بعد قرار البنك المركزي.. الحد الأقصى للسحب اليومي من البنوك وماكينات الATM    روسيا تتهم أوكرانيا بمحاولة اغتيال بوتين في الجو    وصول جثامين متفحمة لمجمع الشفاء جراء استهداف مدرسة في قطاع غزة بصاروخين    ترامب: قد يكون لدينا أخبار سارة مع حماس بشأن غزة    عاجل- ترامب يفجّر مفاجأة: "أخبار سارة قريبة بشأن إيران وحماس".. ما القصة؟    محمد صلاح يكشف الصعوبات التي واجهها في بداية مشواره الاحترافي    ليفاندوفسكي: الموسم كان شبه مثالي.. والأهم أننا تُوجنا بالليجا    ملف يلا كورة.. تصريحات صلاح.. عودة حمدي فتحي.. وقرعة كأس العرب    هاني سعيد يهاجم رابطة الأندية: 90% من الفرق خارج حساباتهم وتأجيل مباراة سيراميكا "أصبح مملًا"    جهات التحقيق تصرح بدفن جثمان أحمد الدجوي    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الاثنين 26-5-2025    هشام ماجد يشكر فريق «أشغال شاقة جدًا» بعد الفوز في «كأس إنرجي للدراما»    "ختام دوريات أوروبا".. نتائج مباريات يوم الأحد 25 مايو    منها العائد المادي والاعتداء على الأطقم الطبية.. وزير الصحة الأسبق يكشف أسباب هجرة الأطباء    حُسمت.. الفرق الإيطالية المتأهلة إلى دوري أبطال أوروبا 2025-2026    إصابة نجل الفنانة زينة في هجوم كلب داخل كمبوند بالشيخ زايد    بعد إنكاره للتهم المنسوبة إليه.. تأجيل محاكمة سفاح المعمورة    تنفيذًا لحكم قضائي.. المحامي المتهم بتزوير توكيل عصام صاصا يسلم نفسه لقسم شرطة الجيزة    البترول تكشف تفاصيل حادث تسرب غاز في محطة كارجاس رمسيس    موعد مباراة النصر ضد الفتح اليوم الإثنين في الدوري السعودي للمحترفين    دار الإفتاء توضح حكم تحمل الزوج تكاليف حج زوجته    «تستحمى الصبح ولا بليل»؟ سبب علمي قوي يجنبك فعلها في هذا التوقيت    نجم الأهلي السابق: محمد صلاح ظُلِم في الكرة الذهبية.. وإبراهيم عادل يستحق الاحتراف    زوجة واحدة وربع دستة عشيقات في حياة أقوى عازب في العالم.. حريم بوتين    "هآرتس": قدرة "حماس" لم تتراجع ولديهم 40 ألف مقاتل وآلاف الصواريخ والقذائف    النائب أحمد السجيني: تحفظات كثيرة على مشروع قانون الإيجار المقدم من الحكومة    مجلس إدارة التعليم المدمج بالأقصر يناقش استعدادات امتحانات الترم الثاني خلال اجتماعه الدوري    التعليم تحسم الجدل: مدراء "المبادرة الرئاسية" مستمرون في مناصبهم -(مستند)    تراجع سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء الاثنين 26 مايو 2025    كلب شرس يطارد ابن زينة في الشيخ زايد    ممثلة شابة تتهم طليقها بمطاردتها أعلى المحور.. والشرطة تتدخل    عيار 21 الآن بعد الزيادة الأخيرة.. سعر الذهب اليوم الإثنين 26 مايو في الصاغة (تفاصبل)    لا تتمسك بما لا يخدمك.. برج الجدي اليوم 26 مايو    عمرو أديب عن إرث نوال الدجوي: «قصر واحد على النيل يعيش العيلة في نعيم مدى الحياة»    حدث بالفن | أزمة هيفاء وهبي والموسيقيين والعرض الخاص لفيلم "ريستارت"    داليا البحيري ترد على منتقدي عدم ارتدائها الحجاب: "بص في ورقتك ودع الخلق للخالق"    عايدة الأيوبي: لم أسعَ إلى الشهرة وهذا سبب اعتزالي    محمد صلاح: «مكة بتحب التمثيل.. ومش عاوزها تمثل عشان بنتي»    اتهام مواطن يحمل الجنسيتين الأمريكية والألمانية بمحاولة شن هجوم على السفارة الأمريكية في تل أبيب    الخارجية الروسية: سنُقدم مذكرة احتجاج إلى السويد بعد هجوم على سفارتنا    معجزة طبية في الفيوم: استخراج فرع شجرة من جسد طفل دون إصابات خطيرة    فريق من الجامعة الأمريكية يبدأ تقييم نظم الرعاية الصحية في مصر    وزير الزراعة يحسم الجدل: «مفيش لبن حلال ولبن حرام» (فيديو)    فى ختام التعاملات.. أسعار الذهب فى مصر اليوم    إنشاء كليات وجامعات جديدة.. أبرز قرارات مجلس الجامعات الخاصة مايو 2025    عاجل- وزارة الكهرباء تُطمئن المواطنين: لا تخفيف للأحمال في صيف 2025    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية الإثنين 26 مايو 2025    كيف أطاحت نكتة بوزير ياباني من منصبه؟    تنفيذ أضخم مشروع جينوم بالشرق الأوسط وتسليم عينات جينوم الرياضيين    أحكام الحج (1).. علي جمعة يوضح ما هو الحج وحكمه وفضل أدائه    ما حكم سيلفي الكعبة المشرفة؟ عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى تجيب    المفتي: يوضح حكم التصرف في العربون قبل تسليم المبيع    دليلك لاختيار الأضحية في عيد الأضحى 2025 بطريقة صحيحة    «الإسماعيلية الأزهرية» تفوز بلقب «الأفضل» في مسابقة تحدي القراءة العربي    "عاشور ": يشهد إطلاق المرحلة التنفيذية لأضخم مشروع جينوم في الشرق الأوسط    النواب يوافق نهائيا على مشروع تعديل قانون مجلس الشيوخ    لخفض البطالة.. كلية الاقتصاد جامعة القاهرة تنظم ملتقى التوظيف 2025    إعلام: عطل في اتصالات مروحية عسكرية يعطل هبوط الطائرات في واشنطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أدب وإبداع
يقمها: عمرو رضا
نشر في الجمهورية يوم 07 - 02 - 2019

أكدت وزيرة الثقافة الفنانة د. إيناس عبد الدايم في تصريحات خاصة لها مع جريدة "الجمهورية" بمكتبها الدائم لمتابعة سير فعاليات معرض الكتاب بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس أن نقل معرض القاهرة للكتاب من مقره القديم بمدينة نصر إلي مركز مصر للمعارض والمؤتمرات بالتجمع الخامس حدث ونقلة تاريخية في حياة المعرض وفي عمر الثقافة المصرية بكل المقاييس وأضافت في تعليقها علي النجاح الكبير وربما غير المتوقع للمعرض حتي الآن لابد أن تحمل التجربة الجديدة في المكان الجديد بعض "الديفوهات" لكن يظل النجاح المتحقق حتي الآن كبيرا ومدهشا فعلا.
ولفتت الوزيرة إلي التخوفات التي سبقت المعرض من بعد المسافة مشيرة إلي أنه قد حدث تنسيق كامل بين جهات عديدة منها القوات المسلحة وهيئة النقل العام وغيرها من الهيئات لتذليل تلك العقبة وأضافت: الحمد لله تم توفير وسائل نقل من كافة الميادين لنقل الزوار وهو ما ظهر أثره علي نسبة الحضور الجماهيري الكبير.
من أجل عيون الكتاب فقط
وعن بعض السلبيات في التنظيم قالت عبد الدايم: نحن دائما نأمل في الأحسن والأفضل ونسعي له باجتهاد . ونتمني حدوثه ونحاول توفير كل الأسباب لذلك . وتابعت: إن أفضل ما يمكن أن نشير إليه هو ذلك الحضور الكثيف من الزوار وحرص مئات الآلاف علي الوصول للمعرض رغم بعد المسافة وهو ما يؤكد أن كل هؤلاء لم يحضروا إلا من أجل عيون الكتاب فقط وهذا هو سبب السعادة الحقيقي وأضافت الوزيرة معلقة علي مطالبة البعض بمد أيام المعرض. كنت أتمني فعلا أن نتمكن من مد فترة المعرض أكثر لكن التزامات المكان هنا تفرض علينا الالتزام بوقته المحدد لكن سنسعي العام القادم بإذن الله أن نجعل فترة المعرض أطول عدة أيام.
رعاية الرئيس
وعن عوامل النجاح قالت : لأول مرة يتم الإعلان عن رعاية السيد الرئيس للمعرض فضلا عن حرصه علي افتتاحه دعم هذا الحدث كثيرا ومنحه دفعة كبيرة . فضلا عن وجود جامعة الدول العربية كضيف شرف مع اختيار شخصيتين للمعرض هما سهير القلماوي وثروت عكاشة أثري المعرض جدا.
وأشارت الوزيرة إلي المجهود الكبير الذي بذلته كل لجان تنظيم معرض الكتاب. طوال فترة الإعداد للمعرض وتوقفت كثيرا أمام المشاركة اللافتة للشباب في اللجان المختلفة وما أسفرت عنه تلك المشاركة من إضافات نوعية في الأفكار والمبادرات لافتة إلي دور الشباب المتطوع وحماسه ورغبته في تقديم كل ما لديه لإنجاح الدورة. وأضافت: لا شك أنه سيكون هناك توقف أمام بعض السلبيات التي حدثت خاصة أن المعرض يقام في المكان هنا لأول مرة مما أسفر عن الكثير من المتطلبات المفاجئة للمكان وكنا لا نتوقعها باعتباره مكانا جديدا علينا . ولعلنا نستطيع وهو ما سنسعي إليه أن نتلافي كل تلك السلبيات في دورة المعرض القادمة بعد أن عرفنا جيدا ما يتطلبه المكان من احتياجات.
وعن غياب الكتاب المزور ومحاصرته في تلك الدورة أكدت الوزيرة علي أن هناك جهدا كبيرا حدث وضوابط وقواعد وضعت من أجل تحقيق ذلك. لافتة إلي أن عدد دور النشر زاد بشكل ملحوظ وأن كثيراً من المشكلات تم حلها أمام الناشرين من أجل تحقيق ذلك.
أما عن الهجوم علي المعرض حتي من قبل أن يبدأ فعلقت عبد الدايم قائلة: أنا مع كل الآراء وأرحب بكل رأي مهما كان مخالفا مادام ينتقد بشكل بناء ويبتغي المصلحة العامة. لعل تلك الآراء تضيف لنا شيئا أو نري من خلالها ما لا نراه بأنفسنا. ويكفي في النهاية ذلك النجاح الذي تحقق وأسعد الجميع داخل وخارج مصر وجعلنا نفخر ببلدنا ومعرضها الدولي اللائق بها أمام الجميع.
مطلب واحد.. بالإجماع:
كتاب "الأعمدة السبعة".. في المدارس
المؤرخون في الندوة: مصر "عايشة علي التسامح"
أكد عدد من الكتاب والمؤرخين أن مصر عاشت مستقرة وثابتة علي مدار التاريخ بفضل تميز الشخصية المصرية بثقافة التسامح. وأن النسيج المصري يرفض فكرة الطائفية. وطالبوا بتدريس كتاب"الأعمدة السبعة للشخصية المصرية" للمفكر الراحل ميلاد حنا في المدارس المصرية. باعتباره نموذجا مجسدا للهوية المصرية التي لا تعرف التطرف.
وقال هاني ميلاد. نجل الراحل ميلاد حنا مؤلف كتاب: "الأعمدة السبعة للشخصية المصرية.. ميلاد حنا". إنه لم يكن يقرأ كتاب والده ولكن كان يحضر الكثير من الندوات عن الكتاب بصحبة والده حتي حفظه. مضيفا: "أقترح تدريس كتاب الأعمدة السبعة للشخصية المصرية في المدارس المصرية. فماذا. لو تم تدريس كتاب الأعمدة السبعة في المدارس؟. هذا إلي جانب تنظيم زيارات للطلاب إلي المساجد و الكنائس والأديرة المسيحية والمعابد اليهودية. لإنتاج طفل مدرك بكل الأديان".
وتابع: علينا التعرف علي حقيقة هوية مصريتنا لأنها تخلصنا من أمراض واحتقان بالمجتمع".لافتا إلي أن وصف المجتمع المصري بأنه أحادي لا يخدم الوطن. كما أنه يشوه صورة الإسلام من خلال ممارسات داعش الدموية.
وأضاف أن جماعات العنف والظلام تهدف إلي تقسيم الدول العربية إلي دويلات طائفية ضعيفة. مشيرا إلي تعايش الإسلام والمسيحية أكثر من 14 قرنا. منوها بأن والده شارك في العمل العام والسياسي كعضو لجنة الإسكان بالبرلمان. وأصبح عضوا بالمجلس الأعلي للثقافة.
قال طه عبد العليم رئيس الهيئة العامة للاستعلامات السابق. إن مبدأ "الدين لله والوطن للجميع". كان هو المبدأ السائد عند جميع المصريين. ولنا جميعا كل الحق أن نفخر بمصريتنا. ودولتنا التي استطاعت أن تعيش أكثر من 70% من تاريخها مستقلة. برغم أنها تتميز بموقع استراتيجي. وغنية بالخيرات والكوادر. فمصر هي المكان والمكانة في آن واحد. ويصعب علي أي دولة تذخر بكل هذا وتعيش 70% من تاريخها مستقلة.
وأضاف "عبد العليم". أن الحضارة المصرية القديمة عاشت مستقرة وثابته. والمصري هو كل من ولد علي أرض مصر ولا يعرف وطنا بديلا لها. و90% من المصريين الحاليين جذورهم مصرية في الأساس. وال 10% كان تمثل نسبة من المهاجرين اليونانيين. وبالتالي الأمة المصرية هي أعرق أمة علي وجه الأرض لأن عمرها آلاف السنين.
وكشف عن أن أماني "ميلاد حنا" كانت سامية وعظيمة. حيث كان يحلم بأن تكون مصر دولة مواطنة. الكل سواء في الحقوق والواجبات. كما كان يحلم بمصر بلا طائفية. وأن تكون واحدة من أكبر دول العالم. ولكن ما حدث من إرهاب بعد ثورة 25 يناير. لاسيما بعد أن اعتلي "الإخوان المسلمين" حكم البلاد كان ليقضي علي كل هذه الأحلام.
وقال إن تغيير ثقافة الشعوب هو أصعب التحديات التي تواجه العالم لأن تغيير الثقافات أمر معقد للغاية هذا إلي جانب التحديات الاقتصادية السياسية. ولابد من قراءة الكتاب للتعرف علي الهوية المصرية الحقيقية القائمة علي المواطنة. فالدين لله والوطن للجميع.
وقال الدكتور محمد فياض. أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة طنطا. إنه يعتبر ميلاد حنا مثله الأعلي. مشيرا إلي أن كتابه "الأعمدة السبع للشخصية المصرية" يناقش السمات الشخصية المصرية في 7 أعمدة. حيث أكد - خلالها - أن فقدان أي عمود من تلك الأعمدة سيفقد الشخصية المصرية مصريتها. كما أنه وظف كل مناهج التاريخ في هذا الكتاب وأكد أن مصر يستحيل أن تتحول لدولة طائفية كما حدث في دول أخري. حيث أن النسيج المصري غير قابل لفكرة الطائفية علي الإطلاق.
وأضاف "فياض": "استحضار حنا للنموذج الفرعوني في الكتاب يؤكد علي أبعاد هامة للشخصية تاريخيا. كما تناول الشخصية المصرية في الدولة الفاطمية. لافتا إلي أن الفاطميين حاولوا نشر المذهب الشيعي فيها ولكنهم لم ينجحوا رغم أنهم قضوا ما يقرب من 200 عام. فالطبيعة المصرية أنهم يحبون أهل البيت ولكنهم يرفضون التشيع.
وتابع: الفاطميون شيدوا المساجد وغيرها من الآثار الإسلامية الفاطمية. كما قدموا للمصريين الحفلات والأكلات المختلفة من أجل استقطابهم للتشيع. ولكن المصريين رفضوا التشيع جملة وتفصيلا. فالهوية المصرية من الصعب تغيرها علي الإطلاق.
بدوره. قال الكاتب الصحفي محمد العريبي. إن الشعب المصري يتسم بالتسامح بين جميع الأطياف. فالتسامح هو صفة متأصلة في الشخصية المصرية. مضيفا أنه بعد الفتح الإسلامي لم يتم إجبار أحد في الدولة المصرية علي اعتناق الإسلام. مشددا علي ضرورة إعادة القراءة للشخصية المصرية التي تتسم بالتسامح.
ولفت إلي أن الأفكار المتطرفة التي تظهر من بعض الأشخاص لا تعبر عن السمات المصرية. وأكبر دليل علي ذلك ثورة 30 يونيو ضد حكم الإخوان. قائلا: "إننا نشعر في كتابات الدكتور ميلاد حنا التي بحثت عن الوطنية والوحدة. بأنها تتسم بالخوف علي مستقبل مصر وعلي المصريين.
الحاج يقدم "كشف حساب" اليوبيل الذهبي:
الدولة و"الناس".. شركاء نجاح
كنا "إيد واحدة".. راهنا علي الحضور.. وكسبنا الرهان
376 ألف زائر في "اليوم العاشر".. رقم يتحدث عن نفسه
النسخة الأولي بالمقر الجديد "حاجة تشرف".. والقادم أفضل
كتب - جمال فتحي:
سادت قبل انطلاق دورة اليوبيل الذهبي لمعرض الكتاب حالة من التشاؤم والقلق بين جموع المثقفين وربما الناشرين أيضا بسبب خوفهم من عزوف الجماهير عن حضور المعرض الذي نقل من مقره التاريخي بمدينة نصر إلي مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس. الغريب أن موجة من الطقس السييء أيضا ضربت القاهرة قبل المعرض بأيام فسادت الرياح والأتربة مع البرد الشديد منذرة بانهيار المعرض من كافة النواحي. لكن الحال تبدل تماما مع بداية أيام المعرض ليسود طقس شتوي دافئ وسطعت الشمس طوال النهار وكأن الطقس تعاون مع الدولة التي وفرت كل الوسائل المتاحة لإنجاح المعرض وأهم ما وفرته كان. وسائل النقل المختلفة التي نقلت الآلاف من ميادين مصر المختلفة إلي بوابات المعرض منذ الصباح إلي آخر لحظات مغادرتهم .فضلا عن دقة التنظيم وروعته داخل قطاعات المعرض وأجنحته مما دفع الكثير من الناشرين إلي الثناء علي تلك الدورة وعلي المكان الجديد ومنهم من كتب علي صفحته ذلك أو أعلنه في وسائل إعلام مرئية أو مسموعة . وقد أكدت وزيرة الثقافة د.إيناس عبدالدايم سعادتها الكبيرة بما تحقق مؤكدة أن الجميع شركاء في النجاح لاسيما الشباب الذي كان له حضور لافت في تلك الدورة وأكدت أيضا أن القادم أفضل بإذن الله بعد خروج نسخة المعرض الأولي في المكان الجديد بشكل مشرف لمصر كلها.
ومن جانبه قال الدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة العامة للكتاب : إن عدد زوار معرض القاهرة الدولي للكتاب في اليوبيل الذهبي بلغ 376 ألف زائر في اليوم العاشر لمعرض الكتاب. إذ افتتح المعرض من 23 يناير حتي 1 فبراير.
أوضح "الحاج علي" أن الحضور الكثيف لجمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب "دورة اليوبيل الذهبي" منذ انطلاقه يوم الأربعاء 23 يناير. يؤكد أن الهيئة ربحت الرهان. إذ خذل الجمهور كافة التوقعات التي كانت تدعي عزوف الجماهير عن المعرض بسبب نقله إلي المقر الجديد بالتجمع الخامس.
وشهدت الساعات الأولي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب حضورًا جماهيريًا كثيفًا الأقوي منذ افتتاح المعرض يوم 32 يناير حتي اليوم نهايته فبراير 2019 إذ اكتظت القاعات لأول مرة بالجماهير وامتلأت قاعات الفعاليات بالجمهور. كما اصطف الجمهور بالطوابير علي قاعات الكتب 1. 2. 3. 4.
يذكر أن المساحة الإجمالية للمعرض 45000 متر مربع. عدد المشاركين من دول العالم 169 يمثلون 35 دولة. وعدد الأجنحة 723 جناحًا. وعدد الناشرين 748 ناشرًا. وعدد التوكيلات 525 توكيلا. وعدد الناشرين الإجمالي 1273 ناشرًا. وسور الأزبكية 6 مزاولي مهنة بيع كتب. وعدد دور النشر المصرية التي تشارك لأول مرة 62 درًا.
وعدد دور النشر العربية والأجنبية التي تشارك لأول مرة 24 دارًا. عدد عناوين الكتب الجديدة الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب خلال عامم أكثر من 594 عنوانا. عدد الفعاليات الثقافية 419 فعالية. عدد الفعاليات الفنية 144 فعالية. عدد الفعاليات الخاصة بالطفل 234 فعالية. عدد ورش الكتابة والمسرح والفن التشكيلي 8 ورش. عدد حفلات التوقيع 600 حفلة.
وعدد الضيوف العرب والأجانب 170 ضيفًا. عدد الشعراء المشاركين في قاعة الشعر أكثر من 300 شاعر. وعدد المشاركين في الفعاليات الثقافية 2500 كاتب وناقد ومبدع وفنان.
د.مصطفي بيومي الفائز ب "جائزة ساويرس":
التكريم منحني طاقة إيجابية
"فتنة القراءة" محاولة لفهم الأدب.. واهتم ب "الإنسانيات"
كتب - د.أيمن حماد
فاز الناقد د.مصطفي بيومي عبد السلام الاستاذ في كلية دار العلوم جامعة المنيا. بجائزة مؤسسة ساويرس الثقافية في فرع النقد الادبي لهذا العام. عن كتابه "فتنة القراءة: مقاربات تأويلية في الشعر والسرد والنقد الشارح". وقالت لجنة التحكيم في حيثيات الفوز يدل الكتاب علي تمكن مؤلفه من النظريات الغربية الحديثة. وكذلك الإلمام بأطروحات أهم نقادها مع القدرة علي توظيف هذه النظريات وتطبيقها بمهارة واضحة علي نصوص الأدب العربي. كما يتناول الكتاب نصوصًا أدبية قديمة وحديثة وأجناسا أدبية مختلفة. من شعر ورواية وسيرة ذاتية. ومن ثم فهو كتاب يتسم بعمق الرؤية وسلاسة الطرح. وأيضًا التمكن من اللغة والمصادر والربط القوي بين النصوص التي تناولها بشكل عام. وقد تجلي ذلك تمثيلًا لا حصرًا. في تركيزه علي ثنائية الحياة والموت كقضية وجودية كبري شديدة الأهمية".
الجمهورية التقت د.مصطفي للتعرف عن انطباعه عن ذلك الفوز وما يمثله له والقضايا التي شغلته في ميدان النقد الأدبي والمطروحة في كتابه الفائز.
يقول د.مصطفي: لا شك أن الفوز بجائزة مؤسسة ساويرس الثقافية فرع النقد الأدبي أعطاني "طاقة إيجابية" وهو حافز كبير علي مواصلة الإنتاج بروح متوثبة فعالة. بما يمنحه من تقدير معنوي كبير للعمل في مجال الإنسانيات عمومًا . ومجال النقد الأدبي علي وجه الخصوص.
أضاف: ولقد شغلتني كثيرًا العلاقة بين النقد النظري والنقد التطبيقي. فثمة فكرة سائدة في التداول النقدي تشتمل علي عملية التمييز الدقيق بين النقد النظري والنقد التطبيقي. وتعزو إلي كل منهما خصائص معينة فالنقد النظري يختص بوضع التصورات العقلية المترابطة التي تهدف إلي عمليات التأصيل لطبيعة الأدب وصياغة مفاهيمه الكلية وخصائصه النوعية ومناهج دراسته وتأويله. ومن ثم تكون الأساس أو المرجعية الذي يحكم الممارسة النقدية التطبيقية» والنقد التطبيقي يقوم بمعالجة النصوص تحليلًا وتقويمًا وتفسيرا أو تأويلا من خلال التوجه المباشر إلي نص معين من النصوص أو إلي كاتب أو شاعر ما. أو إلي مجموعة من النصوص لاكتشاف الظواهر والتغيرات الأدبية. أو القضايا التاريخية والاجتماعية والسياسية المتصلة بالنصوص. أو الخصائص النصية والجمالية والبلاغية.
يضيف: ربما لا أطمئن كثيرًا إلي تلك القسمة الحادة التي تميز تمييزا قاطعًا بين النظري والتطبيقي في الممارسات المتنوعة للنقد الأدبي. حتي لو كانت القسمة تفرضها طبيعة القراءات أو التأويلات التي تستهدف إبراز نقطة أو نقاط معينة في الممارسة النقدية. لسبب بسيط هو كيف نتصور نقدًا نظريًا دون ممارسات تطبيقية. وكيف نتصور أيضًا نقدًا تطبيقيًا دون إطار نظري مفاهيمي يحدد له الإجراء والمنهج. إن الأدب ينتج نقدًا علي المستويين النظري والتطبيقي. مستوي يحدد طبيعته ومفاهيمه ومناهج دراسته وتأويله. ومستوي آخر يقوم بفاعلية التفسير والتأويل والحكم والتقييم. وربما أتصور أن المستويين متلازمان في الممارسة النقدية. فلن يكون هناك نقد تطبيقي لا يخضع إلي وجهة نظر معينة. وإلا سيصبح التفسير والتأويل والحكم انطباعيًا وعشوائيًا لا يؤدي فاعليته بجدارة واقتدار. ولن يكون هناك نقد نظري يقوم بفاعليته النظرية دون ممارسات تطبيقية تدفعه إلي عمليات الفحص والمراجعة لسلامة التفسير ومبادئ التقييم والحكم. لينتج تصورات عقلية مترابطة تستهدف التأصيل للمفاهيم الكلية العامة التي يمكن استخدامها في دراسة الأدب.
ويؤكد أن كتاب فتنة القراءة هو التحدي الفعلي للنظري والتطبيقي معا. فلقد تحرك من صك مصطلح فتنة القراءة الذي يشير إلي حال المفتون المعجب بفعل التأويل والتفسير أو هو حال الغواية والابتلاء بفعل التأويل والتفسير. الفتنة في المعجم العربي هي الابتلاء والامتحان والاختبار. وأصلها مأخوذ من فَتَنْتُ الفضةَ والذهبَ إذا أَذَبْتَهُما بالنار لتُميزَ الردئَ من الجيد» وينطوي دال "الفتنة" أيضًا. علي معاني الوله والحب والإعجاب» ولذلك فإن دال "الفتنة" يرتبط ارتباطًا أساسيًا بحال الإنسان. أو بعبارة "أبو البقاء الكفوي": "الفتنة هي ما يتبين بها حال الإنسان من الخير والشر". لكن هذا الحال يعلن عن المزاوجة بين النظري والتطبيقي. معتمدًا علي أن النصوص هي مجال منهجي يتم تجريبه فتبدو فيه فاعلية النظري والتطبيقي. تحرك التجريب المنهجي من البنيوية إلي التفكيك مرورًا بالتأويل التشخيصي وانتهاءً بالنقد الشارح. واستخدم النظريات المعاصرة لإعادة قراءة النصوص الكلاسيكية والحديثة علي السوء.
وعن مضمون الكتاب يوضح: الكتاب هو مجموعة من المقاربات التأويلية أصابتها فتنة القراءة. فكانت الفتنة الأولي في الشعر. وضمت دراستين. تحركت فيهما من النص الشعري الكلاسيكي إلي النص المعاصر. وقرأت في الدراسة الأولي عينية أبي ذؤيب الهذلي قراءة تفكيكية. وقدمت في الدراسة الثانية تأويلا تشخيصيا لإشكالية الموت والحياة في سفر ألف دال ل "أمل دنقل". وجاءت الفتنة الثانية في السرد. وضمت دراستين. تحركت فيهما من القراءة البنيوية للسرد إلي تفكيك خطاب السيرة الذاتية. وقرأت في الدراسة الأولي بنية التحولات في رواية ليالي ألف ليلة وليلة ل "نجيب محفوظ". وقدمت في الدراسة الثانية الكيفية التي يتم بمقتضاها قراءة نصين من نصوص السيرة الذاتية هما "حياتي في الشعر" و"شواهد ومشاهد". أما الفتنة الثالثة فقد وقعت في أسر النقد الشارح. وعالجت تأويل النص النقدي القديم في مجلة فصول.
"الترجمة الأدبية".. أزمة تبحث عن حلول
عقدت ضمن الصالون الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة بعنوان الأدب والترجمة وضمت عددا من من المترجمين العرب عن لغات مختلفة مثل الإنجليزية والروسية والأسبانية والفرنسية والصينية والصربية أدارها الشاعر والمترجم ياسر عبد اللطيف.
بدأ أشرف الصباغ الروائي والمترجم عن الروسية قائلا :إن الوضع في روسيا ودول الاتحاد السوفيتي مختلف بعض الشيء فقد كانت مسألة الترجمة سياسية وايدولوجية وكانت محاولة للاستقطاب وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي لم يعد هناك اهتمام بالثقافة العربية وأضاف في مطلع الألفية ظهر الاهتمام بالثقافة الإسلامية أما بالنسبة للأدب يكاد يكون معدومًا فلا أحد مثلا يعرف نجيب محفوظ في روسيا إلا عدد قليل من المستعربين.
وتابع الصباغ وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي بدأ الاهتمام بالغرب وترجم الروس كتاب غرب من جيلي الستينيات والسبعينيات الذين كانت تتم ترجمتهم سريا قبل انهيار الاتحاد وتم الاحتفاء بهم بعد ذلك لأنهم كانوا كتابا جيدين جدا معتبرا السوريين والعراقيين الأكثر نشاطًا في الترجمة من الروسية بشكل مباشر وليس عن طريق لغة وسيط وعن اللغة الصينية قال المترجم الدكتور محسن الفرجاني أستاذ اللغة الصينية: كان امبراطور الصين يحاول التعرف علي المنطقة العربية لكي يجد حليفًا فالصين تنظر للمنطقة باعتبارها هامة جدًا خاصة مع وجود جيل يدين بالإسلام ومن ثم تهتم بالثقافة الإسلامية واستمرت هذه المحاولات حتي دخلت الصين في العزلة التي فرضها عليها الغرب.
و تابع الفرجاني: في القرن العشرين يرجع التواصل من جديد وتحاول الصين مواجهة قرن الإذلال بعدما فرضت عليها العزلة. وبدأت تستطلع الأحوال بنفس نمطها القديم واستكمل: في فترة من الفترات نقلت
الصين الأدب العربي عبر لغة وسيطة هي اليابانية. ولكن صار للصين مترجمون واعدون يسافرون للعالم العربي ويترجمون الأدب. والكفة تميل نحو الصين في الترجمة من العربية فالصين هي التي تدعم أقسام اللغة الصينية في المنطقة العربية والتي تدرس نمطا من اللغات الصينية الحديثة وليست الكلاسيك.
وعن اللغة الأسبانية رأي الشاعر والمترجم العراقي عبد الهادي سعدون أن أحد الأسباب التي جعلته يدخل مجال الترجمة والنشر من العربية إلي الأسبانية هو قلة الاهتمام بالأدب العربي. مضيفًا: مدرسة الاستعراب المعاصرة في أسبانيا مدرسة نشيطة جدا عكس مدرسة الاستعراب القديمة وقال إن أغلب الترجمات المنقولة من الأدب العربي للأسبانية هي مبادرات فردية. وأغلب المستعربين يبادرون بشكل شخصي وتعرض علي دور نشر بعضها يقبلها والأخري لا.. مضيفا: دور النشر الأسبانية تجارية وتنظر للربح المادي. وأغلب دور النشر الذين تعاملت معهم ينظرون لهذه المسألة وقضية التسييس طبيعية جدًا حاولت أن انشر انطولوجيا للشعر العراقي في اسبانيا بالتسعينيات وكنت أواجه بالسؤال من يعرف الشعر العراق" فيما لفت المترجم علي جعفر العلاق إلي قيام الترجمة في كافة دول العالم كأساس لنهضة حضارية ولكنها لم تؤد لنتيجة مماثلة كما حدث للدول العربية. هناك مؤسسات ثقافية تقوم بذلك.
أما عبد السلام بن عبد العالي: البعض يعتبر الترجمة المباشرة تنتج نسخة أكثر رداءة من الأصل. ومن ثم الترجمة عن لغة وسيطة هي رداءة مزدوجة.
وتابع وعلي العكس من ذلك هيدجر في مقدمة لأول مترجمة لبعض نصوصه الصغري للفرنسية. هذه نصوص ستري النور في لغة جديدة وستحيا فيها حياة جديدة التطوير الفرنسي لهيدجر أحيا الأفكار في لغة أخري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.