ارتبك الفكر واهتز القلم فانشرح وجدان السماء الصافية لتتساقط من فؤاده عناقيد ياقوت ولؤلؤ ومرجان ليرصع هامة المشاعر والأحاسيس والأذهان ليعود نبض القلم ليسطر أروع وأرق معدن نفيس مفعم بنسايم عبير مرهف ويزخرف بكلامه الأركان الراسخة والثابتة بأسس وعمدان محبة فى الواقع وفى الأذهان على مر الأزمان وحدة الوطن الممثلة فى الهلال والصليب فنحن فى تلك الآونة والأثناء والفترات القريبة منها والمتباعدة على حلقات تحلق فى الأفق وفى عنان السماء الصافية المصرية وكذلك المونديالية سحابة صيف ما تلبث أن تغرب وتنزوى وترحل بلا رجعة منكسرة بحسرة وبخيبة أمل مخجلة بعدما تصطدم بقوة حائط صد منيع وهو درع الهلال والصليب وذلك ما يؤكد عليه ويطالب به ويشير إليه دوما وعلى الدوام الرئيس محمد حسنى مبارك فى جميع المناسبات والخطابات واللقاءات الداخلية والخارجية وستظل مصر الأزهر حصنا حصينا للإسلام ورمزا لاعتداله ووسطيته وسماحته تمضى فى طريقها نحو المستقبل حافظة وحدة أبنائها من مسلمين وأقباط موقنة أن الدين لله والوطن للجميع واعية لمخاطر خلط الدين بالسياسة راعية المبادئ وما ترسيه لكافة أبنائها من حقوق وواجبات وليس أدل من ذلك أيضا فى ذلك الاطار فى قضية مونديالية الكل اعتبرها قضية كافة الأديان والكتب السماوية القرآن والانجيل والتوراة وهى دعوة القس المغمور ((تيرى جونز)) وذلك بمناسبة مرور 9 سنوات على حادثة برجى التجارة العالمي ووفاة 3000 شخص ومن بينهم 60 مسلما، فما أحدثته تلك الدعوة الموتورة والمخبولة وغير المسئولة ،فعلى الرغم من إلغائها نهائيا إلا أنها مازالت تضخ تبعاتها الكره والحقد بين كافة أطياف البشرية فهى ايقظت وألهبت وأشاعت الأحزان والبلبلة فى العديد من الأوطان ((الهند واندونيسيا وباكستان والعراق)) بسبب بعض التجاوزات من قلة متعصبة حرقت بعض صفحات القرآن الكريم ،ولكن يجب أن نتوقف جميعا محليا وعالميا كيف كانت الوقفة الصلبة والقوية الرافضة لتلك الفعلة بعدما أجبره العالم أجمع على التراجع والمطالبة بالتوبة والغفران وذلك لثقل مليار ونصف المليار مسلم كقوة لا يستهان بها بشريا وماديا وتجاريا والأهم والأحرى وأد نار الفتنة عند بزوغها أو فى مهدها سواء محليا أو عالميا بسماحة وسلاسة كما تعلمنا إسلاميا وتلك السماحة متواجدة فى كافة الأديان فمصر دائما تشتهر بوحدة وصلابة ورسوخ نسيج هذا الوطن الآمن والمطمئن التى تضيئه وتنيره وتغلفه قناديل متوهجة ربانية ولا تتداخل فيها أى عوامل بشرية فمن الجوانب الإيجابية لتلك الأزمة مما يزهو بالسرور والسعادة والانشراح للفؤاد كيف كان رفض المسيحيين ممثلين فى قداسة البابا شنودة وكل قساوسة مصر والأخوة المسيحيين الرافضين لتلك الفعلة بل طالبوا هذا القس المغمور بالتوبة والغفران وهو ليس له أتباع إلا 31 شخصاً وتلك الوقفة كانت كذلك فى سنة 2006 عند نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم والنبى الأمى وخاتم الأنبياء والرسل والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم فدائما السماحة المصرية تحلق بلا حدود وسنقتطف منها دعوة نبيلة كريمة وهي لانشاء مسجد باسم السيدة مريم العذراء وهى تعنى العابدة والزاهدة.. وتلك الدعوة التى لاقت توا وفى الحال الترحيب من الكنائس المصرية الثلاث الأرثوذكثية والانجيلية والكاثوليكية وتلك المبادرة للمستشار عدلى حسين ترسخ ثقافة المحبة وتنمية قبول الآخر بين أبناء الشعب الواحد، فنحن لا نغمض اعيننا وفكرنا وعاطفتنا عن بعض المشكلات التى تظهر على فترات محليا تحتاج دائما إلى حسن التصرف والتمهل والتروى والتريث ويجب أن نكون منصفين ولسنا متحاملين لطرف على حساب الطرف الآخر فلسنا كأناس عاميين يمكن أن نكون متماثلين مع أى جهة فقهية يمكنهم أن يقتربوا بما هو أعلى وأقدر وأعلم فى الأمور الفقهية فلم لا نأخذ القدوة الفعلية الإسلامية كما فعلته المملكة العربية السعودية التى قصرت الافتاء والفقه على العلماء ورجال الدين المتخصصين لأنها مسئولية كبيرة وعميقة وذات جلالة وشأن نظرا للإسهاب فى إنشاء القنوات الفضائية على الرغم من التقنين ويوضع عليها عبء المسئولية والإثباتات كثيرة أفلم نع وندرك قول الحبيب إنه من أذى ذميا فقد أذانى وأنا خصيمه يوم القيامة والويل لمن كنت خصيمه.. أفلم ننظر إلى الشهامة المصرية والمحبة التى تجلت فى انقاذ الفتيات المسيحيات من الغرق ؟أفلم نسمع ونقرأ أن قرية بأكملها بالمنصورة تخرج عن بكرة أبيها لانقاذ أتوبيس سقط فى المياه برحلة تضم 40 فردا تنظمها الكنيسة فتلك هى السماحة الواجبة والعديد من الأمثلة أفلم يمتزج الدم لأبناء هذا الوطن فى كافة الحروب لعدو يريد الفرقة بين المسلمين والمسيحيين فى شتى بقاع الأرض ليظل الأقوى فى المنطقة ولكن ذلك كابوس لن يتغير بسهولة ليس اليوم ولا الأمس ولا غدا فربما على الأمد البعيد فحرية العقيدة موجودة فى كافة الأوطان فما بالنا بمصر والتى هى أرض السماحة والأديان والتى لا تفرق بين أبنائها فهى دائما أمانة فى عنق المسلمين والمسيحيين ودائما وأبدا تسود السماحة والمحبة ويقوى البنيان الذي سيظل راسخا فى الواقع والشعور والوجدان فالشهامة جزء لا يتجزأ من الشخصية المصرية فحينما تناديها وتستدعيها وتطلبها فى السلم والحرب فى مواجهة أعداء الوطن فورا وتوا وفى الحال تلاقيها فنحن ماضون وعازمون ومؤمنون كمسلمين ومسيحيين أن هذا البلد مثل الأرض والعرض والولد لا يمكن أن يجرؤ أحد أو كائن من كان أن يلعب بمشاعر الوحدة الوطنية فلا يسترسل الخيال فى أن نغرس فى النفوس أن هناك أكثرية وأقلية فنحن ذوو عقل ورزانة ومحبة إلهية فلننظر ماذا يحدث بين الأخ وأخيه والابن وأبيه والزوج والزوجة من حوادث عنف من ذوى الديانة الواحدة حتى إن هناك أناسا شتتت وهذبت وهلوست عقولهم حتى إنهم لم يراعوا حرمة دور العبادة ويأخذون ثأرهم بأيديهم دون أدنى مراعاة للحرمات فالمساجد والكنائس والمعابد هى بيوت الله والأماكن المقدسة التى تحتاج منا جميعا معرفة القيمة الحقيقية للعلاقة بين العبد وربه. ان مصر جسد واحد لا يتجزأ لأن الوحدة الوطنية خط أحمر ولا يمكن المساس أو الاقتراب منه.