انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة حمل تلاميذ المدارس لتليفوناتهم المحمولة الي الفصول بالمدارس وأثناء اليوم الدراسي ولم يقتصر ذلك علي الأجهزة ذات التقنيات البسيطة التي تسمح بالمكالمة التليفونية فقط لمتابعة الأطفال بل امتدت لأحدث الموديلات مما جعله سلاحا ذا حدين يثير العديد من التساولات فمن ناحية يعتبره الوالدان وسيلة للتشجيع علي الدراسة والمتابعة والمراقبة والتواصل الأسري خلال اليوم الدراسي بينما يرفضه خبراء التعليم وعلماء النفس لأنه يعطل العملية التعليمية ويفسد أخلاق النشء الصغير فضلا عن تحول الصغار لهدف سهل للصوص كما حدث مع تلميذ الابتدائي بمصر القديمة الذي تعرض للقتل ذبحا لسرقة محمول لا يتجاوز ثمنه 150جنيها. بينما استخدم المحمول في تصوير هتك عرض تلميذ الصف الأول الاعدادي من قبل زملائه بالصف الثالث الاعدادي بمدرسة مصر الجديدة الاعدادية بعد تداول الأفلام المخلة عبر الموبايلات لفترة طويلة. في البداية يقول محمد عبدالفتاح ولي أمر لتلميذتين 10 و6 سنوات كلتيهما يحمل جهازا محمولا أصبح من الضروري جدا وجوده مع ابنائي فقد حدث ذات مرة ان ابنتي لم تستطع اللحاق بباص المدرسة في مواعيد الانصراف فقامت بالاتصال بي وعلي الفور توجهت اليها وخلال الطريق كنت اقوم بالاتصال بها للاطمئنان عليها وتهدئتها بعد أن انتابها الخوف الشديد خاصة بعد ان وجدت نفسها وحدها. تضيف هدي عبدالحميد: لدي ابنة في سن المراهقة ووجود المحمول معها مهم لي حيث أقوم بمتابعتها خطوة بخطوة منذ خروجها من المدرسة وحتي وصولها إلي المنزل وكذلك عند ذهابها إلي الدروس الخصوصية وفي كثير من الأحيان أشعر انه في غاية الأهمية بعدما نسمعه من حوادث للسرقات والاغتصاب وإذا كنا نشكو من غياب دور الأسرة في الرقابة علي ابنائهم فأعتقد ان المحمول خير رقيب. ويتفق مع هذا الرأي د. حسن شحاتة الخبير التربوي واستاذ علم المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس من ان رقابة الآباء علي محتوي المحمول شيء مهم وأساسي وتدريب التلاميذ علي استخدام المحمول اصبح من اساسيات الحياة ويساعد علي دعم الروح الأسرية بين التلاميذ وزيادة المعلومات والخبرات لأنه أداة لمراقبة من جهة ومظهر من مظاهر التكنولوجيا من جهة أخري كما يعتبر أداة لتنوع الأفكار وتحرر العقل من الجمود الفكري بالإضافة إلي كونه وسيلة لتوفير وقت المواصلات في ظل سرعة ايقاع الحياة. ويؤكد أهمية دور المدرسة في صقل الفكر بين التلاميذ وصناعة العقل المفكر كما أكد ضرورة التنسيق بين كافة أضلاع المثلث الذهبي للرقابة علي محتويات المحمول وهي المدرسة والمنزل ووسائل الاعلام وذلك من خلال تكثيف الارشادات والتحذيرات التي تساعد علي الاستخدام الآمن للمحمول من قبل الصغار فنحن في حاجة إلي تدعيم قيم الولاء والانتماء للوطن والتواصل مع المجتمع والأمة العربية بل والعالم. ضرر للعملية التعليمية وعلي الجانب الآخر يري البعض ان المحمول يضر بالتلاميذ والعملية التعليمية. تقول سمر عبدالحميد.. هل استطعنا توفير متطلبات الأبناء المدرسية من مصاريف تصل إلي آلاف الجنيهات بخلاف الكتب الخارجية والمستلزمات المدرسية التي اصبحت بعض المدارس تغالي فيها حتي نشتري لهم محمولا ونرهن أنفسنا بميزانية جديدة بالإضافة إلي أن الأطفال في هذه السن يكونوا في غاية الاهمال فهم لا يستطيعون الحفاظ علي أدواتهم فهل سيحافظون علي المحمول اضافة إلي انه سيشعل الغيرة بين التلاميذ وتزداد نسبة العنف داخل المدارس. ويستنكر حمدي محمود فراج بشدة وجود المحمول في ايدي طلبة المدارس من الجنسين ففي السن الصغيرة يمثل خطورة علي أذهانهم من الناحية الطبية والعقلية وقد رأينا في الآونة الأخيرة انتشاره في ايدي الطلبة المراهقين بأحدث التقنيات ويقومون بتصوير بعضهم البعض ويتداولون المواد المخلة من رسائل وصور فاضحة وأفلام في بعض الأحيان. فهل يذهبون الي المدرسة للتعلم أم لتبادل تلك المواد المخلة؟ ممنوع بقرار وزاري ويؤكد عبدالفتاح جادو وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالقاهرة ان استخدام المحمول داخل الفصول ممنوع بقرار وزاري نظرا لما يحدثه من تشتيت للأذهان وتضييع الوقت بخلاف ضرره الصحي من الذبذبات والضرر المعنوي لمن لا يمتلك المحمول مقارنة بأصدقائه علاوة علي ان المدرسة يجب أن يتوفر فيها أجواء تساعد علي الاستيعاب وعدم التشويش من خلال نغمات المحمول والأصوات المزعجة ويمكن المتابعة المنزلية للأطفال أثناء اليوم الدراسي عن طريق الاتصال بإدارة المدرسة كما تعودنا قبل اختراع المحمول. وتتفق معه د. نادية رضوان استاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس حيث تري اننا نقتبس من الخارج تكنولوجيا ونسيء استخدامها وذلك من خلال تقسيم الأوقات فوقت العمل للعمل فقط دون منازع أو تشويش..فلو تخيلنا ان 20 طفلا يحملون المحمول داخل الفصل وتم تشغيلهم خلال وقت الحصص الدراسية فإننا نهدر أضعاف الوقت المخصص للدراسة. ويحذر د. السيد المر استاذ المخ والأعصاب بجامعة الأزهر من ان خلايا المخ قبل البلوغ تكون أكثر تعرضا لخطر الذبذبات الكهرومغناطيسية المنبعثة من المحمول ومن الأصح أن يقتصر استخدام أطفالنا للمحمول لبضعة دقائق يوميا وان الافراط في استخدام تلك الأجهزة له تأثير خطير علي المدي البعيد.