تصريحان من الطرفين جسدا التطور الجديد. وبدا أن الموجة الأولي من العاصفة مرت. وأن المواجهة الحالية بين الولاياتالمتحدةوإيران وصلت إلي المساحة الفاصلة بين سيف المواجهة وطاولة التفاوض. قبل شهور بدأت إيران التصعيد بالتهديد بالانسحاب من الاتفاق النووي. وبمناوشات عسكرية عبر أذرعها. لتأتي ردة الفعل الأمريكية. والدولية إلي حد كبير. واضحة لا لبس فيها .. رفض أوروبي للخروج من الاتفاق النووي. واستنفار عسكري أمريكي كبير في منطقة الخليج العربي. يقول تقرير لموقع سكاي نيوز الاخباري أن طهران استوعبت أبعاد الرد. وأدركت أن إي مواجهة ستكون خاسرة بكل المقاييس. ثم تحركت دبلوماسيا بشكل مكثف علي الساحتين الاقليمية والدولية. وضمن هذا التحرك. زيارة نائب وزير الخارجية. عباس عراقجي. إلي عُمان ومنها إلي الكويت. قال عراقجي إن طهران مستعدة لوضع آلية للدخول في تعامل بناء مع الدول الاقليمية. وحذر مما وصفه بسياسة العقوبات الأمريكية. وقال إنها تخاطر بأمن المنطقة بالكامل. وفي نفس التوقيت يختتم وزير الخارجية محمد جواد ظريف زيارة للعراق. حيث قال إن إيران مستعدة لتوقيع معاهدة عدم اعتداء مع دول الخليج. والتقط وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. طرف الخيط من اقتراح ظريف. وبدأ الترويج له. كسبيل للحل لتفادي المواجهة. كما كان ظريف حريصا علي القول إن إيران لا تسعي لامتلاك أسلحة نووية. موضحا أن المرشد علي خامنئي "حظرها في فتوي". علي حد قوله. لكنه لم ينس إلحاق التطمين السابق بالتصريحات المعتادة معتبرا أن "السياسات الأمريكية تضر الشعب الايراني". وهي التي تسبب توترا إقليميا. أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فقد وسع حيز "النافذة المفتوحة" أمام طهران. بعدما قال من طوكيو إن واشنطن لا تريد تغيير النظام في طهران. تصريح ربما يكون هو الأكثر طمأنة لقادة طهران منذ بداية التوتر الحالي وفقا للموقع الاخباري. وقد يصلح مدخلا مناسبا للحل. لكن مراقبين يرون أن الحل يتطلب تعاملا إيرانيا جديا. وليس محاولة جر الأطراف للتفاوض من أجل قتل الوقت فقط. كما كانت تفعل في الماضي. وتحاول إيران توسيط بعض الدول العربية. مثل العراقوعمان . ودول آسيوية مثل اليابان. تمهيداً للتفاوض مع أمريكا. لكنها لا تزال تواجه عقبة الشروط الأمريكية ال 12 التي أعلنتها إدارة ترامب. وتسعي للالتفاف علي تلك شروط من خلال إفراغها من محتواها. حيث تريد من واشنطن العودة للاتفاق النووي ورفع العقوبات. كما تسعي الدبلوماسية الايرانية. المتمثلة بالرئيس الايراني. حسن روحاني. ووزير خارجيته محمد جواد ظريف. إلي شراء الوقت لتهدئة الأوضاع في المنطقة. وتخفيف الضغوط الأمريكية والدولية والاقليمية المتزايدة علي النظام الايراني. رغم استمرار الحرس الثوري في التدخلات العدوانية في دول المنطقة وتحريك الميليشيات التابعة له لاستهداف دول المنطقة والمصالح الأمريكية. وبالرغم من نفي الخارجية الايرانية وجود أي محادثات مباشرة وغير مباشرة مع الولاياتالمتحدة. لكن التحركات الأخيرة توحي بالعكس من ذلك. وتدل علي أن هناك تهيئة للظروف لعقد حوار إيراني - أمريكي. لا يزال يتعرقل بسبب عدم وجود انسجام في الموقف الايراني. وانقسامات داخل أجنحته حول المفاوضات. ويقول مراقبون لموقع قناة العربية إن الظروف الحالية تشبه المرحلة التي سبقت المحادثات النووية. التي وافق المرشد الايراني علي خوضها تحت شعار "المرونة البطولية". بعد ما بدأت الضغوط والعقوبات القاسية تهدد وجود النظام برمته. ما أدي إلي إبرام الاتفاق النووي في 14 يوليو 2015 لكن الفرق هذه المرة هو أن هناك إدارة مختلفة في واشنطن. لها سياسة مغايرة تماما حيال طهران مما كانت عليه إدارة باراك أوباما المتصالحة معها.