وفد مجلس الكنائس العالمي يشكر السيسي على جهود مصر في الأزمة السودانية    البابا تواضروس فى حوار خاص.. الكنيسة لا تعمل بالسياسة    وزارة الإسكان تفوز بجائزة الإمارات للطاقة عن مشروع معالجة الحمأة بالإسكندرية    وزيرة التنمية المحلية تبحث مع وفد من مقاطعة سيتشوان الصينية مجالات التعاون    محافظ الفيوم يتفقد سير العمل بالمركز التكنولوجي بطامية    رئيسة وزراء اليابان الجديدة تقدم هدية فريدة لترامب    زلزال سينديرجي يعيد للأذهان كارثة كهرمان مرعش في تركيا.. تفاصيل    وزيرة الاقتصاد الألمانية: هياكلنا الحالية لم تعد تؤهلنا للمنافسة    انتخابات الأهلي – عبد الحفيظ: سنعمل وفقا لمصلحة النادي لأنه صاحب الفضل علينا    المشدد 10 سنوات لطالب وعاطل للاتجار بالمخدرات في القليوبية    حبس 4 طلاب ضربوا زميلهم حتى الموت بالشرقية    مكتبة الإسكندرية تحتفي بافتتاح المتحف المصري الكبير مع الجمهور    مدرسة متفردة للإبداع .. ومنبر عالٍ للحرية    فوزي إبراهيم بعد حلقة الحاجة نبيلة مع عمرو أديب: «المؤلفون والملحنون شاربين المر ومحدش بيذكر أسماءهم»    لتجنب احتقان الأنف والحرارة.. أطعمة ومشروبات منزلية تقاوم البرد والإنفلونزا    قوافل جامعة قناة السويس تتوجه إلى قرية أم عزام لتقديم خدمات طبية    قبل العرض الرسمي.. إليسا تطلق أغنية «السلم والتعبان – لعب العيال»    الفجر بالإسكندرية 5.45.. جدول مواقيت الصلاة في مدن الجمهورية غدًا الأربعاء 29 أكتوبر 2025    كييف تعلن إسقاط 26 طائرة مسيرة روسية خلال الليل    مدبولي: تجهيز شاشات عرض بالمحافظات لمتابعة فعاليات افتتاح المتحف المصري الكبير    محمد قناوي يكتب: «السادة الأفاضل».. سينما تفضح نفاق المجتمع بابتسامة ساخرة    شوبير يكشف حقيقة العرض الليبي لضم أشرف داري من الأهلي    الطائفة الإنجيلية: التعاون بين المؤسسات الدينية والمدنية يعكس حضارة مصر    رابطة الأندية: لا تأجيل لمباراتي بيراميدز.. وطولان لم يقدم برنامج إعداد المنتخب الثاني    وزيرة التخطيط: تهيئة بيئة الاستثمار لتوسيع نطاق مشاركة القطاع الخاص    بدء إضافة المواليد على بطاقة التموين 2025 عبر استمارة تحديث البيانات الجديدة    الداخلية تعلن البدء فى إجراء قرعة الحج بعدد من مديريات الأمن بالمحافظات    صانع محتوى يدّعى تعرضه للسرقة لزيادة المشاهدات.. والأمن يكشف الحقيقة    حملات أمنية مكبرة بكافة قطاعات العاصمة.. صور    جهود لبنانية - أمريكية لحصر السلاح بيد الدولة.. وحزب الله يرفض التسليم    الرئيس السيسى يثنى على الخدمات المُقدمة من جانب صندوق تكريم الشهداء    ضمن «صحح مفاهيمك».. واعظات «الأوقاف» يقدمن لقاءات توعوية لمكافحة العنف ضد الأطفال بشمال سيناء    لتعزيز الصدارة.. موعد مباراة نابولي ضد ليتشي والقناة الناقلة    افتتاح المتحف المصري الكبير 2025.. مصر تبهر العالم في أضخم حدث ثقافي بالقرن الحادي والعشرين    من قلب الأقصر.. «مدينة الشمس» تستعد لاحتفال أسطوري بافتتاح المتحف المصري الكبير| فيديو    الإفتاء توضح الحكم الشرعي لتقنية الميكرو بليدينج لتجميل الحواجب    موعد مباراة أتالانتا وميلان في الدوري الإيطالي    حسم موقف آدم كايد من مباراة الزمالك والبنك الأهلي    مقتل ثلاثة أشخاص في جامايكا أثناء الاستعدادات لوصول إعصار ميليسا    جراجات مجانية لأعضاء النادي في انتخابات الأهلي    محافظ أسيوط يستقبل الرحلة الجوية المنتظمة بين القاهرة وأسيوط دعما لمنظومة النقل والتنمية بالصعيد    عشرات شاحنات المساعدات تغادر رفح البري متجهة إلى غزة عبر كرم أبو سالم    رئيس جامعة سوهاج يعلن تكليف 1113 أخصائي تمريض لدعم المستشفيات الجامعية    الشبكة هدية أم مهر؟.. حكم النقض ينهى سنوات من النزاع بين الخطاب    دراسة: زيارة المعارض الفنية تُحسن الصحة النفسية    ب«الشيكولاتة والعسل والتوت».. طريقة عمل ال«بان كيك» أمريكي خطوة بخطوة    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 2026 ومكانته العظيمة في الإسلام    اتصال هاتفي بين وزير الخارجية ومستشار الرئيس الأمريكي لبحث تطورات الأوضاع في السودان وليبيا    غيران ولا عادي.. 5 أبراج الأكثر غيرة على الإطلاق و«الدلو» بيهرب    ضبط 3 أطنان دقيق في حملات مكثفة لمواجهة التلاعب بأسعار الخبز الحر والمدعم    استعدادات مكثفة لمتابعة جاهزية المراكز الانتخابية قبل انطلاق انتخابات النواب بقنا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 28-10-2025 في محافظة الأقصر    ضبط (100) ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    14 شاشة لمشاهدة احتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير بأسوان    ميسي يكشف عن موقفه من المشاركة في كأس العالم 2026    الباعة الجائلون بعد افتتاح سوق العتبة: "مكناش نحلم بحاجة زي كده"    استقرار اسعار الفاكهه اليوم الثلاثاء 28اكتوبر 2025 فى المنيا    خالد الجندي: في الطلاق رأيان.. اختر ما يريحك وما ضيّق الله على أحد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القتله
"الإخوان" .. تاريخ من العنف والدماء
نشر في الجمهورية يوم 21 - 06 - 2019

التاريخ البعيد والذي يعود للعشرينات من القرن الماضي يشير بأصابع الريبة والاتهام لهذه الجماعة التي تكونت في حضن الاحتلال البريطاني وبدعم مادي منه وتدثرت برداء الدين لتقوص أركان الدولة تنفيذاً لمخططات جهنمية تقف وراءها أجهزة مخابرات عالمية لها مصالح في المنطقة العربية وتريدها ألا تقع أو تقف.
الاغتيالات والتفجيرات كانت السلاح الذي لعب به تنظيمها السري عبر مسميات مختلفة بداية بإغتيال الرموز ثم مؤسسات الجيش والشرطة بإعتبار أنها ركيزة الدولة وفي الطريق عشرات التفجيرات التي يموت فيها الابرياء اشاعة للفوضي وقضاء علي الامان واضعاف الدولة اقتصاديا وسياحياً.
قرن من الزمان سفكت فيه دماء كثيرة دفعها الشعب المصري راضيا من أجل مصر وحتي لاتدنسها جماعة إرهابية لايهمها العرض أو الوطن وقد كادت أن تمحوه للأبد حين تولت حكم البلاد في غفله من الزمن إلا أن ذلك لم يدوم ولن يعود .. فالوطن دوئه الدم وهم ليسوا منه.
1050عملية إرهابية ضد الجيش والشرطة في 6 سنوات
كشفت جماعة الإخوان عن وجهها القبيح بعد ثورة 30 يونيو وخاصة بعد فض رابعة وعزل مرسي حيث قامت بأعمال عنف وحرق وتفجير وعمليات اغتيال وهجوم علي قوات الشرطة والجيش ووفقا لدراسة أحد الباحثين المتخصصين في شئون الإرهاب تم تقسيم الفترة ما بين عام 2011 وعام 2017 إلي أربع مراحل بداية من فترة حكم المجلس الأعلي للقوات المسلحة المصرية عام 2011 حيث شهدت هذه المرحلة عمليات إرهابية عدة تمركزت في شمال سيناء ويمكن تحديد مساراتها إلي مستويين عمليات إرهابية منفردة حيث قامت بعض الجماعات السلفية الجهادية بسيناء ب 15 عملية إرهابية علي نمط ما يسمي "الذئاب المنفردة" تركزت علي تفجير خطوط الغاز بسيناء "خط الغاز المصري الأردني" والمستوي الثاني أخذ منحي جديدا بعد توحيد العناصر المتطرفة عملها بسيناء تحت راية تنظيمية واحدة وتصاعدت حدة العنف حتي وصلت إلي "19" عملية كبري وكانت عملية 29 يوليو 2011 شرارة البداية وأسفرت عن مقتل خمسة من بينهم ضابط بالقوات المسلحة المصرية ثم توالت العمليات الإرهابية بقوة بالهجوم علي فندق طابا في 10 يناير 2012 والاستيلاء علي سيارة لقوات الأمن المركزي ومقتل بعض القوات بمنطقة الحسنة بوسط سيناء في 24 مارس 2012 وانتهت فترة حكم المجلس الأعلي للقوات المسلحة بهجوم العناصر الإرهابية علي نقطة أمنية بمنطقة فيران بجنوب سيناء وأسفرت عن مقتل مجندين.
وشهدت المرحلة الثانية بعد تولي محمد مرسي مقاليد الحكم في الفترة من 30 يونيو 2012 حتي 3 يوليو 2013 عدة عمليات إرهابية بلغت 11 عملية و22 قتيلا من قوات الأمن المصرية في سيناء خلال عام وكانت الأكثر عنفاً حيث بدأت بمقتل 16 ضابطا وجنديا مصريا من قوات الشرطة بمنطقة رفح في 5 أغسطس 2012 تلك العملية التي تعتبر نقطة تحول في المشهد السياسي والأمني المصري ففي أعقاب تلك العملية ألغي الإعلان الدستوري الصادر في 17 يونيو 2012 والذي يعطي الحق للمجلس الأعلي للقوات المسلحة في مناقشة الموازنة العسكرية وحق الاعتراض علي بعض بنود الدستور المقترحة وأعقبه إجراء تعديلات عسكرية بخروج المشير طنطاوي وزير الدفاع والفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة وبعض القيادات العسكرية والأمنية من الخدمة وتولي المشير عبدالفتاح السيسي منصب وزير الدفاع.
أما المرحلة الانتقالية الثانية بعد تولي الرئيس عدلي منصور الحكم 4 يوليو /2013 حتي 7 يونيو 2014 شهدت هذه المرحلة في أعقاب ثورة 30 يونيو وعزل محمد مرسي تصاعد معدلات العمليات الإرهابية واتساع رقعتها لتخرج من حيز سيناء لتنتقل للعمق المصري في الوادي والدلتا . مع قوتها وتنوع مستهدفاتها . وتزايد معدلات العنف تجاه الكنائس المصرية وصلت إلي نحو "222" عملية جاءت العملية الإرهابية الأكبر من حيث عدد الضحايا بمقتل 25 ضابطا وجنديا في 19 أغسطس 2013 والتي عرفت بمذبحة رفح الثانية.
ومع تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم في 8 يونيو 2014 وحتي 25 يناير 2017 كانت 1003 عملية هي مجمل العمليات الإرهابية التي وقعت خلال المرحلة الدستورية الثانية في تلك الفترة واتسمت تلك الفترة بخصائص وأشكال مختلفة من العمليات الإرهابية فعلي الرغم من استمرار تصدر محافظة شمال سيناء كواحدة من أعلي محافظات الجمهورية التي تقع بها عمليات إرهابية وأيضا من حيث عدد ضحايا قوات الأمن المصرية إلا أن تنوع المستهدفات في العمق المصري "الوادي والدلتا" أخذ أشكالا جديدة من حيث استهداف شبكات الكهرباء والبنية التحتية ووسائل النقل بجانب استهداف بعض المؤسسات الاقصادية الخاصة وخصوصا خلال عام 2015 وكان المستهدف الجديد بالنسبة للتنظيمات والعناصر الإرهابية خلال هذه المرحلة الدستورية هو استهداف رجال القضاء وكان أبرزها استهداف موكب النائب العام الراحل "هشام بركات" بجانب قيادات عسكرية كبري وبعض الشخصيات العامة.
وعلي مدار السنوات الماضية سطرت جماعة الأخوان امتداداً لتاريخها الأسود بالدماء في ذاكرة المصريين التي أبدا لن تنسي تلك الجرائم ومنها ما كان ضد الجيش والشرطة.
ومنذ الإطاحة لمحمد مرسي في 3 يوليو زاد العنف وأصبحت الهجمات علي قوات الأمن المصرية شبه يومية حيث وقعت 39 هجمة إرهابية في شمال سيناء في الاشتباكات الناتجة بين الجماعات المسلحة وقوات الأمن 52 مسلحين ومدنيين وستة من أفراد الأمن لقوا حتفهم وفي 15 يوليو شهدت أعلي الإصابات بين المدنيين عندما تعرضت حافلة مخصصة لنقل عمال إلي شركة أسمنت العريش تعمل بالجيش قتل خمسة أشخاص وأصيب 15 آخرون.
وفي يوم 18 أغسطس قتل 25 من رجال الشرطة المصرية في هجوم في المنطقة الشمالية من سيناء بعدما أجبر مسلحون حافلتين صغيرتين تقلاهم واجبروهم علي الاستلقاء علي الأرض وإطلاق النار عليهم قبض الجيش المصري علي أحد عشر شخصا بينهم خمسة من أعضاء حماس وثلاثة من السكان المحليين وثلاثة من الرعايا الأجانب لتورطهم في القتل.
وفي 11 سبتمبر من نفس العام استهداف انتحاري مقر المخابرات العسكرية المصرية في رفح في نفس الوقت صدمت سيارة ملغومة نقطة تفتيش تابعة للجيش قتل تسعة جنود علي الأقل في هذين الهجومين اللذين نفذا في وقت واحد.
وفي 24 ديسمبر قتل 16 وأصيب أكثر من 134 في إنفجار قنبلة ضخمة بمديرية الأمن في الدقهلية المنصورة في أسوأ هجوم علي موقع حكومي منذ الإطاحة بمرسي وبدأ عام 2014 بتفجير حاتفلة سياحية بطابا المصرية وراح ضحيتها ثلاث كوريين والسائق المصري.
وفي 24 أكتوبر عام 2014 قتل 31 من جنود الجيش والشرطة في هجومين منفصلين في شمال سيناء بمنطقة كرم القواديس.
كما شن متشددون من جماعة ولاية سيناء سلسلة من الهجمات علي قواعد الجيش والشرطة في العريش في 29 يناير عام 2015 باستخدام السيارات المفخخة وقذائف الهاون الهجمات التي وقعت في أكثر من ستة مواقع مختلفة أسفرت عن 32 حالة وفاة من أفراد الجيش والمدنيين.
وكانت أخر تلك الهجمات الدنيئة علي قوات الشرطة تزامنا مع تكبيرات عيد الفطر المبارك في هذا العام والهجوم علي كمين جنوب العريش راح ضحيته 14 فرداً من خير أبنائنا.
ولم تسلم المناطق المدنية والمدنيين من أفعالهم الدنيئة فشهدت منطقة بين السرايات القريبة من جامعة القاهرة واحدة من معارك العنف الأهلي علي خلفية الخطاب الذي أذاعه "مرسي" في 2 يوليو 2013 وتكررت في الخطاب كلمة "الشرعية" فنزل أنصار الإخوان إلي الشوارع واشاتبكوا مع الأهالي في منطقة بين السرايات والكيت كات وأسفرت عن مقتل 19 مصرياً وإصابة 200 شخص آخرين.
وأشتعلت أحداث عنف في كرداسة بين الشرطة والمتظاهرين في يوم إعلان عزل محمد مرسي في 3 يوليو 2013 بوقوع مذبحة في صفوف قوات قسم شرطة كرداسة التي راح ضحيتها 11 من الضباط والجنوب يوم فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس من عام 2013 وقامت قوات الجيش المصري والشرطة باقتحام كرادسة لتطهيرها من الإرهاب والقبض علي مرتكبي المذبحة.
وقد شهدت منطقة سيدي جابر بالإسكندرية في 5 يوليو 2013 اندلاع أعمال عنف من قبل مؤيدي المعزول تجاه المظاهرات المعارضة لهم والتقطت الكاميرات وقتها المتهم محمد رمضان وهو يقوم بإلقاء أطفال من فوق سطح إحدي العمارات في المنطقة وذلك لأنه كان يحمل علم مصر ويعارض المعزول.
وبعد فشل مخططات الجماعة في الحشد ضد ثورة الثلاثين من يونيو بدأت قيادات الجماعة في إرسال بعض التهديدات للشعب المصري من خلال منصة الاعتصام في رابعة العدوية ففي البداية قال القيادي الإخواني محمد البلتاجي إن ما يحدث في سيناء من إرهاب يتوقف في الثانية التي يعود فيها مرسي وبينما قال صفوت حجازي : اللي هيرش مرسي بالمية هنرشه بالدم في حين عاد حجازي ليطلق تصريح : رسالة إلي الكنيسة المصرية لو تآمرتم وساعدتم في عزل مرسي فسيكون لكم شآن آخر.
ومع انتهاء الاعتصام كشفت التحقيقات القضائية عن وجود تعذيب داخل اعتصام رابعة العدوية المسلح بعدما استمر قرابة 40 يوماً وخلف وراءه مئات القتلي والمصابين جراء العنف والتعذيب من قبل جماعة الإخوان طوال فترة وجودها بالميدان وهي القضية المتهم فيها عصام سلطان ومحمد البلتاجي ومحمد بديع وصفوت حجازي وأسامة ياسين وعصام العريان وبدأ اعتصام رابعة العدوية ردا علي دعوات حركة تمرد للجماهير بالنزول في تظاهرات حاشدة يوم 30 يونيو 2013 للمطالبة بإسقاط "مرسي".
ولم تفرق العمليات الإرهابية بين بيوت الله سواء مساجد أو كنائس حيث دفع أقباط مصر ثمناً باهظاً في مواجهة إرهاب تعرضت فيه العشرات من الكنائس للتفجير والحرب والتخريب الذي راح ضحيته مئات الشهداء وآلاف المصابين.
وشاركت جماعة الإخوان الإرهابية في أحداث إرهابية عديدة خلال عام 2017م إما بالتنفيذ أو بالشماتة والتحريض علي العنف كما حدث في استهداف دور العبادة وتفجير كنيستين في محافظتي الإسكندرية والغربية تزامناً مع "أحد السعف" في التاسع من أبريل وقتل 44 شخصاً وجرح 126 آخرون في تفجيرين انتحاريين.
وكذلك محاولة تفجير كنيسة مارمينا بحلوان في ديسمبر 2017 والتي أوقفها شباب مصر الشجاع بتصدية لمنفذي العملية الإرهابية .
مذبحة مسجد الروضة
وفي منتصف نوفمبر 2017 ارتكبت أذرع الإخوان الإرهابية جريمة من أبشع الجرائم في التاريخ استهدفت المصلين من المدنيين داخل مسجد بقرية الروضة بالعريش حيث قامت مجموعة من العناصر الإرهابية باقتحام المسجد وإطلاق النار علي المصليين أثناء أدائهم شعائر صلاة الجمعة مما أسفر عن استشهاد 235 شخصا ما بين أطفال وكبار سن ورجال.
ثم قامت العناصر الإرهابية بتفجير عبوة ناسفة بمحيط المسجد وفتح النار علي الأهالي الذين فزعوا إلي المسجد فور سماعهم دوي الرصاص ثم احرقوا عددا من سيارات الأهالي.
ولم تتوقف جرائم الإخوان عند هذا الحد بل لجأ التنظيم إلي توجيه الضربات واستهداف مواكب المسئولين كاستهداف المستشار هشام بركات النائب العام الراحل عن طريق تفجير موكبه في 29 يونيو 2015 . خلال مروره بمنطقة مصر الجديدة وكذلك العقيد وائل طاحون رئيس مباحث المطرية السابق الذي تم اغتياله قبل بركات بشهرين في شهر أبريل.
وفي 11 أغسطس 2016 تبنت حركة حسم الإرهابية محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق.
وفي أكتوبر 2016 أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسئوليته عن أغتيال العميد في الجيش المصري هشام شاهين قرب منزله في شارع الأزهر بمدينة العريش في محافظة شمال سيناء.
القاعدة .. حزب الله .. الدواعش والذئاب المنفردة.. وجوه "الجماعة"
ترصد الجيش والشرطة مخطط لهدم الدولة
أجمع أساتذة التاريخ وخبراء الأمن أن الإخوان يحملون علي أكتافهم تاريخا من العنف التصق بالإسلام وهو برئ منه ومنهم خرجت كل التنظيمات الإرهابية كالقاعدة والدواعش والذئاب المنفردة وغيرها.
وعبر هذا التاريخ كان القتل وسفك الدماء منها منهاجهم
ولم ينسوا خلال عمليات القتل ترصد الجيش والشرطة باعتبارهم المؤسسات التي تحمي الدولة فالهدف أولاً وأخيراً كان اسقاط المؤسسات وغلق ما يعرف بالدولة الفاشلفة تنفيذا لمخططات أجهزة المخابرات العالمية التي يعملون لحسابها.
في البداية يقول د. عثمان محمد عثمان رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة 6 أكتوبر ان التاريخ الإنساني شهد العديد من حركات التطرف وظهور جماعات مسلحة علي أساس ايديولوجي مثل الجماعات الشيعية كحزب العمل الكردستاني الذي شن هجمات إرهابية ضد تركيا وفي سريلانكا ظهور نمور التاميل الانفصاليين باستخدام حرب العصابات والتفجيرات الانتحارية ضد رموز الدولة.
ويضيف عثمان أنه بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ظهرت حركات التطرف الديني فيما يسمي بالاسلام السياسي متمثلة في جماعة الإخوان والقاعدة وحزب الله والدواعش وكل هذه الحركات ذات اتجاه فكري متطرف اساءت للإسلام والمسلمين باستخدامها العنف والتخريب الذي أصبح يهدد امن الوطن والمواطنين ولا أحد ينسي اغتيال السادات في عام 1981 أثناء احتفالات أكتوبر مرورا بأحداث كثيرة أخري حتي عام 2001 وما تعرف بتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر ومن هنا بدأ العالم والمجتمع الانساني يستشعر خطورة الفكر المتطرف وانه ليس ببعيد عن يده وخاصة عندما بدأت بعض هذه الجماعات باستحداث أساليب غاية في العنف والتخريب والدمار والاكثر خطورة استخدامها اسلحة وادوات تفوق أسلحة الجيوش العالمية فبعد أن كان تقتصر علي خطف طائرات أو تفجيرات انتحارية تحولت إلي حرب ضد جيوش منظمه ولاتقف علي دولة بعينيها بل علي جميع دول العالم.
ويوضح الدكتور أحمد الغباشي استاذ التاريخ الحديث والمعاصر علي أن كلمة التطرف تعني المغالاه في أي شئ فنجده في الفن والرياضة والسياسة وبداية ظهور جماعات التطرف الديني كان عام 1928 كجماعة دينية بعيدة عن السياسة وتحولت عام 1930 بسبب الغاء دستور 23 وبهذا انتقلت الجماعة "من مملكة الله الي مملكة الشيطان" وأول بوادر التطرف عقب خروج معارضين للشيخ حسن البنا الذين تم وصفهم بالخوارج وفي عهد إسماعيل صدقي تم استخدام آيات القرآن في الدعايات السياسية ورفعت لافتات "واذكر في الكتاب إسماعيل انه صادق الوعد" ووصلت قمة التطرف للاخوان بالقتل باسم السماء أو الدين.
ويشير الغباشي إلي أنه مع تطور الفكر الراسخ للجماعة بدأت سلسلة من الاغتيالات اولها اغتيال أحمد ماهر رئيس الوزراء عام 1945 ثم اغتيال المستشار أحمد الخازندار ولكن أشهر الاغتيالات السياسية كان عام 1948 باغتيال النقراشي باشا ثم بعد ذلك وعقب قيام ثورة يوليو عام 1952 ظهر نوع جديد من التطرف في عهد سيد قطب وبدأ ظهور الفكر المتشدد وخاصة بعد الخلاف بين جمال عبدالناصر والجماعة وانتهي الامر بمحاولة اغتياله بالمنشية عام 1954 وبعد ذلك خرجت جماعات أخري من رحم الجماعة ومن أبرزها "أبو الاعلي المودودي" بباكستان وظهور جماعة التكفير والهجرة بقيادة شكري أحمد مصطفي واغتيال الشيخ الذهبي وزير الأوقاف في آواخر الستينات ثم ظهرت جماعة "التوقف والتبين" والتي عرفت إعلاميا بجماعة "الناجون من النار" والتي كانت تقوم بالاعتداء علي نوادي الفيديو ومحال الذهب والاستيلاء علي أموال المسيحيين ومن أشهر محاولات الاغتيال لهذه الجماعة هي محاولة الاعتداء علي الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد ثم أعقب ذلك خلال السنوات السابقة ظهور جماعات اسلامية بدأت بالصعيد وانتشرت بكل اقاليم مصر ومن أشهر العمليات المتطرفة لها عام 1997 مذبحة الأقصر التي اتهم فيها أعضاء الجماعة الإسلامية.
خبراء الامن يرون العنف الاخواني من منطلق هدم الدولة كما يقول اللواء محمد نور الدين "مساعد وزير الداخلية الأسبق" ان هدم أي دولة يبدأ من محاربة القوي التي تحميها وهم رجال الجيش والشرطة وأن الجماعة الإرهابية حاولت إجهاد جهاز الشرطة في أثناء مظاهرات 25 يناير وما تلاها حتي الوصول إلي يوم 28 يناير 2011 واستغلوا خروج الضباط والافراد من المواقع الشرطية لحماية المتظاهرين في الميادين بمختلف محافظات مصر وقاموا بإحراق مقارهم من أقسام شرطة وغيرها بالإضافة إلي فتح السجون وتهريب المساجين مما كان له أثر سييء في نفوس رجال الشرطة بالإضافة إلي إلصاق تهمة قتل المتظاهرين لقيادات الشرطة.
ويضيف نور الدين أن الشرطة استعادت عافيتها ووقفت علي قدميها وقبل ثورة 30 يونيو اجتمعت قيادات الشرطة وضباطها في النادي العام لضباط الشرطة واكدوا انهم لن يحموا مقار الجماعة الإرهابية من غضب الشعب.
وفي مقابل العمليات الإرهابية الحقيرة قام جهاز الشرطة بتحقيق عدد من الضربات الاستباقية ويكفي أن العناصر الإرهابية لم تسيطر علي شبر واحد من مصر لانهم يخرجون من جحورهم مثل الفئران وينفذون جرائمهم الإرهابية ثم يعودون ثانية إلي الجحور بالإضافة إلي أن مصر لم تستعن بأي قوي خارجية لمساعدتها في مكافحة الإرهاب فهي قادرة عليه كما أنها ضربت الإرهاب في ليبيا.
ويضيف اللواء عبدالفتاح عمر "الخبير الامني أن جهاز الشرطة لم ترهبه العمليات القبيحة للجماعة الإرهابية ولم يرهق عزيمتهم سقوط زملائهم شهداء أمامهم بل يزدادون إصرارا علي مكافحة الإرهاب واقتلاعه من جذوره حتي لو ارتوي كل ثري الارض بدمائهم الطاهرة وأضاف أن رجال الشرطة لابد أن يرفعوا درجات الاستعداد للدرجة القصوي لأن يتمتع به الوطن من أمن واستقرار يزيد من شرور الجماعة الإرهابية وأحقادهم علي مصر.
ويشير اللواء رضا يعقوب "الخبير الأمن" لتعرض مديرية أمن أسيوط للاعتداء خلال فترة الثمانينات عندما أقتحمت الجماعات الإسلامية وقتها مبني المديرية في صباح يوم عيد الأضحي وقتلوا الضباط والافراد والجنود وظل سقوط الشهداء من رجال الشرطة علي مدي 67 عاما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.