"احضر بنفسك وإلا انقطع المعاش". مأساة يعيشها كبار السن من أصحاب المعاشات. حيث تلزمهم وزارة التضامن بالذهاب كل ستة أشهر إلي مكتب التأمينات لاثبات انهم علي قيد الحياة وإلا يتوقف صرف معاشهم. غير عابئين بما تعانيه هذه الفئة من مرض وعجز. تقول فاطمة ابراهيم بالمعاش تعرضت لحادثة تسببت في كسر قدمي وقمت باجراء جراحة وتم تركيب شريحتين ومسمار في القدم مما صعب عليّ الحركة والنزول. ورغم تقديمي لتقرير طبي يثبت حالتي إلا أن مكتب معاشات مصر الجديدة لم يقتنع وطالبوني بعمل توكيل لأي شخص يتم صرف المعاش بموجبه. فاضطررت لعمل توكيل لزوج ابنتي وتم صرفه بعد انقطاع دام عدة أشهر. تضيف رقية عبدالفتاح. ابلغ من العمر 78 عاماً. ويتم ايقاف معاشي كل ستة أشهر بحجة اثبات انني علي قيد الحياة. متسائلة لماذا لا يرحمونا ويتم تسهيل الاجراءات بدلاً من تعقيدها وإذا كانت هناك ضرورة لتحديث البيانات لضمان عدم اهدار المال العام لماذا لا يتم ربط شبكة التأمينات بشبكة الأحوال المدنية لمعرفة حالات الوفاة في وقتها. وتغليظ العقوبة لمن يقوم بالصرف دون وجه حق؟! ويوضح إمام مدكور. ابلغ من العمر 73 عاماً. وقد ضاع عمري لأكثر من 35 عاماً في خدمة البلاد وخرجت أعاني المرض والعجز. فمنذ بلوغي السن وأنا مريض أزمة ربوية مزمنة يتم حجزي علي أثرها في المستشفي وامنع من بذل أي مجهود. ومع ذلك اتوجه شهرياً إلي التأمينات لصرف معاشي خوفاً من ايقافه. خاصة أن العديد من زملائي تم ايقاف معاشهم بحجة اثبات قيد الحياة. وأخشي أن اواجه نفس المصير وأعاني الأمرين حتي عودة حقي. يقول جلال عبدالمنعم بالمعاش خرجت علي المعاش منذ ثلاث سنوات. وبدلاً من أن تكرمني الدولة علي عمري الذي افنيته أجد إهمالاً وتجاهلاً كبيراً من الحكومة. فلا توجد رعاية صحية آدمية تليق بشيخوختنا. بخلاف غلاء المعيشة الفاحش والذي يفترسنا. فالوزارة لا تعترف أنها تتعامل مع فئات خاصة يجب تطبيق الإنسانية وروح القانون معها قبل نصوصه الجامدة. علاوة علي سوء تعامل الموظفين معنا. وكأننا في رحلة عذاب نتسول فيها أموالنا. ويضيف نبيل أبو سريع أعاني من خشونة في القدمين تجعلني في بعض الأحيان لا استطيع الحركة مطلقاً ومع ذلك اتحامل واضطر للذهاب إلي مكتب التأمينات لانجاز أي أوراق متعلقة بملف خدمتي. وللأسف اشاهد الموظفين بمكتب التأمينات يتعاملون بمنتهي القسوة مع كبار السن. حيث يضطر البعض للحضور بسيارة اسعاف لاثبات حياته أو انهاء اجراءات خاصة به. حيث لا يتم الاعتراف بالأوراق الرسمية مثل التوكيل وغيره مما يجعلني أخشي أن أعاني نفس المصير مع تقدم السن. يؤكد أحمد متولي أتقاضي معاش عجز عن والدي. وتطالبني المعاشات كل عام بالحضور للعرض علي "القومسيون" الطبي للتأكد من استمرار مرضي. فهل من المعقول أن اعاني سنوياً لاثبات مرضي وأنا في مثل هذه السن. فلماذا لا يتم اعفاء بعض الأمراض المزمنة من هذا الاجراء. ولكن للأسف بدلاً من التيسير علينا يتم تعقيد كافة الاجراءات. فكل عام يطالبوني باحضار شهادة إدارية مختومة تفيد بأنني علي قيد الحياة. رغم اني اقف أمامهم!! ويري الحلي محمد. انه لا يوجد مانع من قيام هيئة التأمينات باجراءات احترازية للحفاظ علي حقوقها وأموال أصحاب المعاشات. فهناك ملايين الجنيهات يتم اهدارها ويستولي عليها البعض بدون وجه حق. ولكن يجب أن يتم تفعيل دور التكنولوجيا الحديثة لاختصار الاجراءات للحد من اهانة المواطن. وأبسط مثال لذلك هو ربط التأمينات بالأحوال المدنية ومن خلال ذلك يتم التأكد من الوفيات والأحياء.