ضاقت الدنيا في وجه الشاب العاطل بعد أن فشل في العثور علي العمل في أي مكان.. ظل يلف حول نفسه عشرات المرات عندما اكتشف أن بعض أصدقائه قد أسند اليهم بعض الوظائف عن طريق تقديم الرشوة أو الواسطة.. لم يجد أمامه من سبيل سوى طريق واحد.. وهو طريق السرقة لكي يعيش وبسبب المنازل المتلاحقة بالمناطق الشعبية في أحياء مدينة الجيزة المكتظة بملايين السكان.. قرر سرقة جاره انتظر حتى خيم الظلام الدامس على حارة طريقة بحي إمبابة الشعبي.. وأسرع بالقفز لاحدى البلكونات القريبة من سطح الأرض ليجد نفسه داخل الشقة وتجول داخلها بحرية تامة حيث كان صاحب الشقة في حالة نوم عميق وسال لعابه على قطعة ذهب موجودة بجوار فتاة نائمة.. وعلى أطراف أصابع قدميه دخل غرفة الفتاة لكنه اصطدم بقطة صغيرة فأطلقت صرختها لتنتفض الفتاة من نومها مذعورة وتجد بجوار فراشها اللص.. صرخت وأطبقت صرخاتها المذعورة بصوت عال ليستيقظ كل من في الشقة ويتجمع الجميع حوله حاملين العصى والسكاكين وقتها شعر اللص أن نهايته السجن أو الموت المحقق على أيدي هذه الأسرة فتفتق ذهنه لحيلة ماكرة.. أخبر اللص بعد أن استجمع قواه وتركيزه المشتت وقال لهم : أنا لست لصاً.. أنا جاركم وخريج مدرسة الصنايع.. وابن عم.. !! وتربطني علاقة حب ملتهبة منذ سنوات بابنتكم.. خيم السكوت والصمت على جميع أفراد الأسرة.. إلا الفتاة التي أعلنت العصيان وراحت في بكاء عميق عندما وجدت نظرات أفراد أسرتها نظرات كلها أسى وألم واحتقار.. قالت لهم في حزن والله لا أعرفه.. ولم ألتق به نهائيا.. هذا الشاب لص ودخل الشقة للسرقة. الأب وقف حائرا في أمر ابنته الكبيرة وبسرعة تم إحضار المأذون وحضر المأذون في الثامنة صباحا ليزوجوا ذلك الشاب العاطل من الفتاة ودموعها تسيل على خديها من عدم تصديق كلامها وصدقوا اللص ولم يصدقوها هي.. تم الزواج خوفا من الفضيحة وحكوا للجيران أن صرخاتهم كانت بسبب اشتعال النيران في البوتاجاز وتم السيطرة على ألسنة اللهب .. وأقام اللص في شقة الأسرة مع الفتاة في غرفتها عدة شهور وبعدها اختفى عن الأنظار.. أنجبت الفتاة طفلا جميلا وحاولوا تسجيله لاستخراج شهادة ميلاد له ولكن الأب اكتشف أن اللص قد انشقت الأرض وابتلعته فظل يجوب الحواري والأزقة والمستشفيات وأقسام الشرطة فلم يعثر لذلك اللص على أي أثر.. فلم يجد الأب المسكين أمامه سوى الذهاب إلى محكمة الأسرة وأقام دعوى نفقة لابنته ذات السابعة عشرة ولطفلها وتم إخطار الأب وحضر شقيقه وأكد التزام الزوج باحضار مسكن لزوجته وأنه سيدفع 10 جنيهات في اليوم لها ولابنه وأنه كلف شقيق اللص بالانفاق على أسرته.