أثار سقوط النواب اعضاء وقيادات لجنة التعليم بمجلس الشعب في الانتخابات التشريعية للمجلس الجديد العديد من التساؤلات حول فشل هؤلاء النواب في التصدي للقضايا التعليمية وكشف الانحراف وتكملة الدور المنوط بوزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي. اكد الخبراء والمتخصصون ان دور لجنة التعليم خلال الفترة الماضية كان هامشيا ولا يتناسب مع قضايا التعليم مثل المناهج الجديدة وتسرب التعليم وتحقيق الجودة ومواجهة العنف في المدارس واحتياج الجامعات الاقليمية للدعم المالي والمعنوي والبشري للقيام بدورها التنويري اضافة الي مشاكل البحث العلمي وضعف التمويل ومعاناة الباحثين واساتذة الجامعات من تدني رواتبهم مما يجلعهم يفضلون الهجرة الي الخارج والبحث عن مصادر دخل بديلة عن عملهم الجامعي مما يعود بأثره السلبي علي العملية التعليمية برمتها. غير متخصصين اكد د.عبد العظيم صبري مدرس المناهج وطرق التدريس بتربية حلوان ضرورة أن يناقش المتخصصون قضايا التعليم حتي تكون المعلومات صحيحة وهو ما كان ينقص الاعضاء السابقين في اللجنة وقيادتها سواء الرئيس او الوكيلين فهم من غير المتخصصين ولا يعلمون الفارق بين التعليم والتعلم واستراتيجيات التدريس وطرق التدريس والانشطة التعليمية والتوصل والتواصل مطالبا باهمية ان تتكون لجان التعليم بمجلس الشعب من فريق من المتخصصين تعطي التقارير للتحدث بصورة علمية صحيحة. اضاف انه من غير المقبول ان يكون عضو مجلس الشعب غير متخصص في التعليم ويتحدث عن التعليم. اوضح د. حسن شحاتة استاذ المناهج بتربية عين شمس انه لابد ان تكون لجنة التعليم لجنة رقابية تثري التعليم بالفكر والرأي وتساعد علي تحقيق مصلحة الشعب وان يتم دعوة قيادات التعليم الجامعي او ما قبل الجامعي الي لجنة التعليم بمجلسي الشعب والشوري للاجابة عن الاسئلة المطروحة من قبل المتخصصين او وسائل الاعلام بالنسبة للقضايا التعليمية. اضاف انه لابد ان تكون هذه اللجان معبرة عن فكر جماعي ورؤي مؤسسية لأن مصر تعيش في دولة مؤسسات وقراراتها هي الاعلي والاهم حتي ان تطوير قضايا التعليم لا يرجع لرأي وزير او وزارة وانما لرأي مجلس الوزراء كمؤسسة مشيرا الي اننا نعيش في فكر ديمقراطي للرأي لا ينحاز الا للطبقة العاملة او الكادحة من اجل صناعة انسان جديد لمجتمع جديد مؤكدا ضرورة وضع القضايا التعليمية لتحقيق المصلحة العامة والعدل الاجتماعي. دور حيوي اشار د.محمد عبدالظاهر الطيب عميد كلية التربية بجامعة طنطا سابقا الي الدور الحيوي الذي تقوم به لجنتا التعليم بمجلسي الشعب والشوري في متابعة التقارير وحل المشكلات. اكد اهمية تفعيل دور هذه اللجان من خلال الفكر الجديد لاحداث التطوير المنشود والحسم فيما يتم التعرض له من مشكلات تعليمية والكشف عن اي انحراف موجود في العملية التعليمية فضلا عن متابعة عمليات التطوير داخل المديريات. مشاكل مهملة تساءل عادل سليمان مدرس لغة عربية بادارة شبين القناطر التعليمية أين دور لجنة التعليم بمجلس الشعب من المناهج الجديدة التي ترهق الطلاب واولياء الامور؟ واين دورها من كادر المعلمين الذي لو لم ينطق به الرئيس مبارك لما سمعنا عنه؟ واين دورها من بحث مشكلة تسرب الطلاب داخل المدارس؟ واين دورها في بحث التوفيق ما بين جودة التعليم ووزارة التربية والتعليم فنحن نعلم ان الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد بمعزل تام عن الوزارة فكيف يتم التلاقي بين الاثنين؟ واين دورها ببحث تفاقم الاعتداءات التي تتم من الطلاب علي المدرسين والعكس؟ فللاسف اذا كان للجنة دور فهو دور واحد عظيم وهو الموافقة برفع الايدي. اضاف اننا لم نسمع عن قرار يخص التربية والتعليم وكان للجنة التعليم بمجلس الشعب دور فيه ولم تحدث اي مشاركة فعالة بين التربويين واعضاء لجنة التعليم من اجل بحث مشاكل التربية والتعليم ووضع خطط لحلها. اشار الي ضرورة ان يكون المسئول عن لجان التعليم التربويين واذا تابعنا تاريخ عمر اللجنة فلن نجد اي تربوي يشغلها وما هي الا مناصب توزع علي الاعضاء كما توزع التورتة علي الاحزاب. الاشراف وقالت الدكتورة عايدة السخاوي استاذة الاعلام بكلية الاداب بجامعة المنصورة إن المطلوب من لجنة التعليم بمجلس الشعب القادم هو الاشراف والمشاركة الحقيقية في احداث تغير ايجابي وشامل في العملية التعليمية في مصر.. موضحة ان المشاكل التي يعاني منها التعليم في مصر معروفة للجميع منذ فترة زمنية كبيرة دون اي نتيجة للحلول التي تقدمها الوزارات المتعاقبة ومصدق عليها من لجنة التعليم في مجلس الشعب... مؤكدة ان مستقبل مصر مهدد اذا لم تتكاتف الجهود لحل مشاكل التعليم والتي يأتي في مقدمتها تدني مستوي التعليم الحكومي امام التعليم الخاص وهو ما يهدد اغلب فئات المجتمع المصري ويزيد الاعباء علي كاهل الاسرة المصرية.. كما طالبت لجنة التعليم بضرورة العمل علي زيادة ميزانية البحث العلمي في مصر التي تعتبر متدنية للغاية اذا ما تمت مقارنتها بالدول المحيطة بنا. وبالنسبة للجامعات اكدت استاذة الاعلام ان لجنة التعليم مطالبة بالتصدي بحلول ايجابية للمشاكل التي تعيق العمل في الجامعات في مقدمتها لجان الترقيات بالجامعات والطرق التي يقيم بها الطلاب اضافة الي ضرورة تطوير نظم التدريس والامتحانات التي لا تزال تعتمد في كثير من الاقسام والشعب علي الحفظ والتلقين.. كما اشارت إلي ان الاستاذ الجامعي يجب ان ياتي ضمن الاجندة الرئيسية للجنة التعليم علي اعتبار انه عماد النظام التعليم الجامعي.. موضحة ان ضعف الرواتب لأساتذة الجامعات وزيادة الضغوط والاعباء المادية عليهم دفع العديد منهم الي البحث عن مصادر للرزق بعيدا عن الجامعة لدرجة اننا لا نجد نموذجا لاساتذتنا العظام في كل كلية سوي نموذج او اثنين. واختتمت الدكتورة عايدة حديثها بمطالبة لجنة التعليم في مجلس الشعب الجديد بالنزول الي ارض الواقع والتخلي عن اسلوب الرقابة الورقية والموافقة علي تمرير القوانين التعليمية دون المشاركة في صنعها والرقابة عليها كما كان يحدث في العديد من الدورات السابقة. الدرجات المالية أما الدكتور مصطفي الجزيري استاذ الاعلام بكلية الآداب بجامعة جنوبالوادي.. فطالب لجنة التعليم بعمل زيارات دورية للجامعات الاقليمية ونقل مشاكها بصورة صادقة للمسئولين والجهات التنفيذية..موضحا ان المطلوب هو زيارات ميدانية تساعد الجامعات علي النهوض بدورها التنويري في المحافظات الاقليمية بدلا من الزيارات الشكلية التي تنتهي بمجاملات ودية لا تضيف للجامعات..