كشفت مجلة "جون أفريك" الناطقة بالفرنسية عن معلومات تفيد بوجود زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي في ليبيا. وذلك في الوقت الذي تأكدت فيه مخاوف مراقبين من التهديدات التي أطلقها زعيم داعش في خطابه الأخير نحو المنطقة. التي يسعي الجيش الوطني الليبي لتطهيرها من الإرهاب. وفي أول ظهور له منذ إعلان دحر التنظيم الإرهابي في آخر معاقله. نهاية أبريل الماضي. توجه البغدادي في تسجيل مصور إلي من يسميهم أنصاره في غرب أفريقيا. متوعدا بنقل معركته إلي منطقة الساحل التي تعتبر ليبيا قاعدة إمداد لها. وأوردت جون أفريك نقلا عن مصادر وصفتها ب"الاستخباراتية". أن تونس تلقت معلومات بشأن البغدادي من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد "داعش" في كل من سوريا والعراق. وفي وقت سابق. ذكر موقع "تونيزي نيميريك" التونسي أن زعيم داعش لجأ إلي ليبيا بعدما مني مقاتلوه بهزيمة في قرية الباغوز. بمحافظة دير الزور. شمال شرقي سوريا. المعقل الأخير لهم. ولم يستبعد محللون لجوء البغدادي إلي ليبيا في ظل تواجد قادة مليشيات تابعة لتنظيمه في المنطقة. بإمكانهم توفير شتي السبل له لخوض حرب أخري طويلة في المنطقة الممتدة من ليبيا علي البحر الأبيض المتوسط. وحتي إلي أقصي الساحل الصحراوي حيث ينشط التنظيم الإرهابي. وحيث يخوض الجيش الوطني الليبي معركته ضد الإرهاب. وحسب الخبراء. فإن الجماعات المناصرة للبغدادي لديها إمكانيات كبيرة وغير محدودة في جلبه إلي ليبيا. وتأمين وسائل التنقل له في حدود منطقة الساحل الواسعة. وتنشط عدة جماعات في الصحراء الكبري يتبعون داعش والقاعدة. ومن أشهرها أتباع أبو الوليد الصحراوي الذي جاء ذكره علي لسان البغدادي في الشريط المصور. وفي منطقة الساحل المضطربة في غرب أفريقيا. يستغل المتطرفون الصراعات المحلية لتوسيع نشاطهم. بفضل الأسلحة التي يتلقونها من أقرانهم في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي واستيلاء مليشيات مسلحة علي مقدرات البلاد. وسيطرتهم علي خطوط طيران جوية وبرحلات منتظمة بين إسطنبولوطرابلس يمكنهم نقل البغدادي عبرها. وتمثل الصحراء الكبري مجالا واسعا للإرهاب بسبب تضاريسها واتساع رقعتها البالغة تسعة ملايين كيلومتر مربع. وحدودها الواسعة التي تطل عليها عدد من بلدان شمال وغرب القارة الأفريقية. ما يمثل مجالا حيويا للجماعات الإرهابية. ويخشي مراقبون في أن يسعي البغدادي إلي محاولة تحويل هزيمته في سوريا والعراق إلي مساعي يحاول بها تعويض تلك الخسائر من خلال دعواته المتكررة لأتباعه بالتوجه إلي الصحراء. وفيما يسعي البغدادي وأنصاره إلي تحويل أنظار العالم. ونقل معركتهم إلي ليبيا ومنطقة الساحل. اعتبر مراقبون أن معركة القضاء علي المليشيات الإرهابية في العاصمة الليبية طرابلس. هي بداية النهاية للعمق اللوجستي الذي استغلته الجماعات المتشددة في منطقة الساحل الأفريقي. والتي كان يغذيها المتشددون في ليبيا بكل وسائل البقاء لزعزعة أمن واستقرار المنطقة.