لانها لم تحسم في الماضي ولن تحسم في الحاضر علي نحو يغلق باب النقاش حولها بصفة نهائية. جاء ذلك خلال مؤتمر الوافد والموروث في الثقافة الاسلامية الذي نظمه قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة وشهده د. محمد الخشت المستشار الثقافي للجامعة ود. عصام حمزة وكيل الكلية للتعليم والطلاب ورئيس قسم الفلسفة. اضاف د. زقزوق انه سيظل هناك أنصار متعصبون للموروث وانصار للوافد الثقافي. وقد شهد القرن الماضي مناقشات كثيرة حول هذه القضية تحت عناوين أخري مثل التراث والمعاصرة وغيرها من عناوين خرجت في الاحيان عن النقاش الموضوعي وذهبت الي اتهامات متبادلة بين الفريقين. وحقيقة الامر ان المسلمين في الاعم الاغلب كما قال زقزوق قد تعاملوا مع الوافد الثقافي واستفادوا من انجازاته. وكان أثرا ايجابيا علي تطور الحضارة الاسلامية وليس هناك شك في ذلك وكلما كانت الثقافة في داخل الامة قوية ومتطورة كلما كان انفتاحها علي الوافد الثقافي أمرا طبيعيا لا غضاضة فيه ولاضرر منه أما اذا كانت الثقافة ضعيفة ومتخلفة فانها تكون في العادة منغلقة علي نفسها ومتوجسة من كل جديد وافد. ولا تزال هذه التيارات المنفتحة والمنغلقة قائمة بيننا. بل وفي كل الثقافات بنسب متفاوتة اضاف زقزوق ان عصرنا لم يعد فيه مكان للانعزال حتي لو أردنا. ولا مكان فيه للانغلاق حتي لو حاولنا. فالتيار جارف ولابد لنا ان نتعلم كيف نسبح في هذا الخضم الجارف حتي نصل الي شاطئ الامان دون ان يجرفنا الطوفان. ولاشك ان الموروث الثقافي يشكل احد اهم المقومات الحضارية للامم والشعوب. ولكننا لسنا عبيدا لهذا التراث الموروث ولا متعبدين له وبالتزواج بين الموروث والوافد الثقافي نستطيع ان نتغلب علي الكثير من العقبات التي تعطل مسيرتنا الحضارية.