تداعت علي الوطن خلال الأعوام السابقة أحداث جسام بين أفكار هدامة تم بثها في عقول الشباب وأنظمة حكم كانت تحبذ السلامة في التعامل مع الأزمات والمواقف الصعبة ولا تحاول أن تقتحمها وتفتحها لتجد حلولاً جذرية.. وظل اعتمادنا لعدة عقود علي مصدر واحد للاقتصاد والتسلح مما نتج عن هذا الاعتماد ارتكازنا علي قوة واحدة تؤثر علي قرارنا السيادي ومع أحداث 25 يناير 2011 وما طال البلاد من أحداث سلبية ظهرت النتائج المترتبة علي التبعية للقوة الأحادية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ومع توالي الأحداث وعنفها تم الاعتماد علي القوات المسلحة لتنتشر في ربوع البلاد وتتواجد مدرعاتها وقواتها في الشوارع والميادين. لتنفيذ مهام حماية الأمن والسلم الداخلي.. وبذل القادة جهداً خرافياً وغير مسبوق للحفاظ علي المعدات والأفراد.. ويتنبه الشعب ويفيق من كبوته وينهض في 30 يونيو ليصحح المسار ويسترد الشعب وطنه من أيدي التنظيم الإرهابي الذين كانوا يودون تمزيق مصر وأخونة مفاصلها وتقطيع أوصالها لتقوم القوات المسلحة بمساندة الشعب واحترام إرادته والوقوف بجواره للتخلص من حكم التنظيم الإرهابي ويحكم الشعب في سنة انتقالية المستشار عدلي منصور ونبدأ في استرداد الوعي ونري اجتماع "2«2" بحضور وزيري الدفاع والخارجية الروسيين.. سيرجي كوارشينكو وسيرجي لافروف ليتقابل مع وزير الدفاع والخارجية المصريين الفريق أول عبدالفتاح السيسي والسفير نبيل فهمي لتلوح في الأفق بداية طيبة وبشرة خير لعلاج ما أصاب مصرنا.. وتوالت بعدها لقاءات "2«2" في موسكو والقاهرة وأيضاً لتكون البداية لدعم سياسي وعسكري روسي.. وبعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مهام رئيس الجمهورية في يوليو 2014 تبدأ زيارات في مختلف الاتجاهات لنتعاقد علي حاملتي الطائرات ميسترال من فرنسا لحماية المصالح الاقتصادية في البحر المتوسط وحماية الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس ونحتفل بالأسطول البحري الجنوبي وأيضاً طائرات الرافال.. وكانت ألمانيا في الوثبة التالية والحصول علي أحدث الغواصات الألمانية جويند وتكنولوجيا تصنيع بارجة بترسانة الإسكندرية ثم إلي روسيا للتعاقد علي أسلحة عديدة تفي بمطالب الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وأيضاً الصين والهند وكانت هناك أخبار يهتم بها المتابعون وهي نقطة أريد أن أوضحها وأقدم الشكر للقيادة السياسية والعسكرية وبخاصة الرئيس عبدالفتاح السيسي شخصياً وهو بند نقل تكنولوجيا تصنيع التسلح إلي مصر مع روسياوألمانياوالصين وخاصة بعد توقيع اتفاقات الشراكة الاستراتيجية مع الصينوروسيا وخلال عامي 2017 و..2018 وتشير مؤسسة جلوبال فاير الدولية إلي حصول القوات المسلحة المصرية علي المركز العاشر بين الجيوش العالمية وهو ما كان له بالغ الأثر في استقلال وحرية القرار السياسي السيادي المصري وأصبح لا يمكن لأحد أن يلوي ذراع الدولة المصرية.. فإن العالم لا يحترم إلا الأقوياء. ومع الإعلان عن مؤتمر "إيديكس 2018" لنعلم أنه يشارك به 41 دولة و56 وفداً رسمياً و376 شركة و10 وزراء دفاع و7 رؤساء أركان جيوش و10 وزراء إنتاج حربي مع إنتاج ضخم متميز للتصنيع الحربي المصري الذي يواكب أحدث التقنيات التكنولوجية الحديثة ورغم ما تم الإعلان عنه إلا أنه لا يقارن لمن يذهب ويشاهد الحقيقة وعندما يطالعك التنظيم الجيد لصالات العرض والاهتمام بكافة التفاصيل الدقيقة تتأكد أن هناك جهداً كبيراً مبذولاً كما أعتقد أن وجود كل هذا العدد من كبري الشركات العالمية في الصناعات الدفاعية يعود بنفع كبير علي الشركات والصناعات المصرية نتعرف من خلالها علي أحدث التكنولوجيات ويتيح لأكبر عدد من الشركات والمهندسين بمصر الاطلاع علي كل ما هو جديد في عالم التسليح. وأعتقد أن معرض "إيديكس 2018" سيكون له تأثير إيجابي علي مصر اقتصادياً من خلال تنشيط التعاون مع الأشقاء العرب والأفارقة بطلب شراء السلاح المصري وأيضاً الشعور الطيب بالأمن والأمان مع العدد الهائل من الزوار الذي فاق كل التوقعات مما يسهم بصورة إيجابية عن السياحة فالمعرض ساهم في إظهار قدرات التصنيع للأسلحة الحديثة التي توصلت لها مصر في المجال العسكري. كما أتاح المعرض فرصة ذهبية لتبادل الخبرات والتكنولوجيا الحديثة. ففي "إيديكس 2018" رأيت الشغف في عيون العسكريين المصريين وتسعد أكثر بمناقشات واهتمام طلبة الكليات العسكرية المملوءة بالأمل والتحدي للتعرف علي آخر ما توصل له العلم في الصناعات العسكرية. والاطلاع علي مختلف التجارب. يتجولون. ويتحدثون. ويجربون. بآفاق لا محدودة للتحصيل والتعلم ومعرفة كل جديد ولا أخفي إعجابي بالشباب من المدنيين الذين كنت أري في نقاشهم انبهاراً بما وصلت إليه مصر عسكرياً ولا أدري لماذا لا يتم نشر هذه الصور الإيجابية المتميزة من شبابنا الواعي وخاصة بعد فرحة شبابنا الواعد بالنقاش حول من منع عن مصر خمس طائرات أباتشي سافرت للصيانة الدورية وأيضاً رفض تسليم أخري جديدة سبق التعاقد عليها عام 2011 لنجدهم يتسابقون مع الشركات والدول الأخري لعرض إنتاجهم في "إيديكس 2018" ليزيد لدينا جميعاً فخرنا بمصر الجديدة وشاهدت الزيارات اليومية للقائد العام وزير الدفاع الفريق أول محمد ذكي ورئيس الأركان الفريق محمد فريد حجازي ورؤساء الأفرع الرئيسية خلال الأيام الثلاثة بعد افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي المعرض في اليوم الأول ورأيت علامات التقدير والإعزاز في عيون ضباط الوفود المشاركة وأيضاً الزائرين للمستوي الراقي الذي شاهدوه مع بشرة خير لتعاون الأشقاء العرب للاستثمار واستكمال البناء لما تم التوصل إليه لتحقق الهيئة العربية للتصنيع الأغراض التي تم الإنشاء من أجلها وتحقيق الأمن القومي العربي وسيادة القرار العربي.. إن مصر بتنظيمها هذا الحدث الكبير وكم الاتفاقيات التي عقدتها الدولة المصرية مع العديد من الدول العربية والأفريقية تؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح والقادم أفضل. لقد تملكني الفخر وأنا أغادر مؤتمر "إيديكس 2018" كونه يضع مصر في موقعها الذي تستحقه علي خارطة الدفاع والأمن العالمية. كما أني غادرت المعرض وأنا أتطلع إلي "إيديكس 2020" فتقييمي للتجربة التي تخوضها مصر لأول مرة لن تكون الأخيرة. فمصر بدأت تنظيم هذا الحدث وستواظب علي ذلك لتضيف في كل تجربة مكاسب جديدة. التوقيت عبقري. والتنظيم مشرف. والتأثير المنتظر مبشر. والمشاركة واسعة بل ورفيعة المستوي والرسالة الأهم لهذا المعرض فهي زيادة الوعي خاصة لدي الشباب بما تقوم به الدولة والقوات المسلحة لوضع مصر في مصاف الدول الكبري والمتقدمة فمصر حققت إنجازات عظيمة في الحرب علي الإرهاب وفي بناء دولة قوية اقتصادياً وعسكرياً. حفظ الله مصر