اعترف "فيليب كرولي" المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بأن المحادثات الأمريكية التي تمت علي أعلي مستوي من أجل إقناع إسرائيل بفرض حظر جديد علي بناء المستوطنات قد باءت بالفشل وبذلك تعثرت المفاوضات المباشرة التي بدأت يوم 2 سبتمبر الماضي. أضاف كرولي أنه بعد بذل جهود كبيرة تأكد لنا أنها لم تؤد إلي الأساس السليم من أجل العمل تجاه الهدف المشترك الخاص بالاتفاق علي إطار العمل. واقترح "كرولي" العودة إلي نوع ما من المفاوضات غير المباشرة. وفي رام الله أعلن "ياسر عبدربه" كبير مساعدي الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" أن التعنت الإسرائيلي أجبر واشنطن علي التخلي عن جهودها الخاصة بتجميد المستوطنات الإسرائيلية وتساءل عن إمكانية مساعدة الولاياتالمتحدة لهم في الحصول علي الاستقلال. أضاف "عبدربه" في حديث لراديو صوت فلسطين أن السياسة الأمريكية تغيرت بسبب التعنت والرفض الإسرائيلي. وحمل "صائب عريقات" كبير المفاوضين الفلسطينيين إسرائيل مسئولية فشل عملية السلام. قال مسئولون أمريكيون إن إسرائيل وافقت علي تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية لكنها رفضت وقف بناء المستوطنات في القدسالشرقية التي تعتبرها جزءا من عاصمتها. وقال "سميث شبيب" العالم السياسي بجامعة بيرزيت في رام الله إن الفشل الأمريكي سيضعف مصداقيتها في المنطقة بين العرب والفلسطينيين. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة إن الرئيس محمود عباس تلقي خلال وجوده في العاصمة اليونانية أثينا رسالة من الجانب الأمريكي تتعلق بالمفاوضات. وأوضح أبوردينة في تصريحات نقلتها صحيفة "الأيام" المحلية أن الرد الفلسطيني علي الرسالة لن يكون قبل التشاور مع القيادة الفلسطينية والمجموعة العربية. وبين أنه علي ضوء ذلك أجري عباس اتصالا هاتفيا مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي بحثا خلاله الرد الأمريكي والتحرك الذي ستقوم به الجامعة العربية في هذا الاتجاه. من جهته. كشف مسئول فلسطيني لوكالة الأنباء الألمانية "د. ب. أ" أن الرسالة الأمريكية تضمنت الدعوة لإرسال مبعوث فلسطيني منفرد إلي واشنطن للتباحث حول عملية السلام خلال الأيام المقبلة. وذكر المسئول أنه من الواضح أن هذا التحرك الأمريكي يأتي عقب "الفشل" في مساعي إقناع إسرائيل بوقف البناء الاستيطاني لفترة محدودة من أجل استئناف محادثات السلام. أوضح أن الموقف الراهن "يستدعي من قبل القيادة الفلسطينية إجراء دراسة حول خيارات المرحلة المقبلة وبحث هذا الأمر من جوانبه المختلفة مع الأشقاء العرب قبل إجراء أي مشاورات ثنائية مع واشنطن". وشدد علي التمسك بشرط وقف الاستيطان بشكل كامل كضرورة لاستئناف المفاوضات وأن هذا الموقف الفلسطيني "لن يتغير". وعلق الفلسطينيون مشاركتهم في محادثات السلام المباشر مطلع أول أكتوبر الماضي بعد أربعة أسابيع من انطلاقها برعاية أمريكية وذلك بسبب الخلاف علي البناء الاستيطاني الإسرائيلي.