قد تدخل دول في تحالفات مع قوي اقليمية بالمنطقة مثل تركيا وإيران.. وقد يكون لدول أخري استقواء بالغرب وتسهيلات عسكرية يمنحونها لها.. لكن الجميع أمام الأمن القومي العربي لا يتعاتبون أو يديرون "ظهورهم" لبعضهم البعض أو يشيحون بوجوههم بعيداً. وانما يتعاونون وينسقون.. في قضية التجسس الأخيرة المتهم فيها طارق عبدالرازق مدرب الكونغ فو المصري الذي تم تجنيده في الصين. أبلغت الاستخبارات المصرية نظيرتها السورية بمعلومات وردت علي لسان المتهم الذي حاول دخول سوريا عدة مرات تحت اسم مستعار وبجواز سفر مزور يحمل اسم "طاهر حسن".. لا أحد ينكر أن المخابرات المصرية هي "درة التاج" في أجهزة المخابرات العربية والإفريقية. وملفاتها تشهد بالانتصار علي إسرائيل في عدة قضايا.. لذلك فإن المخابرات المصرية القوية التي يصنف رئيسها كأفضل رئيس جهاز مخابرات ضمن خمسة أجهزة بالعالم. قامت بإبلاغ نظيرتها السورية بالمعلومات التي أوردها طارق في التحقيقات. وهي معلومات هامة وأدت إلي اعتقال دمشق لمسئول أمني بارز ثبت تجسسه لصالح إسرائيل. الخلاف السياسي مع سوريا لم يمنع التعاون معاً ضد إسرائيل.. اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية لا تعني أن تعمل مصر ضد الدول العربية.. التعاون المخابراتي بين دمشقوالقاهرة أدي إلي أن تكشف سوريا عن شبكة أخري عندها تعمل للتجسس علي قطاع الاتصالات. وأن السلطات السورية ستكشف خلال أيام عن ضبط الشبكة الكبيرة في سوريا.. وكشفت المخابرات المصرية أيضاً لنظيرتها اللبنانية عن محاولة تجنيد رئيس تحرير صحيفة لبنانية مقربة من حزب الله وسوريا ويتردد أنها "الأخبار اللبنانية". مصر كبيرة دائمة.. ورغم الخلاف السياسي مع حزب الله إلا ان ذلك لم يمنعها من التحذير والتنبيه.. القاهرة لا يمكن ان تسكت علي اختراق أمن حزب الله أو تقبل بتجسس أحد المصريين علي الشارع السوري .. وتسليم مبالغ مالية كبيرة لأحد المسئولين الأمنيين السوريين أو محاولة السيطرة علي رئيس تحرير ومنحه 200 ألف دولار.. مصر تقدس الأمن القومي العربي.. وإذا كان حزب الله قد سعي لتخريب الاقتصاد المصري من خلال تهديد السياح الإسرائيليين في سيناء وضرب ناقلات البترول بسيناء وتخريب أنابيب البترول وخط "سوميد". فان هذا لا يعني ان تتهاون مصر في حماية الأمن القومي اللبناني أيا كانت درجة الخلاف مع حزب الله. وإذا كانت مصر لا تقبل أن يقع أبناؤها فريسة لاسرائيل واغراء المال. فإنها لا تقبل ذلك أيضاً علي شباب سوريين ولبنانيين ويهمها ان تحميهم من تدمير مستقبلهم كما تحمي شبابنا وأكثر من ذلك.. عظمة مصر أنها لا تربط بين الموقف السياسي لأي دولة والأمن القومي العربي.. القاهرة أوضحت لدمشق ولبنان أن هناك جهوداً إسرائيلية كثيرة للسيطرة علي قطاع الاتصالات المتنامي في المنطقة والتجسس علي المكالمات وتحليلها. الأمر الذي يضع تحديات كبيرة أمام أجهزة الأمن العربية ويدفعها لمزيد من التنسيق فيما بينها لتبادل المعلومات والتنسيق وايجاد سبل جديدة لحماية الشبكات الوطنية.. مصر تساعد الأشقاء علي كشف شبكات التجسس ونظراً لأنها الشقيقة الكبري فإنها تترك لكل دولة حرية اختيار التوقيت المناسب للإعلان عن تفاصيل الشبكات التي لديها بعد انتهاء كل منها من استكمال التحقيقات.. ويذكر أن أول شبكة تجسس علي الاتصالات تم الإعلان عنها في لبنان تم كشفها بمساعدة المخابرات المصرية صاحبة السيطرة والنفوذ والذراع الطويلة حتي خلف خطوط الخصوم.