة خارج حدود الوطن وفى لندن والشارقة والكويت والعراق كانت الكنبة والسعدنى لا يفترقان فى أوقات الليل والنهار ولما كانت شخصية السعدنى جاذبة للبشر مبهرة لخلق الله فقد تحول سلوكه الكنباوى إلى عدوى لكل من حوله فانتشر الفكر الكنباوى ونما حتى أصبح له رواد ومقلدون فى أنحاء العالم الذى حط السعدنى رحاله فيه ولم يفلت حتى أحفاد السعدنى الصغار من العدوى فقد احتل كل منهم كنبة محلا مختارا للنوم والمذاكرة وبعد اختراع الدش وانتشار الفضائيات السابحة فى فضاء الكون تحولت الكنبة إلى عرش له أدوات وهذه الأدوات هى الريموت الخاص بالتليفزيون ومعه الريموت الخاص بالدش ومن امتلك هذه الأدوات امتلك عرش السعدنى الكنباوى ولذلك كان أصدقاء السعدنى فى لندن يتحفزون ويتحينون الفرض لغياب السعدنى للسفر للاستيلاء على العرش ومن ثم إصدار الأوامر للآخرين بعمل أكواب الشاى أو تحضير عدة الطواجن أو الاستعداد للخروج وقد كان أمرا نادر الحدوث فى لندن وكانت له طقوسه الخاصة واستعداداته غير المسبوقة رحم الله الوالد الجميل السعدنى الكبير الذى انتشرت لغته وانتشر سلوكه ولاتزال نوادره تتردد بين عشاقه كصديق وكاتب وفنان وإنسان نادر التكرار!!