ونعود للتاريخ.. للذكريات.. لمحطات هامة في تاريخ هذا البلد العظيم الذي تحمل الكثير والذي كانت إرادة شعبه أقوي من كل الأزمات.. وهو الشعب الآبي الذي يرفض الانكسار والذي يتجلي معدنه النفيس في مواجهة كل التحديات. ففي التاسع من يونيو 1967. وفي مثل هذا اليوم فإن جمال عبدالناصر الزعيم التاريخي لمصر الذي منحه الشعب تفويضاً علي بياض والذي لو كان قد طالبنا بأن نخوض معه البحر لخضناه. وجمال وقف يتحدث إلي شعبه. إلي الجماهير التي ربطت مصيرها بمصيره. وأعلن أنه مسئول عن هزيمة 1967 العسكرية ولكنه ابتعد عن وصف الهزيمة واستبدله "بالنكسة". وأشار إلي أنه يتحمل المسئولية كاملة قائلاً: "إنني علي استعداد لتحمل المسئولية كلها. ولقد اتخذت قراراً أريدكم جميعاً أن تساعدوني عليه. لقد قررت أن أتنحي تماماً ونهائياً عن أي منصب رسمي وأي دور سياسي وأن أعود إلي صفوف الجماهير أؤدي واجبي معها كأي مواطن آخر". ہہہ وكان ما جاء بعد خطاب التنحي هو المفاجأة التي احتار في أمرها العالم والتي لم تكن لها سابقة من قبل. فبدلاً من أن تطالب الجماهير بمحاكمة الرئيس الذي اعترف بمسئوليته كاملة عن الهزيمة. فإن الجماهير خرجت في أكبر مظاهرات عفوية في تاريخ مصر تطالب عبدالناصر بالبقاء والاستمرار في قيادة المسيرة.. وهي مظاهرات ظلت إلي يومنا هذا موضعاً للجدل.. فهل كانت فعلاً "عفوية" أم "مدبرة" أم الاثنين معاً. الواقع أنها كانت فعلاً مظاهرات تعتمد علي بساطة الجماهير وعشقها لناصر وعفويتها في التحرك للوقوف إلي جانبه. ولو كان ناصر يدرك أن الجماهير ستطالب برأسه ومحاكمته لما كان قد وقف يلقي بخطاب التنحي الذي قدم فيه أيضا برنامج عمل وأولويات مرحلة ما بعد النكسة. ولكن جمال عبدالناصر ومعه مستشاره محمد حسنين هيكل الذي صاغ معه خطاب التنحي بعناية والذي كان فيه عبدالناصر يتحدث عن المستقبل ويعلن في الوقت نفسه قرار التنحي..! وعندما أعادت الجماهير عبدالناصر فقد خرج علي شعبه ليقول "إن صوت جماهير شعبنا بالنسبة لي أمر لا يرد". ولقد قلنا من قبل إنه سواء كانت أحداث التاسع والعاشر من يونيو 1967 عفوية أو مدبرة فإن الأهم فيها هو أنها كانت تعبيراً عن الاصطفاف الوطني في الأزمات وإدراكاً ووعياً فطرياً من الجماهير بأن هذه المراحل التاريخية ليست مراحل للتجارب والصراعات السياسية والاختلاف حول الماضي بالرجوع إلي الوراء وإنما هي مراحل لعبور الأزمات وحماية تماسك وقوة الوطن. وصدق الشعب في حسه الوطني. فعندما عاد عبدالناصر لقيادة الجماهير فإنه عاد رئيساً آخر. بإدراك مختلف وبفكر متغير وبواقعية في الأداء والأهداف. فقد عاد ناصر ليرد الدين لشعبه وليقدم أفضل ثلاث سنوات في تاريخ حكمه وقيادته لمصر إلي أن توفاه الله في 28 سبتمبر عام 1970 قبل أن يحتفل مع شعبه بمحو آثار الهزيمة. وإذا كنا اليوم نتذكر التاسع والعاشر من يونيو 1967. فإن ذلك لا يأتي من منظور الإدانة أو الإشادة وإنما تحية واستذكار لدور الشعب المصري الذي سيظل دائماً قوياً شامخاً بفضل وحدته الوطنية ونسيجه الاجتماعي غير القابل للاختراق أو الانقسام أمام العواصف والأزمات. ہہہ ونترك الماضي والتاريخ والذكريات لنتحدث عن أيام الليمون الذي وصل فيه سعر الكيلو إلي مائة جنيه والذي لم تعد فيه الطماطم هي وحدها المجنونة بل كل الخضراوات والفاكهة والتي يبدو أنها ايضا ستصبح من ذكريات الماضي. ** ونتحدث في أيام الليمون عن مشاهد نأمل أن تختفي في الشارع المصري.. ومن بينها المشهد غير الآدمي لموتوسيكل يسير في شوارعنا وفوقه أسرة كاملة من أب وأم وثلاثة أطفال.. أو أربعة شباب وقد تلاصقوا بشكل عجيب فوق الموتوسيكل المعرض للهزات والانقلاب في أي لحظة وحيث لا تتوافر له مقومات الأمان والسلامة. ** ونكتب عن الشيخ سيد خطيب مسجد الوادي بمركز أبشواي بالفيوم والذي لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يقف علي المنبر أثناء خطبة الجمعة الماضية وأنزله الأهالي ليصلوا عليه بدلاً من أن يصلي بهم في مشهد فيه من العظات والعبر ما يفوق كل ما كان الشيخ يعظ به. وفي درس يذكرنا بالنهاية وبأن نضع الموت دائماً نصب أعيننا وأن ندرك أن الساعة آتية لا ريب فيها.. وأن نتفهم ذلك ونستعد لها. ًً** وبمناسبة الموت فإن أفضل مشهد للممثلة مني عمر في مسلسل ولد الغلابة. هو المشهد الأخير في المسلسل.. مشهد الموت... فقد أدته بأداء تمثيلي مقنع تماماً.. وما عدا ذلك فقد كانت في كل حلقات المسلسل تمثالاً من الشمع الأبيض. ** ولو ذهب محمود عبدالمنعم كهربا لاعب الزمالك إلي النادي الأهلي فإن جماهير الزمالك لن تصبر طويلاً علي من كان السبب..! ** وطلاب الثانوية العامة يؤدون الامتحانات ب "الشورت والشبشب".. والدماغ العالية المتكلفة..! ** وكلما سمعنا عن أحد الأثرياء.. وعن مشاريعه الكبيرة هنا وهناك وعن فلوسه التي بلا عدد.. سمعنا من يقول أنه "بيغسل الأموال".