مشاهد الدمار والخراب المنتشرة في شوارع قطاع غزة تعتبر مألوفة للفلسطينيين بشكل كبير. وبالرغم من أن القطاع وسكانه مازالوا في مرمي آلة الحرب الإسرائيلية. إلا أنهم وجدوا سبيلا لطاقة الأمل أن تشع بنورها في المنطقة من خلال إصلاح ما أفسدته الحرب. يتناثر عمال فلسطين كخلية النحل لإزالة أنقاض المباني التي دمرتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي وسط قطاع غزّة. خلال العملية العسكريّة الأخيرة في الرابع من مايو الماضي. والتي أدت لتدمير نحو 100 وحدة سكنية بشكل كامل و30 مبني آخر بشكل بليغ غير صالح للسكن و700 أخري جزئياً. أنقاض المباني المدمّرة تنتشر في أرجاء شوارع غزّة. وتشكل عائقاً أمام حياة الناس. لذلك تعمل وزارة الأشغال العامة والإسكان علي إزالة ركام هذه المباني. في خطوة لإعادة ترميمها والاستغلال الأمثل لبقايا المنازل المهدمة عن طريق إعادة تدويرها بأكثر من شكل. نقل الموقع العربي لصحيفة انديبندت عن خبراء في المتفجّرات قولهم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم صواريخ "تفريغ هواء" تعمل علي نسف المنازل بطريقة الحفاظ علي هيكلها قائم. وذلك من خلال استهداف أحد الأعمدة الأساسية التي ترتكز عليها البناية. فتسقط وهي محافظة علي الشكل الهندسي العام لها. وتخلف الغارات الإسرائيلية علي المباني المأهولة بالسكان أنقاضا بشكل كثيف في معظم شوارع القطاع. فتكاد لا تجد حياً سكنياً إلا وبه منزل مدمّر. ويعمل العمال بشكل يومي علي إزالة أنقاض المنشآت المدمّرة. وبالبحث حول طرق الإزالة. ووجدت "اندبندنت عربية" أن وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزّة تشرف علي إزالة الأنقاض بعض المباني التي يكون دمارها خطيراً. وتحتاج إلي دراسات في طرق إزالتها. يقول وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان ناجي سرحان. أن الحطام الذي خلفه الإسرائيليون لا يذهب سدي. بل تعمل غزّة علي إعادة تدويره بأكثر من شكل وأضاف أن الوزارة وضعت خطّة للاستفادة من ركام المنازل. لمعالجة الكثير من المشاكل في قطاع غزة مثل الاستفادة من الكتل الأسمنتية الكبيرة. في معالجة مشكلة انحسار شاطئ بحر غزّة. عن طريق بناء ألسنة بحريّة علي طول شاطئ البحر. للحفاظ عليه من التآكل. ووفق مصادر فلسطينية. فإنّ شاطئ البحر في قطاع غزة يعاني من انحسار شديد. نتيجة عوامل مختلفة. ويحتاج إلي صخور كبيرة لحمايته. لكن إسرائيل تمنع دخول الصخور إلي القطاع. منذ فرض الحصار قبل 12 عاما لذلك تستعيض غزّة عن الصخور. بالكتل الأسمنتية الكبيرة التي خلّفها القصف الإسرائيلي للمنازل. والجزء الآخر من الردم. تعمل الوزارة علي إعادة طحنه واستخدامه في ترميم طرقات وأرصفة شوارع غزّة. كأحد أشكال إعادة تدوير المباني التي دمّرها الاحتلال الإسرائيلي. والاستفادة منها بشكلي أمثل. وبيّن سرحان أنّ إزالة أنقاض المباني مكلفة مالياً. فتحتاج كلّ وحدة سكنية لحوالي 50 ألف دولار أميركي. ووقت يتجاوز الشهر. في حين أنّ ثمن المبني من الأساس يُقدّر بحوالي مليوني دولار. وهو ما يعني استهداف الاقتصاد الفلسطيني. وتلجأ غزّة إلي إعادة تدوير منازلها المدمّرة بسبب منع إسرائيل دخول مواد البناء ومستلزماتها. فضلاً عن ارتفاع أسعارها في حال توافرها. وبالإشارة إلي أنّ قطاع غزّة يعاني من ويلات اقتصادية كبيرة. فإن ذلك يعد بمثابة فرص مهمة للعاطلين من العمل .. حيث وفّرت حوالي 20 ألف فرصة عمل مؤقت للعمال بعد القصف الإسرائيلي علي غزّة 2014. الذي أسفر عن تدمير 11 ألف وحدة سكنية بشكل كامل.