رسميًا.. فتح باب التقديم لمدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا STEM .. الرابط والشروط    سعر الذهب اليوم الخميس 10-7-2025 بعد تراجع عيار 21 بالمصنعية بنحو 20 جنيهًا    البنك الزراعي يوافق على تمويل إنشاء مدرسة زراعية بنظام الفصل الواحد في قرية بأسيوط    أسعار الفراخ والبيض اليوم الخميس في أسواق المنوفية    البرازيل في مرمى نيران رسوم ترامب الجمركية.. وبرازيليا تتوعد بالرد بالمثل    تداول أسئلة مزعومة لامتحانات الأحياء والإحصاء لطلاب الثانوية العامة 2025    عودة الحركة المرورية على طريق بنها -المنصورة بعد رفع سيارة نقل انقلبت ب9 عمال في القليوبية    ارتفاع الأمواج 3 أمتار.. بيان عاجل بشأن حالة الطقس: «حافظوا على سلامتكم»    روبي ضمن القائمة.. زيجات في حياة المخرج سامح عبد العزيز    وكأنه شعر بقرب الرحيل.. آخر ما كتبه سامح عبد العزيز على حسابه الرسمي (صور)    تزامنا مع عيد ميلاده ال 18.. انطلاق أولى حلقات الموسم الجديد ل برنامج «واحد من الناس» الأحد    بالتعاون مع «برشلونة».. «الصحة» تنظم ورشة عمل لتعزيز تشخيص وعلاج سرطان الكبد (تفاصيل)    تمهيدًا للرحيل إلى الهلال.. تقرير: هيرنانديز خضع لفحص طبي في باريس    باريس سان جيرمان وتشيلسي في نهائي كأس العالم للأندية.. الباريسي يكتسح الريال برباعية ويسعى للخماسية.. عثمان ديمبلي يقترب من الكرة الذهبية.. وإنجاز تاريخي ينتظر حكيمي    وفاة المطرب الشعبي محمد عواد بشكل مفاجئ    الرئيس السيسي يصدر قرارين جمهوريين    إسرائيل تعترض صاروخًا باليستيًا أُطلق من اليمن    أمطار ورياح في «عز الحر».. فوضى مناخية تضرب الصيف    وزير الطاقة السوري يبحث سبل التعاون مع شركة جزائرية في قطاع الكهرباء    الحكومة السورية: نرفض التقسيم أو الفدرلة و نؤكد تمسكنا بمبدأ سوريا واحدة    نوفوستي: الدفاع الجوي الروسي يُسقط 14 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليل    رابط الاستعلام عن نتيجة التظلمات في مسابقة 20 ألف وظيفة معلم مساعد    أول قرار من فيريرا بعد تولي القيادة الفنية لنادي الزمالك    «عشان أوضة اللبس».. محمد عمارة يُطالب الأهلي ببيع وسام أبو علي وزيزو وإمام عاشور    غضب داخل ليفربول تجاة ثنائي الفريق بسبب عدم احترام وفاة جوتا    بعد 13 عامًا.. باريس سان جيرمان يعجل رحيل مودريتش عن ريال مدريد    إمام عاشور برفقة ياسر إبراهيم وعائلتهما في المصيف    الهيئة العليا للوفد توافق على طلب رئيس الحزب بطرح الثقة في نفسه    اليوم الخميس| آخر تقديم ل 178 فرصة عمل بالإمارات ب 24 ألف جنيه    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر للقطاع العام والخاص والبنوك والمدارس    "الأهالي مسكوه متلبس".. حكم قضائي ضد المتهم بسرقة شاب بالإكراه في الجيزة    "جروك".. آداة ماسك للذكاء الاصطناعي ترشّح "هتلر" للتعامل مع اليهود    البابا تواضروس الثاني يتحدث عن "صمود الإيمان" في اجتماع الأربعاء    لولا دا سيلفا ردا على رسوم ترامب الجمركية: البرازيل دولة ذات سيادة ولن نقبل الإهانة    منذ فجر الأربعاء.. استشهاد أكثر من 100 فلسطيني في مختلف مناطق غزة    بينهم 3 أطفال.. 5 شهداء جراء استهداف خيامًا تؤوي نازحين غربي خان يونس    وفاة المخرج سامح عيد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة    بالصور| السقا يحتفل بفيلمه "أحمد وأحمد" مع جمهوره في دبي    من مباراة الأهلي لشرط الحجاب.. القصة الكاملة لزوجة محمد النني للمرة الثانية    روتانا تروج لدويتو محمد منير وتامر حسني    الوداع الأخير.. المطرب محمد عواد في عزاء أحمد عامر ثم يلحق به اليوم فجأة    ما حكم الوضوء بماء البحر وهل الصلاة بعده صحيحة؟.. أمين الفتوى يحسم (فيديو)    قانون الإيجار الجديد.. هل يُنهي صراعات الماضي؟    الولايات المتحدة تشهد أسوأ تفش للحصبة منذ أكثر من 30 عاما    شركة البرلس للغاز تنجح في إضافة البئر الثاني "سبارو ويست-1" إلى خريطة الإنتاج بمعدل 40 مليون قدم مكعب يومياً    ما أحكام صندوق الزمالة من الناحية الشرعية؟.. أمين الفتوى يوضح    النائب العام يشارك في اجتماعات «اليوروميد» بلاهاي ويبحث مع رئيس «يوروچست» تعزيز التعاون القضائي والتدريب المشترك    ختام مارثون الثانوية العامة بأسيوط اليوم    موقف صلاح مصدق من الرحيل عن الزمالك    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 10-7-2025 في محافظة قنا    عصام السباعي يكتب: الأهرام المقدسة    جامعة كفر الشيخ: مركز التطوير المهنى نموذج خدمى متكامل    لرسوبه في التاريخ.. أب يعاقب ابنه بوحشية    عميد القلب السابق يكشف المؤشرات الأولية ل الإصابة ب الجلطات (فيديو)    مستشار الرئيس لشؤون الصحة: ظهور متحور كورونا الجديد «نيمبوس» في 22 دولة    بالصور .. الدفع بالسفينة البرلس pms للمشاركة فى البحث عن المفقودين بحادث البارج أدمارين 12 بجبل الز    أحمد سعد يثير الجدل بحقيبة هيرمس.. لن تتوقع سعرها    أصيب به الفنان إدوارد.. 5 علامات تكشف إصابتك بسرطان الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أديب فوق التسعين يجسِّد أزمة أصحاب المعاشات
التأمينات طلبت من وديع فلسطين إثبات أنه حي!
نشر في آخر ساعة يوم 21 - 11 - 2017

أساءت التأمينات التصرف مع الأديب الكبير وديع فلسطين (95 عاماً)، حينما ذهب لصرف معاشه المتوقف، حيث طلب منه الموظف الصعود للدور الثالث ورفض النزول إليه في الدور الأرضي، لإثبات بقائه علي قيد الحياة وصرف المعاش له! كان لابد من الوقوف أمام هذه القضية، حيث إن هناك آلاف الأصوات من أصحاب المعاشات لا يسمعها أحد تقف عاجزة أمام قوانين عفّي عليها الزمن، وهناك آلاف من أرباب المعاشات فوق سن الثمانين يترددون في مضض علي مكاتب صرف المعاشات تجرهم العكازات والأمراض ويقفون في طوابير طويلة، وفي النهاية يجدون أنفسهم أمام قوانين تجبرهم علي إثبات أنهم لا يزالون أحياءً ليتمكنوا من صرف المعاش!
لم يجد وديع فلسطين وهو كاتب من جيل الأربعينيات يبلغ من العمر 95 عاماً، وأصدقاؤه سوي مواقع التواصل الاجتماعي لعرض مشكلتهم، حيث قال فلسطين: فوجئت بتوقف المعاش، وذهبت إلي أماكن كثيرة ولم أجد الحل وظل أصدقائي وتلاميذي يعرضون مشكلتي علي مواقع التواصل، وما حدث معي عندما ذهبت إلي الوزارة وطلب مني موظف التأمينات الذهاب إلي الدور الثالث لإثبات أنني مازلت علي قيد الحياة لأتمكن من استعادة المعاش مرة أخري، لكن عندما علمت وزيرة التضامن الاجتماعي بالأمر حلت المشكلة وأرسلت لي مندوبين من الوزارة يعتذرون لي عما بدر من الموظف.
فيما قالت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي إنه عند مراجعة الجهاز المركزي للمحاسبات أعمال التأمينات اختار الجهاز عشوائيا 10 أسماء تخطت أعمارهم 95 عاماً للتأكد من أنهم مازالوا علي قيد الحياة، إلا أنها وسيلة قديمة لجأ لها الموظف، تم إلغاؤها منذ عام. وأوضحت أن هناك ربطا إلكترونيا مع مكاتب الصحة يغني عن تردد كبار السن علي المكاتب لإثبات أنهم علي قيد الحياة، وفور إصدار شهادة الوفاة يتم تحديث بيانات صاحب المعاش في التأمينات، ولذلك فإن الموظف لجأ لوسيلة تم إلغاؤها.
وما بين الواقع والمفروض وما يعانيه أصحاب المعاشات يفاجأ أصحاب المعاشات بين الحين والآخر بتوقف المعاش والحل يكون "كعب داير" ليتمكنوا من استرجاعه مجدداً، بالإضافة إلي أن هناك بعض الشخصيات بمراكزهم القيادية يصرون علي التعامل بأساليب قديمة، لا تتناسب مع أصحاب المعاشات الذين تجاوزت أعمارهم ال 60 وأكثر، وهم في حاجة إلي التقدير وليس الإهانة، بالإضافة إلي تكدسهم في الطوابير علي مكاتب صرف المعاشات.
يقول بدري مكي (من أصحاب المعاشات): اليوم الذي أذهب فيه لصرف المعاش هم ثقيل علي قلبي، فلابد من النزول مبكراً جدا حتي ألحق مكانا متقدما بالطابور. نسير علي هذا المنوال أيضاً في التأمينات وعند صرف العلاج وبالطبع نحن جميعاً تجاوزنا الستين ولدينا أمراض كثيرة، فأنا مريض ضغط وقلب وسكر، أما خدمة توصيل المعاش إلي المنازل فلم أسمع عنها من قبل وأعتقد أن الجميع مثلي، وإلا لم نشهد هذا الزحام كل شهر أثناء صرف المعاش.
ويشير إبراهيم أحمد (تجاوز السبعين من عمره) إلي عدم قدرته علي المشي بصورة طبيعية سوي بالعكاز ورغم ذلك فهو مضطر للذهاب كل شهر لصرف المعاش الذي يمثل بالنسبة له مصدر الدخل الوحيد، ويقول: أضطر للذهاب شهرياً بنفسي لصرف المعاش وأتحمل المشاجرات والمعاملة غير الآدمية من الموظفين، كما أننا نجد موظفا واحدا علي شباك واحد يتعامل معنا رغم أن عددنا كبير، لذا نرجو أن ينتبه لنا أحد وأن يتم تخصيص أكثر من موظف أيام صرف المعاشات للتعامل مع مستحقي المعاشات حتي لا نضطر للوقوف بالساعات ونحن في أمس الحاجة للراحة بعد تعب السنين.
أما سعيد العجاتي (يتجاوز عمره 85 عاماً) فقد تم إيقاف معاشه أكثر من مرة، وكان لابد من التردد علي المكاتب ليعلم أين ذهب المعاش! يقول: فوجئت عند صرف المعاش آخر مرة بتوقف المعاش دون إخطاري بالسبب، ولم أستطع إرجاعه مرة أخري، إلا بعد عدد من المشاوير لا حصر لها، لأسترجع في النهاية معاشا لا يكفي لآخر الشهر.
من جانبه، أوضح سامي عبدالهادي رئيس الصندوق العام والخاص للتأمين الاجتماعي أن الوزارة فيما حدث مع الكاتب وديع فلسطين وعدته بصرف المعاش له وتوصيله إلي منزله مطلع كل شهر ليتجنب مشقة الذهاب بنفسه، مؤكدا أن هناك نظاما متبعا بتوصيل المعاش للمنزل لكل صاحب معاش يطلب ذلك، مشيرا إلي أنه لا أحد مسموحاً له بالتجاوز مع أصحاب المعاشات، وأن ما حدث مع الكاتب الكبير يعتبر تصرفا فرديا وغير مقصود رغم أن القوانين معلومة للجميع ولا خلاف عليها، مؤكداً أن ما حدث لا يمكن أن يتكرر.
فيما يقول البدري فرغلي رئيس اتحاد أصحاب المعاشات: نحن نعاني ونبكي ونصرخ من هول ما نلقاه، فأصحاب المعاشات يذهبون بالملايين ليناموا أمام منافذ صرف المعاشات حتي يتمكنوا من صرف معاشاتهم، فيتحمل كبار السن والمشايخ المهانة والذل أوقاتا في البرد الشديد أو تحت أشعة الشمس، رغم أنهم في نهاية حياتهم ولابد من تكريمهم، فلا أحد يراعي ظروفهم الصحية أو الاجتماعية فكل ذلك يحدث وسط تجاهل تام من المسئولين.
وأكد "فرغلي" ضياع حقوق أصحاب المعاشات، فلا عجب من أن يتم انتهاك حقهم في توصيل المعاش لهم فكل ذلك مجرد كلام علي ورق بالإضافة إلي أننا لا نجد معاملة حسنة من موظفي المكاتب، مشيراً إلي أن أصحاب المعاشات دائما سيظلون يطالبون بحقوقهم، ونحن لنا حق أن نكرم بعد هذا العمر، كما أننا في حاجة إلي حقائق فعلية وليس مجرد كلام في تصريحات إعلامية، فهناك آلاف من أصحاب المعاشات أعمارهم لا تؤهلهم للوقوف بالساعات من أجل الحصول علي معاش لا يكفي قوت يومه، أو أن يذهب لإثبات أنه مازال علي قيد الحياة من أجل خطأ من موظف غير مقصود.
من جانبه يعلق سعيد الصباغ رئيس النقابة العامة للمعاشات علي أن مستحقي المعاشات من المفترض أنهم وصلوا إلي مرحلة من العمر أصبحوا فيها غير قادرين علي الاعتماد علي أنفسهم فمنهم المصابون بالأمراض، ومنهم غير القادر علي الحركة بصورة طبيعية خاصة من تتجاوز أعمارهم ال 80، ولذلك فإن التأمينات ملزمة بتوصيل المعاش لمستحقيها بناء علي طلب من صاحب المعاش ولكن هناك بعض المكاتب التي تحترم هذا الكلام وتنفذه، وتحترم أصحاب المعاش وتتفنن في تقديم الاحترام والتقدير لهم، وهناك مكاتب العكس تماماً حيث تتعامل مع أصحاب المعاش بدونية شديدة وبتصرفات غير مسئولة من أشخاص من المفترض أنهم مسئولون وفي مراكز قيادية لابد أن تراعي مصالح الناس.
يتابع: "من أمن العقوبة أساء الأدب"، ولذلك من السهل علي الموظف أن يأخذ قرارا بقطع معاش أي شخص دون أن يسأل نفسه كيف سيعيش هذا الشخص من غير المعاش الذي يعتمد عليه للأكل والشرب، فلو يعلم كل موظف أنه سيوجد من يحاسبه علي فعلته سيفكر ألف مرة قبل استخدام قوانين قديمة لتعذيب المواطن، فالكاتب وديع فلسطين وجد من يعتذر منه ويحل مشكلته، لكن من سيحل مشكلات الآلاف من أصحاب المعاشات، فما يتعرض له أصحاب المعاشات يعتبر تصرفات غير إنسانية، بداية من التعدي علي أموال الصناديق إلي التعامل معهم بطرق غير مناسبة مع أعمارهم.
يضيف: الحكومة في التعامل مع المواطن يوجد مندوب كل شهر من مصلحة المياه أو الكهرباء يذهب إلي المنازل ويحصِّل الفواتير، كذلك هناك تجارب أخري استحدثت كذهاب موظف من الشهر العقاري إلي المنازل لعمل توكيل من شخص لآخر في حالة عدم قدرة الشخص علي الذهاب بنفسه، إذاً لماذا لم يذهب مندوب لمستحقي المعاش إلي منزله لتوصيل المعاش له، فصاحب المعاش اشترك في نظام التأمينات وظل يدفع لسنوات طويلة، لذلك لابد من احترامه والتعامل معه بآدمية وأي شخص يحاول استخدام التعنت معه يحاسب ويكون عبرة لغيره، فلابد من أن تشرِّع الدولة قوانين تجرِّم مثل هذه الأفعال مع أصحاب المعاشات لأنه إذا علم كل مسئول في موقعه أنه توجد قوانين لابد أن تطبق وسيحاسب كل من يخالفها، مؤكداً علي وجوب احترام أصحاب المعاشات والحفاظ علي كرامتهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.