السيد الرئيس.. محمد حسنى مبارك زعيم حزبنا الوطنى الديمقراطى هذا يوم من الأيام التى سيسجلها تاريخ الوطن فى صفحة من صفحات الديمقراطية ويوثقها الحزب الوطنى فى تاريخ مسيرته.. سيسجل لقاء القائد والزعيم محمد حسنى مبارك بنواب الهيئة البرلمانية الذين نالوا ثقة وتأييد أبناء شعبهم ليتحملوا المسئولية تحت قبة برلمان مصر الأول بعد التعديلات الدستورية التى تمت فى عام 2007 والأكبر بعد أن حصلت المرأة المصرية على 64 مقعداً.. فى أول تمثيل نيابى، جاء استجابة للدستور وتتويجا لكفاحها ونضالها. سيادة الرئيس.. إننا نفخر بقيادتك لحزبنا.. ومصر كلها تعتز بزعامتك ورئاستك لوطننا.. لقد كانت كلماتك فى هذه القاعة أمام الهيئة العليا للحزب الوطنى الديمقراطى والمجلس الأعلى للسياسات فى أكتوبر الماضى - ميثاق عمل - التزمنا به وبكل القيم والمبادئ التى أكدتم عليها ونحن نخوض انتخابات مجلس الشعب 2010. وأطلقتم يومها يا سيادة الرئيس لمصر كلها.. البرنامج الانتخابى الذى خاض به مرشحو الحزب الوطنى الديمقراطى تلك الانتخابات.. خاضها الحزب.. ملتزماً أمامك أن يحقق الأغلبية بشرف وإخلاص. اسمح لى يا سيادة الرئيس أن أهنئ فى حضورك .. أعضاء الهيئة البرلمانية الذين حصدوا أصوات الواثقين فى قدرتهم وقدرة الحزب الوطنى على تحقيق آمالهم فى غد أفضل.. خاضوا الانتخابات.. مقدرين لحجم المسئولية.. وثقل الأمانة.. مسلحين بقوة أداء الحزب وحكومته فى مواجهة التحديات وقدرة القيادة وحكمتها فى إدارة الأزمات واحترام السيادة والشرعية واستقلالية القرار.. قيادة الرئيس محمد حسنى مبارك. خضنا الانتخابات.. حزباً جديداً.. موحد الكلمة والصف استوعب المتغيرات وتوقف بإمعان أمام حقائق مسيرة العمل السياسى منذ عام 2000 عندما كانت دعوتكم لكافة الأحزاب السياسية المصرية ونحن منها عقب انتخابات مجلس الشعب.. للإفاقة من الغفوة والتواكل والوعى بالمتغيرات التى يشهدها المجتمع الذى تتسع خطواته نحو الديمقراطية. طالبتم كل الأحزاب.. بإعادة تنظيم صفوفها وإسقاط خلافاتها.. وتحديث هياكلها.. إصلاح ذاتها ودفع دماء أجيال شابة فى عقولها وعروقها.. حزب أنت زعيمه.. وعى عمق كلماتك.. تفهم أن العمل السياسى لا يكفيه حسن المقصد وسمو الأهداف.. إذا اتسم الأداء بالتعالى أو الشللية أو الإنفراد فى اتخاذ القرار.. أو تهميش للدم الجديد.. وكان علينا أن نهيئ لكوادر من أجيالنا وشبابنا أن تتقدم الصفوف لتشارك فى مواقع القيادة .. لحزب غيرته مبادئ فيضان التغيير فى عام 2002 بفكر جديد حدد الهوية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمبادئ والقيم التى تحكم الأداء.. والمبادرة فى طرح سياسات ورؤى البناء والتحديث.. وقيادة دفة التغير وإطلاق قيم الدولة المدنية .. فأصبح جاذبا للأجيال والنخبة من العازفين.. انضموا وتفاعلوا وشاركوا فى صنع المبادرات ووضع الأساليب المبتكرة التى فتحت الأبواب أمام البناء والتنظيم لإقامة حزب مؤسسى تعلو فيه ديمقراطية القرار. وتوقفنا أمام دروس مستفادة لانتخابات 2005، وكان حزبنا لم يكتمل تنظيم صفوفه بعد انتخابات رئاسية.. الكل فيها توحد وأجمع على اختيار الرئيس محمد حسنى مبارك فى أول انتخابات مباشرة.. ليسجل التاريخ أنك الأول "رئيساً منتخباً" لكل المصريين.. ورغم التوحد الجارف حول الزعيم .. واجه حزبنا التشرذم حول المرشحين .. نعم حصدنا الأغلبية ولكنا واجهنا عدم الالتزام.. على طول هذه المسيرة كانت الوقفات الفارقة مع النفس وقفات صدق.. صححنا وحللنا واحترمنا كل الآراء والعقول.. وأعدنا البناء ووعينا الدرس.. درس الناخبين ودرس المرشحين.. لذلك نقول اليوم.. لم يأت فوز أعضاء نواب الهيئة البرلمانية لمجلس الشعب 2010 من فراغ.. لقد واجهنا بالفكر وبالوفاء بتعهدات البرنامج الانتخابى وبالسياسات والإصلاحات والالتفات إلى مشاكل وطموحات الناس.. عبر عنها برنامجنا.. والصدق وحسن الاختيار واحترام الناخبين والعمل التنظيمى الجاد والتخطيط الحزبى.. والمواجهة القانونية للمتمسحين بالديمقراطية والمستغلين لها فى ممارسة العمل السياسى غير الشرعى.. المتحدين لمبادئ الدستور والقانون. وكان مرشحونا فى مواجهة هؤلاء بأصوات الناخبين ومساندين بتنظيم حزبى رفيع على المستوى المركزى وعلى مستوى أمانات المحافظات والأقسام والمراكز .. وتحرك فاعل لوحدات حزبية بلغت 6800 وحدة .. تنظيم تحرك أعضاؤه .. وكان قبل كل هذا وعى وفهم واستشعار المجتمع لكل ما يهدد مستقبل الوطن أو يدفعه إلى المجهول. خاض الحزب الانتخابات ملتزما بالشرعية ومحترما للقانون المنظم لها .. ولكل ما هو صادر عن اللجنة العليا للانتخابات .. وكل ما يمكن المجتمع المدنى من أداء دوره.. مطالبا مرشحيه بضبط النفس حتى لو تجاوز الآخرون. ونواب اليوم.. هم وهن.. من نبت هذه الأرض الطيبة.. مصر بكل طبقاتها وفئاتها وعمالها وفلاحيها ومثقفيها من أهل العلم والخبرة.. من أركان مصر كلها .صورة جديدة ستكون محل احترام المصريين.. خرجوا من معركة الانتخابات أكثر إيماناً.. أن مصر فوق الأحزاب.. وأن المصلحة العامة تعلو على سواها، وأن مصلحة الوطن تفوق طموحات الأحزاب والأفراد. أزداد إيماننا.. بمبادئ زعيمنا وعقل وحكمة رئيسنا .. فى رفضه ومحاسبته لأى خروج على القانون أو تجاوز من مرشحين أى كان انتماؤهم أو قدرهم.. التزمنا بتوجيهك.. ضبطنا ولا زلنا نضبط النفس حيال افتراءات وإدعاءات وأكاذيب بدأت مبكرا قبل الانتخابات، وازدادت بعدها.. واثقين فى ذكاء وفطنة الشعب.. فاهمين حجم الحسرة والانكسار للخارجين عن الدستور والقانون.. وأيضا مقدرين مشاعر عدم التوفيق للآخرين.. ولكن نواب الشعب يؤكدون رفضهم لأية ممارسات تخرج عن الشرعية أو تتطاول على إرادة الناخبين أو تنال من سمعة مصر وشعبها ومؤسساتها.. أو تمس كرامة نواب الشعب. سيادة الرئيس.. منذ أن أعلنت اللجنة العليا للانتخابات نتائج انتخابات مجلس الشعب 2010 وأعضاء الهيئة البرلمانية يتوجهون إلى مبنى البرلمان لتثبيت عضويتهم البرلمانية .كانت فرصة ليتعرفوا على بعضهم البعض وعلى قاعة مجلسهم.. ولكن الأمر الذى يعرفونه حق المعرفة.. هى أن منصة المجلس تكتمل باختيارهم لمن يعلوها.. ولمست هيئة المكتب من أعضاء الهيئة البرلمانية فى اجتماعات تمت خلال الأيام الأربعة الماضية تأكيدهم أن برلمان مصر لا يعلو منصته إلا سياسى بارع.. وبرلمانى متمرس تشهد له مصر والعالم برفعة القدر .. وقانونى رفيع المستوى له تاريخه ومؤهلاته ومؤلفاته. لذلك فإننا ياسيادة الرئيس.. نعبر عن اختيارهم للدكتور أحمد فتحى سرور رئيسا للمجلس.. واختيارهم للوكيلين.. أولاً: زينب رضوان وكيلاً عن الفئات.. ثانيا: عبد العزيز مصطفى وكيلاً عن العمال. سيادة الرئيس.. جئنا جميعا لنستمع إليك.. فأنت رئيس مصر.. وزعيم كل المصريين.. وفقك الله.. ورعاك.. وحفظك لمصر رئيسا وزعيما.. ودعوات بالتوفيق والنجاح لأعضاء هيئتنا البرلمانية.. لما فيه خير مصر من رقابة وتشريع.