ما يهمني ويشغلني في المواد المقترح تعديلها في الدستور المادة 200 المطلوب فيها إعادة صياغة مهمة القوات المسلحة وترسيخ دورها في حماية الدستور ومبادئ الديمقراطية والحفاظ علي مدنية الدولة لماذا هذه اهم مادة في رأيي؟ لأن كل المواد الاخري قابلة او يفترض ان تكون قابلة للتعديل كلما تطلبت الظروف السياسية او الاقتصادية او الامنية او غيرها انما هذه المادة تتعلق بدور ومهمة ومسئولية اهم واعظم واعرق مؤسسات الدولة وطالما الامر يتعلق بهذه المؤسسة التي تمثل مدرسة المُثل والقيم الوطنية النبيلة ومصنع الرجال الاشداء والقادة الكبار والزعماء العظام فلابد ان نعطيها قدرها ودورها بوضوح شديد وبعبارات لا لبس فيها بما يتناسب ويتماشي مع المسئوليات التاريخية والادوار الوطنية التي تقوم بها في حماية الدستور وصيانة الديموقراطية والحفاظ علي مدنية الدولة الي جانب مسئولياتها الاساسية الاخري وان تكون هذه المادة محصنة غير قابلة للمساس او للتعديل الا بموافقة القوات المسلحة وبقيود وشروط هي من تطلبها وهي من تضعها وكما يتراءي لها وبما يمكنها من القيام بهذه المسئولية وهذا الدور علي احسن وجه فهي ادري بشئونها وبأمورها. وفي تصوري ان انجاز تعديل المادة 200 سيكون سبقا عظيما وبمثابة القاعدة الراسخة والاساس المتين وعامود الخيمة التي يقوم عليها الدستور المستقر الذي يتطلع اليه الشعب بكل مثقفيه وشرائحه الاجتماعية وانعكاس لنتائج المناقشات والحوارات المجتمعية الواسعة التي دارت في مجلس النواب وخارجه. ما يدور حول المنطقة وداخلها وما يحاك في الفضاء وعلي الارض وما يدبر خلف الكواليس وفي مراكز الابحاث وغرف اجهزة المخابرات المظلمة يستوجب الحذر واليقظة الدائمة لابعاد كل تلك المخططات والمتغيرات التي لا تستهدف تحقيق غرض او هدف واحد يتعلق بمكاسب أو مصالح امنية أو اقتصادية فقط وانما يستهدف صلب الاوطان ووجودها وهو أخطر ما في الامر والذي يغيب عن ذهن الكثيرين وللاسف الاعلام مقصر جدا في كشف كل الابعاد الحقيقية للحروب الجديدة المعدة للمنطقة ولم يتعامل مع القضية بقدر خطورتها وتأثيراتها علي مستقبل شعوبنا ودولنا العربية ولا يركز عليها ويجعلها قضية العرب الاولي لأنها تجاوزت كل القضايا الاخري علي مدي اهمية تلك القضايا لأنه لو نجحت تلك المؤامرات في انجاز مهمتها واغراضها لا قدر الله لن تكون لدينا اية قضية مركزية أو قضية أولي أو أخيرة. من هنا تأتي أهمية تعديل المادة 200 علي النحو الذي يريده الشعب وقواته المسلحة الباسلة.