نحن نتكلم دائماً عن الغلاء الذى ينكوى به أصحاب الدخل المحدود، ونتحدث أكثرعن أسعار اللحوم، وارتفاع الايجارات، والفواتير التى تثقل كاهل الناس، سواء الخاصة بالمياه " الجزافية " أو الكهرباء ، أو الكارثة الجديدة "الموبايلات " ....الخ تلك "القائمة السوداء" من الدائرة الجهنمية التى ندور فيها، معصوبى العينين، ولا نستطيع الفكاك منها.! لكن .. على الجانب المقابل هناك فئات مطحونة طحناً ..تعيش فى كابوس دائم لا يكاد ينتهى ، بنظام "يوم بيوم" ولا تعرف عن أحلام الغد شيئا ، وكل ما ترجوه فى هذه الدنيا ، أن تعيش مستورة، ولا ينفضح أمرها أمام عباد الله ، فى هذا الزمن ، الذى ينكوى فيه الجميع بمطالب الحياة، وما أكثرها. إضافة الى كل ما سبق، وجدت فى بريدى رسالة من ثلاث بنات شقيقات يقمن بعزبة اسكندر .. التابعة لقرية بدين .. بمركز المنصورة بالدقهلية، وتليفون احداهن وتسمى حمدية منصور رقمه 0144739286 ، وهن يتيمات يعشن بمفردهن، بعد أن توفى أبوهن وأمهن .. يواجهن لطمات الحياة بمفردهن ،ويا ليت الأمر كان مقصوراً على هذا الحد .. بل إن الثلاث بنات حكايتهن حكاية .. فإحداهن مصابة بشلل كامل منذ ولادتها، وهى قعيدة، لا تتحرك، ولا تملك من أمر نفسها شيئا، حتى قضاء حاجتها الضرورية لا بد من أن تساعدها احدى شقيقتيها ، فى الوصول الى الحمام ، عافاكم الله من كل سوء! البنت الثانية .. تعانى من مرض مزمن، لا شفاء منه، ولا تجد العلاج الشهرى الضرورى ، الذى تحتاجه بشدة ، حتى تستمر حياتها ، الى أن يقضى الله أمراً كان مفعولا! نصل الى الأخت الثالثة .. وهى التى تحمل على عاتقها مسئولية البيت ونفقاته وعلاج شقيقتيها، وتوفير الطعام اللازم لهما ، ومصاريف البيت، وكما ترون فإن الحمل ثقيل .. ثقيل .. ولا يقدر عليه الرجال، فما بالكم بهذه الفتاة الوحيدة المسكينة التى تواجه لطمات الحياة مع شقيقتيها .. بشجاعة تحسد عليها .. ولولا فضل الله، وبعض اموال الزكاة التى يتصدق بها عليهن بعض المحسنين ، لماتت البنات جوعاً ، ولم يدر بهن أحد، وسط دوامة الحياة التى يدور فى فلكها الجميع .. لكن رحمة الله فوق كل شيء ، وهى التى دفعتهن للكتابة إليّ ..يطلبن منى أن يساهم أهل الخير فى إنقاذهن من الكارثة التى ستحل عليهن قريباً .. والمتمثلة فى اقتراب سقوط المنزل الذى يأويهن .. فوق رءوسهن فى أى لحظة؛ لأنه ببساطة شديدة عبارة عن حجرتين مبنيتين بالطوب اللبن "بالطين" ومعروشتين ب "السدد" .. ومع بداية الشتاء، تتساقط الأمطار فوق رءوسهن، ويعشن فى معاناة لا قبل لهن بها، خاصة وهن لا يقدرن على تكاليف هدم المنزل ولا إعادة بنائه، فهن على "فيض الكريم" .. وإذا انهار المنزل سيصبحن فى الشارع .. هذا إذا خرجن منه أحياء أصلاً! هذه بعض التفاصيل الصغيرة .. أكتبها اليكم عن هؤلاء البنات المبتليات فى أنفسهن ووالدهن وأمهن ، بل وكل تفاصيل حياتهن .. وكل ما أرجوه وأتمناه ، ألا "تمصمصوا" شفاهكم بعد قراءة المقال .. وتكونوا إيجابيين، وتتاجروا مع الله، وتسارعوا بالتصدق عليهن، بما تستطيعونه، من أجل إعادة بناء المنزل الصغير الذى يأوى هؤلاء اليتيمات، حتى لا يكنّ فريسة ل "كلاب السكك" .. إذا انهار البيت فى أى لحظة .. والله المستعان على فعل الخيرات. [email protected]