من جديد عادت الولاياتالمتحدةالأمريكية وأذنابها يسعون إلي تكريس مفاهيم جديدة للحرية بما يخدم طموحهم فقط في استغلال ثروات الشعوب والقضاء علي وحدتها وتماسكها أو سعيا لبث مفاهيم الانحلال الأخلاقي. مقدمة الانهيار الشامل في العقائد الدينية. لنصل إلي بيت القصيد. وهو القضاء علي الإسلام بلا رجعة. ليصبح في متاحف التاريخ بعدما كان ملء السمع والبصر. فمؤخرا أعلنت الخارجية الأمريكية علي لسان متحدثها نقدها لمستوي الحريات المصرية في تعاملاتها مع الأقليات الدينية وضربت المثل بالبهائيين والقاديانيين. وغيرهم من أصحاب الفكر الشاذ. وخرجت في ذات التوقيت السيئ المخرجة إيناس الدغيدي تعلن سعيها لكسب قضية الموافقة البرلمانية علي الترخيص لبيوت الدعارة. لمواجهة الكبت الجنسي لدي الشباب بما يساعد علي العمل والإنجاز. وعدم تضييع الوقت بحثا عن إرضاء النفس بالشهوات. علماء الدين شرحوا معاني ومفاهيم الحرية الحقيقية في الإسلام. منددين بالرغبة الأمريكية التدخل في الشئون الداخلية للدول تحت ستار الحجرية الذي أثبت الواقع أنه مخروق. يعمل لتحقيق أهداف إسرائيل. المفكر الإسلامي د. عبد الحليم عويس قال : قرر الإسلام الحرية للإنسان وجعلها حقا من حقوقه واتخذ حرية الفرد دعامة لجميع ما شرعه للناس من عقائد ونظم ولم يقيد حرية احد إلا فيما يخص الصالح العام واحترام الآخرين بعدم التدخل في شئونهم وإلحاق الضرر بهم. لا في أعراضهم ولا في أموالهم ولا في أخلاقهم ولا في أديانهم ومقدساتهم وغير ذلك. فإقرار مفهوم الحرية من المنظور الإسلامي يتحقق من خلال الحقوق والواجبات باعتبارهما وجهين لعملة واحدة. في جميع مناحي الحياة المدنية والدينية والتفكير والتعبير. والسياسة والحكم. فالإسلام يري أن إنسانية الإنسان هي رهن حريته إذ لا يمكن أن تتحقق إنسانيته بدون حريته فتحكم الآخرين وتدخلهم في شئون حياته فيه إلغاء لخصائصه. وبذلك العرض البسيط لمعاني الحرية في الإسلام يتبين مناهضة الفكر الإسلامي لما تسعي إليه أمريكا من وضع قدمها الملوثة بالدماء في الشئون الداخلية للدول الإسلامية واحدة تلو الأخري. فإذا كانت لدينا مشكلات فنحن أولي الناس بحلها. وإذا كان أرادتنا تقتصر علي التدخل الخارجي فلا شك أن علاقاتنا بالإسلام تكون مبتورة. فقد أمرنا المولي تعالي بالأمر بالمعروف ومقاومة المنكر بكافة الوسائل التي تردعه. ولم يأتي من ضمنها الاستعانة بالخارج. فلو كانت الولاياتالمتحدة مخلصة في رغباتها تحقيق الحرية والعدالة لما أقدمت علي بسط العنصرية في أفغانستان. والعراق. وسعت للقضاء علي وحدة السودان. بالفصل بين الجنوب والشمال. واليمن علي المحك. أضاف: أن أمريكا تهدف للقضاء علي الوجود المصري وإثارة نزعات التغريب بين أبنائه لتفكيك محورية الدولة المصرية في منطقة الشرق الأوسط. ونزع هيبتها بين الدول الإسلامية. العائد لوجود الأزهر الشريف داخل جغرافيتها. وأمريكا لا تسعي في هذا المجال وحدها وإنما لديها بعض الأذناب الذين يخدمون أفكارها. مثل تلك المخرجة الداعية إلي ترخيص البغاء والفحش. رغم تحذير المولي تعالي للناس من انتشار تلك الأوبئة بينهم حتي لا يعمهم بالبلاء والأوبئة التي لم تظهر في أسلافهم. فلم يسمع أحد قديما عن الإيدز أو السرطان أو الفشل الكلوي وأنفلونزا الطيور والخنازير. وما ذلك سوي إشارات علي الطريق وعن الحل في مكافحة ذلك التدخل الأمريكي في شئون دولنا وشعوبنا يوضح د. عويس أنه يكمن في إعادة التربية السليمة لأفكارنا السياسية. وفتح قنوات للحوار المباشر فالمنطق يقضي بان ابنك ما لم تسمعه فسيبحث عن غيرك يفضي له بهمومه. وهذا يستلزم تدريب المسئولين علي طرق حديثة للقيادة لا تقف عند أبواب مكاتبهم بل تتعداها إلي رجل الشارع لمعرفة شكواه. فوسائل الاتصال الحديثة أتاحت الوصول إلي نهاية العالم بالمشاكل الخطأ منها والصواب. والأعداء ينتظرون حصر الادعاءات لاستخدامها ذريعة تهديد وتهذيب أفكار العاملين في سائل الإعلام بشرح وسائل الاستهداف الخارجي لمجتمعاتنا رغبة في تعميم الفوضي الخلاقة كما رغب الأمريكان في تغليفها بذلك الغطاء الزجاجي. سعيا منهم للقضاء علي أمن المجتمع واستقراره وسلامته. فالحرية لا تعني الفوضي وارتكاب الموبقات والمنكرات واستباحة محارم الله والانغماس في الشهوات المحرمة باسم الحرية. وهذا ليس معناه أن الإسلام يناهض الحرية فالمبدأ الأول لدخول الإسلام هو التصديق بأحكامه والإيمان بشرائعه لا يقبلها المولي سبحانه وتعالي بدون اعتقاد صحيح ناتج عن اقتناع كامل وتصديق ثابت. فلا قيمة لعقيدة تأتي نتيجة القهر والتسلط وطالما تزول أسباب القهر تنتهي وتزول العقيدة. فالإسلام يتيح الفرصة المتكافئة للناس لينظروا ويختاروا. فلا يجرهم علي شيء لا يرغبونه ولم يحدث في تاريخ الإسلام أن أكره أحدا أو اجبر قوما علي اعتناق الدين. د. إبراهيم عبد الشافي الأستاذ بجامعة الأزهر قال : إن حرية التعبير من أعظم الحريات التي كفلها الإسلام للإنسان وهي من نعم الله تعالي عليه حيث جعله بهذه النعمة معبرا عن نفسه مبينا عما يدور في فكره وخلده ومنحه القدرة العقلية علي تصور ما يدور حوله ثم الحكم عليه بما يصل له من خبراته وتجاربه. باعتبار ذلك حقاً فطرياً ورد النص عليه في الكتاب والسنة فالرسول صلي الله عليه وسلم : " من رأي منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان فلا يستطيع أحد أن ينكر حرية التعبير التي تراعي حقوق الآخرين وتحترم الأديان والمقدسات واحترام الأديان والمقدسات. واحترام حقوق الآخرين. قال احد المسلمين لعمر بن الخطاب رضي الله عنه اتق الله. فلام بعض الحاضرين قائلها. فقال عمر: لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نقبلها وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم فنصيحة أئمة المسلمين وعامة المسلمين هي: حرية التعبير بعينها. وربي الرسول صلي الله عليه وسلم أصحابه علي حرية التعبير فيقول لهم في كثير من الأمور: أشيروا إلي أيها الناس مما جعل حرية التعبير أفضل الجهاد. قال صلي الله عليه وسلم: أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر وأقر الإسلام احترام الأديان والمقدسات قال تعالي: ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب. أضاف: أن الإسلام عندما اقر مبادئ الحرية الشاملة في التعبير حددها بعد مخالفة النظام العام والآداب فالذين يتحدثون عن البهائية والقاديانية لم يراعوا أن في ذلك شذوذاً عن نظام الدولة الإسلامي وآدابها في احترام دين الأغلبية. ولا يمكن الركون إلي مسمي الحكم القضائي الذي حصلت عليه البهائية بإثباتها في خانة الديانة باعتبار ذلك دليل شرعيتها. فالحكم عنوان الحقيقة ما لم يكن قابلا للنقض. وهذا ما يصدق علي الحكم القضائي بإباحة الزواج الثاني للأقباط. ولكن الكنيسة لم ترض به من منطق مخالفته الآداب العامة الواردة في الإنجيل. وليس اعتراضا علي الحكم القضائي الذي يمثل عنوان الحقيقة وفق الثابت من الوقائع المعروضة. وبالتالي عندما تتمسح الخارجية الأمريكية بقلة ممن لهم حاجة في أنفسهم لإثارة الذعر بين جموع المصريين واعتبار عدم ممارستهم لطقوسهم المخالفة لأصول الدين الصحيح بمثابة التضييق علي ممارسة الحريات. تماما مثلما فعلت في أفغانستان والسودان والعراق واليمن. ولم تحاول الخارجية الأمريكية أن تجيب عن السؤال الصعب حول التضييق علي المساجد في الغرب والسبب الدين. وتدنيس القرآن. والإساءة لرسول الله ومنع الصلاة في مجال العمل ألا يعتبر ذلك من وجهة نظرهم تضييقاً علي الحريات. فلا شك أن أمريكا لا يعنيها من قريب أو بعيد حريات دول الشرق الأوسط العربية والإسلامية من قريب أو بعيد. وإنما شغلها الشاغل تأمين ذراعها الإسرائيلي في الشرق الأوسط ليمارس مهام العربدة داخل المجتمع الفلسطيني الأعزل كما نشاء. فكلما رأت إسرائيل تكاتفا عربيا وإسلاميا لمساعدة الشعب الفلسطيني النهوض من كبوته إلا سارعت بتحريك أمريكا لشغل الشعوب بتوافه القضايا والتهديد بسلاح المساعدات والمحاصرة الاقتصادية وغير ذلك من الأكاذيب المفضوحة ولم تضع تلك الدول في مخيلتها حق الخصوصية الثقافية للمجتمعات والدول والتي لا يمكن لأي عاقل تجاهلها ولا تجاوزها.