تزيد الولاياتالمتحدةالأمريكية من ضغوطها علي إيران وسط التوتر الشديد بينهما علي إثر إعادة العقوبات الأمريكية علي طهران من جانب إدارة الرئيس دونالد ترامب. وتعمل إيران في الوقت نفسه علي التقرب إلي الدول الغربية الكبري في محاولة لايجاد متنفس لها وداعم في أي وقت تحتاجه. لكن إدارة ترامب لا ترغب في ذلك أيضا وتريد عزلة تامة لطهران سواء في الشرق الأوسط أو خارجه. فقد أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تقريرا لحلفائها في الشرق الأوسط حذرت فيه من التعاون بين طهرانوموسكو مشيرة إلي ان مثل هذه الخطوة من شأنها تعزيز الفوضي في المنطقة. أوضح البنتاجون أن روسيا تحاول استغلال التوتر القائم بين واشنطنوطهران لتوطيد العلاقات معها وغيرها من الدول في المنطقة لاعادة نفوذها مرة أخري. لكن البنتاجون شكك في تلك المحاولات مؤكدا أن موسكو ليست الشريك الذي يعتمد عليه. أوضحت كاثرين ويلبارجر القائم بأعمال مساعد وزير الدفاع الامريكي لشئون الأمن الدولي أن هناك مخاوف كبيرة من التقارب بين الدولتين في الشرق الأوسط. قائلة إن لكل منهما "طموحات بعيدة" من وراء هذا التقارب من شأنه التأثير سلبًا علي شركاء الولاياتالمتحدة في المنطقة. واصلت كاثرين ويلبارجر انتقاداتها لموسكو وسياساتها في الشرق الأوسط ومحاولة استغلال الوضع الراهن لوضع قدم لها في المنطقة. كما يوجه الرئيس دونالد ترامب انتقاداته لنظيره الروسي فلاديمير بوتين شخصيا في كل مناسبة أو حوار له. قالت ويلبارجر إن محاولات روسيا للتقرب من جميع اللاعبين الإقليميين - بصرف النظر عن العداوات الإقليمية والمصالح المتضاربة - هي استراتيجية تؤكد بما لايدع مجالا للشك أنها غير جديرة بالثقة لأن تقربها يكون في وقت معين واستغلالا لموقف معين وليس علاقات وطيدة ومستمرة. تأتي انتقادات ويلبارجر في الوقت الذي تهدف فيه إدارة ترامب إلي الضغط علي طهران اقتصاديًا وعسكريًا. بعد عام من انسحابها من الاتفاق النووي الذي وقعه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عام 2015 وأعادت الولاياتالمتحدة في الأسابيع الأخيرة عقوباتها علي طهران كما أدرجت فيلق الحرس الثوري الإيراني علي قائمة الجماعات الإرهابية. ونشرت قوات إضافية ومعدات عسكرية في الخليج العربي رداً علي تهديد محتمل. ادعي مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون هذا الأسبوع أن إيران كانت وراء هجوم 12 مايو علي أربع سفن تجارية في خليج عمان وهو الأمر الذي نفته طهران. كما أشارت ويلبارجر إلي أن الجيش الروسي لديه قيود كبيرة. مشيرة إلي أنه حتي بالنسبة لتلك الدول التي وعدت موسكو بالدفاع عنها. فإن موسكو تتجنب "مواجهة عسكرية حقيقية¢. وضربت ويلبارجر مثالا علي ذلك فقد أوضحت أن القوات الإسرائيلية تستهدف كثيرا مواقع للقوات الإيرانية أو ميليشيات تابعة لها في سوريا دون أدني تدخل من القوات الروسية المشاركة في العمليات العسكرية هناك. كما حذرت ويلبارجر حلفاء واشنطن من شراء الأسلحة من روسيا. قائة إن الدول التي تعقد صفقات أسلحة مع أمريكا تحظي بالتزامات طويلة الأجل كالصيانة والتدريب وهو ما لا يمكن الحصول عليه من روسيا. مشيرة إلي أن هناك قوانين أصدرتها الإدارة الأمريكية تفرض عقوبات علي الدول التي تشارك في صفقات أسلحة هامة مع روسيا. أو قانون مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات. أو قانون مكافحة الإرهاب.