قال الشريف في كلمته خلال لقاء الرئيس حسني مبارك أمس بأعضاء الهيئة البرلمانية للحزب في مجلس الشعب. ان الحزب هيأ كوادر من شبابه لتتقدم الصفوف والمشاركة في مواقع القيادة بفكر جديد وقيم تحكم أداءه.. مؤكداً أن حُسن اختيار النواب واحترام إرادة الناخبين والعمل التنظيمي الجاد والتخطيط الحزبي. كانت وراء فوز أعضاء الهيئة البرلمانية للأغلبية الكبري في مجلس الشعب.. كما أكد الشريف علي أن الحزب الوطني التزم بالشرعية واحترم القانون وما صدر عن اللجنة العليا للانتخابات وتمكين مؤسسات المجتمع المدني من أداء دورها في العملية الانتخابية. أوضح الشريف أن الحزب يتفهم حجم حسرة وانكسار الخارجين عن الدستور والقانون. ويقدر مشاعر عدم توفيق الآخرين بالفوز في الانتخابات.. مشيراً في نفس الوقت إلي أن نواب الشعب يؤكدون رفضهم لأية ممارسات تخرج عن الشرعية أو تتطاول علي إرادة الناخبين أو تنال من سمعة مصر. وفيما يلي نص كلمته.. السيد الرئيس .. محمد حسني مبارك زعيم حزبنا الوطني الديمقراطي هذا يوم من الأيام التي سيسجلها تاريخ الوطن في صفحة من صفحات الديمقراطية ويوثقها الحزب الوطني في تاريخ مسيرته.. سيسجل لقاء القائد والزعيم محمد حسني مبارك بنواب الهيئة البرلمانية الذين نالوا ثقة وتأييد أبناء شعبهم ليتحملوا المسئولية تحت قبة برلمان مصر الأول بعد التعديلات الدستورية التي تمت في عام 2007 والأكبر بعد أن حصلت المرأة المصرية علي 64 مقعداً.. في أول تمثيل نيابي. جاء استجابة للدستور وتتويجا لكفاحها ونضالها. سيادة الرئيس ... إننا نفخر بقيادتك لحزبنا.. ومصر كلها تعتز بزعامتك ورئاستك لوطننا.. لقد كانت كلماتك في هذه القاعة أمام الهيئة العليا للحزب الوطني الديمقراطي والمجلس الأعلي للسياسات في أكتوبر الماضي ميثاق عمل التزمنا به وبكل القيم والمباديء التي أكدتم عليها ونحن نخوض انتخابات مجلس الشعب .2010 واطلقتم يومها يا سيادة الرئيس لمصر كلها.. البرنامج الانتخابي الذي خاص به مرشحو الحزب الوطني الديمقراطي تلك الانتخابات.. خاضها الحزب.. ملتزما أمامك أن يحقق الأغلبية بشرف وإخلاص. أسمح لي يا سيادة الرئيس أن أهنيء في حضورك.. أعضاء الهيئة البرلمانية الذين حصدوا أصوات الواثقين في قدرتهم وقدرة الحزب الوطني علي تحقيق آمالهم في غد أفضل. خاضوا الانتخابات.. مقدرين لحجم المسئولية.. وثقل الأمانة.. مسلحين بقوة أداء الحزب وحكومته في مواجهة التحديات.. وقدرة القيادة وحكمتها في إدارة الأزمات واحترام السيادة والشرعية واستقلالية القرار.. قيادة الرئيس محمد حسني مبارك. خضنا الانتخابات.. حزباً جديداً.. موحد الكلمة والصف استوعب المتغيرات وتوقف بإمعان أمام حقائق مسيرة العمل السياسي منذ عام 2000 عندما كانت دعوتكم لكافة الأحزاب السياسية المصرية ونحن منها عقب انتخابات مجلس الشعب.. للافاقة من الغفوة والتواكل والوعي بالمتغيرات التي يشهدها المجتمع الذي تتسع خطواته نحو الديمقراطية.. طالبتم كل الأحزاب .. بإعادة تنظيم صفوفها واسقاط خلافاتها.. وتحديث هياكلها.. إصلاح ذاتها ودفع دماء أجيال شابه في عقولها وعروقها. حزب أنت زعيمه.. وعي عمق كلماتك.. تفهم أن العمل السياسي لا يكفيه حسن المقصد وسمو الأهداف.. إذا اتسم الأداء بالتعالي أو الشللية أو الانفراد في اتخاذ القرار.. أو تهميش للدم الجديد.. وكان علينا أن نهييء لكوادر من أجيالنا وشبابنا أن تتقدم الصفوف لتشارك في مواقع القيادة.. لحزب غيرته مباديء فيضان التغيير في عام 2002 بفكر جديد حدد الهوية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمباديء والقيم التي تحكم الأداء.. والمبادرة في طرح سياسات ورؤي البناء والتحديث.. وقيادة دفة التغيير وإطلاق قيم الدولة المدنية.. فأصبح جاذبا للأجيال والنخبة من العازفين.. انضموا وتفاعلوا وشاركوا في صنع المبادرات ووضع الأساليب المبتكرة التي فتحت الأبواب أمام البناء والتنظيم لاقامة حزب مؤسسي تعلو فيه ديمقراطية القرار. وتوقفنا أمام دروس مستفادة لانتخابات 2005 وكان حزبنا لم يكتمل تنظيم صفوفه بعد انتخابات رئاسية.. الكل فيها توحد واجمع علي اختيار الرئيس محمد حسني مبارك في أول انتخابات مباشرة.. ليسجل التاريخ أنك الأول "رئيساً منتخباً" لكل المصريين.. ورغم التوحد الجارف حول الزعيم.. واجه حزبنا التشرذم حول المرشحين.. نعم حصدنا الأغلبية ولكنا واجهنا عدم الالتزام. علي طول هذه المسيرة كانت الوقفات الفارقة مع النفس وقفات صدق.. صححنا وحللنا واحترمنا كل الآراء والعقول.. واعدنا البناء ووعينا الدرس.. درس الناخبين ودرس المرشحين.. لذلك نقول اليوم.. لم يأت فوز أعضاء نواب الهيئة البرلمانية لمجلس الشعب 2010 من فراغ .. لقد واجهنا بالفكر وبالوفاء بتعهدات البرنامج الانتخابي وبالسياسات والاصلاحات والالتفات إلي مشاكل وطموحات الناس.... عبر عنها برنامجنا.. والصدق وحُسن الاختيار واحترام الناخبين والعمل التنظيمي الجاد والتخطيط الحزبي.. والمواجهة القانونية للمتمسحين بالديمقراطية والمستغلين لها في ممارسة العمل السياسي غير الشرعي.. المتحدين لمباديء الدستور والقانون.. وكان مرشحينا في مواجهة هؤلاء بأصوات الناخبين ومساندين بتنظيم حزبي رفيع علي المستوي المركزي وعلي مستوي أمانات المحافظات والاقسام والمراكز.. وتحرك فاعل لوحدات حزبية بلغت 6800 وحدة.. تنظيم تحرك أعضاؤه.. وكان قبل كل هذا وعي وفهم واستشعار المجتمع لكل ما يهدد مستقبل الوطن أو يدفعه إلي المجهول. خاض الحزب الانتخابات ملتزما بالشرعية ومحترما للقانون المنظم لها.. ولكل ما هو صادر عن اللجنة العليا للانتخابات.. وكل ما يمكن المجتمع المدني من أداء دوره.. مطالبا مرشحيه بضبط النفس حتي لو تجاوز الآخرون. ونواب اليوم.. هم وهن.. من نبت هذه الأرض الطيبة.. مصر بكل طبقاتها وفئاتها وعمالها وفلاحيها ومثقفيها من أهل العلم والخبرة.. من أركان مصر كلها. صورة جديدة ستكون محل احترام المصريين.. خرجوا من معركة الانتخابات أكثر إيمانا.. إن مصر فوق الأحزاب.. وأن المصلحة العامة تعلو علي سواها. وأن مصلحة الوطن تفوق طموحات الأحزاب والأفراد. إزداد إيماننا.. بمباديء زعيمنا وعقل وحكمة رئيسنا.. في رفضه ومحاسبته لأي خروج علي القانون أو تجاوز من مرشحين أيا كان انتمائهم أو قدرهم.. إلتزمنا بتوجيهك.. ضبطنا ومازلنا نضبط النفس حيال افتراءات وادعاءات وأكاذيب بدأت مبكرا قبل الانتخابات.. وازدادت بعدها.. واثقين في ذكاء وفطنة الشعب.. فاهمين حجم الحسرة والانكسار للخارجين عن الدستور والقانون.. وأيضاً مقدرين مشاعر عدم التوفيق للآخرين.. ولكن نواب الشعب يؤكدون رفضهم لأية ممارسات تخرج عن الشرعية أو تتطاول علي إرادة الناخبين أو تنال من سمعة مصر وشعبها ومؤسساتها .. أو تمس كرامة نواب الشعب. سيادة الرئيس .... منذ أن أعلنت اللجنة العليا للانتخابات نتائج انتخابات مجلس الشعب 2010. وأعضاء الهيئة البرلمانية يتوجهون إلي مبني البرلمان لتثبيت عضويتهم البرلمانية. كانت فرصة ليتعرفوا علي بعضهم البعض وعلي قاعة مجلسهم.. ولكن الأمر الذي يعرفونه حق المعرفة... هو أن منصة المجلس تكتمل باختيارهم لمن يعلوها.. ولمست هيئة المكتب من أعضاء الهيئة البرلمانية في اجتماعات تمت خلال الأيام الأربعة الماضية تأكيدهم أن برلمان مصر لا يعلو منصته إلا سياسي بارع.. وبرلماني متمرس تشهد له مصر والعالم برفعة القدر.. وقانوني رفيع المستوي له تاريخه ومؤهلاته ومؤلفاته. لذلك فإننا يا سيادة الرئيس.. نعبر عن اختيارهم للدكتور أحمد فتحي سرور رئيساً للمجلس.. واختيارهم للوكيلين.. أولاً : زينب رضوان وكيلاً عن الفئات.. ثانيا : عبدالعزيز مصطفي وكيلاً عن العمال. سيادة الرئيس .... جئنا جميعاً لنستمع إليك.. فأنت رئيس مصر.. وزعيم كل المصريين. وفقك الله .. ورعاك.. وحفظك لمصر رئيساً وزعيماً.. ودعوات بالتوفيق والنجاح لأعضاء هيئتنا البرلمانية.. لما فيه خير مصر من رقابة وتشريع.