في الوقت الذي تعكف فيه وزارة التربية والتعليم علي محاربة الدروس الخصوصية والتأكيد علي تفعيل مجموعات التقوية بالمدارس إلا أن هناك أزمة كبيرة تبدو علي السطح هي الحساب الموحد الذي تضع فيه المدارس أموال المجموعات ولا يسترد منها نسبة المعلمين الأمر الذي دفع العديد من المدرسين في المدارس التجريبية إلي التهديد بعدم إعطاء مجموعات التقوية إذا لم يحصلوا علي مستحقاتهم!! أولياء الأمور هرعوا إلي المدارس لاستعطاف المديرين باقناع المدرسين بإعطاء مجموعات التقوية خاصة أنهم غير قادرين علي إعطاء دروس خصوصية إلا أن المدرسين يصممون علي المطالبة بضرورة تدخل المسئولين لانصافهم وإعادة حقوقهم مما يسمي الحساب الموحد خاصة أن هؤلاء المدرسين لم يتقاضوا حافز التجريبيات منذ مايو الماضي. بعض مديري المدارس لجأوا إلي إيداع نسبة من أموال المجموعات في الحساب الموحد وتوزيع المتبقي علي المعلمين الذين يقومون بإعطاء مجموعات التقوية لتهدئة الموقف. ولم تقف مشكلة الحساب الموحد علي مجموعات التقوية بل إن بعض أولياء الأمور الذين قاموا بتحويل أبنائهم وسددوا المصروفات في مدارس معينة لم يستطيعوا رد أموالهم بعد أن سددوا المصروفات في المدارس المنقولين لها بسبب إيداع هذه المصروفات في الحساب الموحد. أكد محمد حسن ولي أمر تلميذين بإحدي المدارس التجريبية أن ولي الأمر يلجأ إلي مجموعات التقوية لأنها لغير القادرين كما أن معظم المواد في التجريبيات ترتفع المبالغ التي يتقاضاها مافيا الدروس الخصوصية فيها حيث تصل الحصة الواحدة إلي 200 جنيه مشيرين إلي أن مديري المدارس مغلوبون علي أمرهم ولا يستطيعون فعل شيء أمام تمرد المدرسين. أشارت سهام سيد ولي أمر إلي أن مجموعات التقوية هي ملجأ أولياء الأمور الذين لا يستطيعون تكبد عناء الدروس الخصوصية كما أنهم طالبوا المديرين بالالتزام بالقرارات الوزارية وما يؤكد عليه المسئولون بتفعيل مجموعات التقوية لعلاج نقاط الضعف عن التلاميذ. أوضح علاء إبراهيم معلم رياضيات بإحدي المدارس التجريبية أن المعلم لا يتقاضي حقه في المجموعات بسبب الحساب الموحد الذي يضع فيه مديرو المدارس المتحصل من مصروفات المجموعات ولا تأتي بعد ذلك فلماذا يضيع مجهود المعلم ولا يحصل علي حقه. أشار حسام سعيد معلم لغة عربية إلي أن المعلمين لم يتقاضوا حافز التجريبيات منذ شهر مايو الماضي وهذا يجعل المعلم في حالة نفسية سيئة نظراً لزيادة الأعباء كما أن مديري الإدارات رغم علمهم بما يحدث إلا أنهما لا يحركون ساكناً ولا يهتمون بالوقوف إلي جانب المعلم. قال طارق حمدي معلم دراسات إن الروتين الصعب الذي فرض علي عمليات صرف المخصصات المالية لها بدون أي داع يؤثر علي أداء العملية التعليمية واحتياج المدارس إلي المبالغ التي تصرف علي الأنشطة والرحلات والتغذية مشيراً إلي ضرورة إعادة النظر في هذا النظام الذي يضر بالطلاب والمعلمين وإلغائه. أوضح عماد سمير معلم لغة إنجليزية أن ما يحدث من إيداع مبالغ المجموعات المدرسية يضر بالعملية التعليمية لأن هذا النظام لا ينفع الوزارات الخدمية مثل التربية والتعليم حيث توضع الأموال داخل الحساب ولا يتم الصرف إلا بعد فترة كبيرة جدا ولا توجد أي بدائل للصرف مما يجعل المدرس يعزف عن أداء المجموعات ويكون التلاميذ ضحية لهذا الإجراء فمن يتحمل هذه المسئولية خاصة أن كثيراً من أولياء الأمور يرغبون في إشراك أبنائهم بالمجموعات لسد نقاط الضعف ويشارك فيها الطلاب المتميزون. قال فتحي عبدالحميد ولي أمر إنه قام بتحويل ابنه من مدرسة تجريبية إلي أخري وبعد سداد المصروفات في المدرسة الأولي أخبروه بضرورة سداد المصروفات مرة أخري في المدرسة المنقول إليها وأن يقدم طلب استرداد لما دفعه في المدرسة الأولي حيث تم وضع المبالغ في الحساب الموحد مشيراً إلي أنه عند سؤاله بالمدرسة يخبرونه أن يأتي بعد شهور وعلي هذا الحال دون جدوي. أجمع سمير صابر وكمال عصام وتامر محمود علي أن المجموعات المدرسية هي المتنفس الوحيد للتلاميذ لعلاج ضعف استيعابهم داخل الفصول بسبب ارتفاع الكثافات وضيق وقت الحصص ولابد من تفعيلها بشكل جدي حتي تحقق أعظم استفادة كما أنها تحت إشراف التربية والتعليم وداخل المدارس وتواجه الدروس الخصوصية فلماذا لا يتم مكافأة المعلمين عنها وتحفيزهم حتي يقدموا أفضل ما لديهم داخل المجموعات ورحمة بأولياء الأمور من استنزاف جيوبهم. من جانبه أكد خالد حجازي وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة أن هناك مخاطبات لجميع المسئولين من أجل حل مشاكل المعلمين وسوف يتم الصرف خلال الأسبوع القادم بمبلغ يدعم الباب الأول للصرف علي المجموعات وحوافز التجريبيات ورصيد الإجازات. وقال خالد عبدالمنعم مدير عام إدارة العمرانية إن هذه المشكلة حقيقية وتم التحرك واللقاء بالمعلمين وإبلاغ المسئولين لتوفير جميع المتأخرات بما يصب في مصلحة العملية التعليمية.