ملفات عربية ساخنة كثيرة مسكوت عنها في الجامعة العربية تشمل قضايا خطيرة تمس الأمن القومي العربي في الصميم تحتاج المواجهة السريعة والمناقشة الصريحة وتتطلب قرارات ومواقف حاسمة منها ملفات لا يجوز الصمت عليها أو إغفالها أو تجاوزها كما يحدث وكما يريد البعض وجزء منها لا يحتاج المسكنات وإنما تستوجب الحلول العاجلة والجرأة والشجاعة في المعالجة وجزء آخر يحتاج الصبر والنقاشات الجادة لكن في كل الحالات الأمر يتطلب الإجماع والتعاون والتنسيق الكامل أي المواجهة الجماعية وعدم الخروج عن الإجماع أو التراجع في منتصف الطريق تحت دعاوي المواءمة ومراعاة المصالح الضيقة والحسابات الخارجية إلي آخر تلك المبررات للهروب من الالتزامات القومية. أول وأخطر تلك القضايا ضرورة إخلاء المنطقة من الميليشيات الإرهابية وهي قضية لا تقل خطورة عن المطالبة بإخلاء المنطقة من الأسلحة النووية وقد انتشرت بشكل رهيب وتهدد الوجود العربي ذاته وإذا لم نواجهها بالصرامة اللازمة قد تؤدي إلي زوال الدولة الوطنية التي نسعي لها جميعاً وإقامة كنتونات أو دول دينية متطرفة ثانياً رعاية قطر للإرهاب يحتاج وقفة صريحة وقرارات واضحة لا لبس فيها وقيامها بتمويل الجماعات الإرهابية بلا حدود وتقديم الدعم المالي والسياسي والإعلامي دون مراعاة أية روابط للأخوة العربية أو كونها دولة عربية عضو في الجامعة العربية والأسرة العربية ثالثاً مكافحة التطرف وهو ما يتطلب استراتيجية عربية موحدة وتحتاج وقتاً طويلاً ورابعاً محاولات دمج الميليشيات المسلحة في الأجهزة الأمنية والمؤسسات العسكرية بضغوط عربية في ليبيا والعراق وسوريا واليمن وخامساً محاولة التنظيمات الدينية المتطرفة ومليشياتها المسلحة فرض مرجعيات دينية للدولة كما يحدث في العراق وما تسعي له الجماعة الإرهابية من جعل المرشد سلطة فوق كل السلطات. وفي الوقت نفسه هناك مفارقة غريبة وعجيبة لا مثيل لها في تاريخ المنظمات الإقليمية ولا حتي في تاريخ العلاقات السياسية أن تجد دولة تمارس الإرهاب وتموله وتدعمه وتسانده وتؤيده وتحتضن قياداته وكل ذلك في العلن وعلي رؤوس الأشهاد وعلي الفضائيات وتخصص له قناة تقود الدعم الإعلامي والتحريض علي الإرهاب وتكون عضواً في منظمة إقليمية مع ضحايا إرهابها.. هذه المنظمة الإقليمية هي الجامعة العربية والدولة الداعمة للإرهاب والحاضنة لقياداته هي قطر العضو في هذه الجامعة والدول الضحايا لهذا الإرهاب دول عربية أيضا أعضاء بها. وهناك أيضا وضع مقلوب وغير مسبوق في التاريخ أن يكون الإرهابي وضحاياه في مجلس واحد ومنظمة واحدة تجمعهم الاجتماعات علي كافة المستويات المندوبون الدائمون والوزراء والقادة في قاعة واحدة يجلسون متجاورين ويستمعون لممثل تلك الدولة سواء كان مندوبها أو وزيرها أو أميرها وهم يلقون كلماتها ويعبرون عن مواقفها في دعم الإرهاب بكل بجاحة وصراحة ودون خجل كما فعل رئيس وزرائها ووزير خارجيتها محمد بن جاسم في الاجتماعات التي عقدت في عامي 2011 و2012 داعماً ومؤيداً ومسانداً الإرهابيين في ليبيا وسوريا وداعياً إلي استدعاء الأعداء للعدوان عليهما وهو ما حدث لليبيا والغريب أن كل هذا يحدث والجميع يستمعون لها ولم يتخذ أي إجراء ضدها حتي الآن. والأكثر غرابة وأثارة وما يدعو للدهشة أن قطر التي تفعل كل الموبقات السياسية والدبلوماسية ضد كل الأقطار العربية وبعد كل ما فعلته في دول أعضاء وأغلبها دولاً بارزة وكبيرة مازالت عضواً في الجامعة العربية وسوريا ضحية إرهابها خارجها في وضع مقلوب ضد قواعد العمل السياسي والدبلوماسي والمهني وضد القوانين والأعراف العربية. قطر عضو في الجامعة العربية رغم كل ما فعلته وتفعله وما تدبره من مؤامرات ضد الدول الأعضاء وسوريا واحدة من ضحايا إرهابها مازالت خارج الجامعة عضويتها مجمدة بطلب من قطر ومازالت الدوحة ترفض عودتها للجامعة مع أن منطق الأشياء وحسب ما اقترفته قطر من جرائم دعماً للإرهاب أن تكون هي خارج الجامعة وسوريا تستعيد مقعدها. لكن هذه غرابة السياسة العربية والمواقف العربية والمجاملات في العلاقات بين الدول الأعضاء والتجاوز في ممارسات تمس أدق تفاصيل الأمن القومي العربي والمصالح العربية العليا ومستقبل الأمة العربية وسلامة الأرض العربية وأمن الدول العربية. لابد من وقفة تعكس تطلعات الشعب العربي الذي لا يقبل هذا السكوت والصمت المريب علي أفعال قطر وأميرها تميم بن حمد وخروجه علي الإجماع العربي والأعراف والتقاليد العربية والتغريد خارج السرب لصالح أعداء الأمة ودعماً للإرهاب الذي يمثل خطراً داهماً علي شعوبنا العربية ودولنا ويعطي الفرصة للتدخلات الخارجية. لماذا لا تتحرك الجامعة العربية ولماذا سكوتها كل هذا الوقت رغم أن أفعال قطر علي المشاع في الفضائيات والصحف وعلي لسان أميرها السابق والحالي ومسئوليها السابقين والحاليين والضحايا التي تسقط والدماء التي تسيل بتفجيرات ورصاص وصواريخ الإرهابيين هي من دفعت ثمنها وهي من تمول شراء صفقات السلاح للميليشيات والتنظيمات الإرهابية لماذا لا تتخلي الجامعة عن صمتها وتكسر سكوتها وتعد جدول أعمال غير تقليدي يضع النقاط علي الحروف ويضع قطر في حجمها الطبيعي إما أن يعيد لها صوابها وإما أن تدفع ثمن جرائمها غالياً ويمكن التدرج في العقوبات العربية ضدها تبدأ بتجميد عضويتها وإنذارها وحرمانها من عضوية الجامعة. لابد للعرب التخلي عن المجاملات السياسية علي حساب المصالح الحيوية للأمة وجدول الأعمال الخشبي الذي لم يطرأ عليه تغيير من عقود للانتقال إلي القضايا الحاضرة والساخنة وتنفيذ الميثاق بصرامة مع كل من يخرج علي المبادئ العربية والانتقال من مرحلة الأقوال إلي مرحلة الأفعال.