الغربية ترفع شعار النظافة والتجميل أولا.. والمحافظ: لن نرضى إلا بأبهى صورة للمحافظة    الإسكان: رفع كفاءة 5.2 كيلومتر بالمحور المركزي في مدينة السادات    صحة غزة: حصيلة إصابات الحرب تتجاوز 138 ألفا    استشهاد 67 طفلا في غزة بسبب سوء التغذية    المبعوث الأمريكي لسوريا : لبنان أمام تهديد وجودي.. وقد يعود ل«بلاد الشام»    شيخ الأزهر ينعى الدكتور رفعت العوضي عضو مجمع البحوث الإسلامية    الجيش اللبناني: توقيف 109 سوريين داخل الأراضي اللبنانية لعدم حيازتهم أوراقًا قانونية    ماريسكا: باريس سان جيرمان أفضل فريق في العالم    السيطرة على حريق بمصنع تدوير قمامة في الفيوم دون إصابات    ضبط 5444 قضية بمجال الأمن الاقتصادي خلال 24 ساعة    في الذكرى ال50 على رحيلها.. أمسية ل«أرواح في المدينة» عن أم كلثوم بمكتبة الإسكندرية    كريم عبد العزيز يتصدر المركز الثاني في شباك التذاكر بفيلم "المشروع X"    حسين الجسمي يطلق ألبوم 2025.. أغنيتان جديدتان كل أسبوع طوال الصيف    منتخب المواي تاي يبدأ الاستعداد للمشاركة في بطولة العالم للشباب بأبوظبي    مصر تتوج بذهبيتين بمنافسات تحت 19 سنة ببطولة العالم للخماسي الحديث    مع اقتراب رحيله بشكل نهائي.. ماذا قدم أحمد عبد القادر مع الأهلي؟    "لن يخسروا بسبب يوم واحد".. تيباس يرد على مطالب ريال مدريد بتأجيل مباراة أوساسونا    طلب إحاطة لوزير العمل بشأن تفاقم أزمة عمالة الأطفال    مجزرة جديدة في رفح الفلسطينية وتحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة الدراجات النارية بالزيتون    حبس خفير لاتهامه بقتل زوجته ودفنها بمزرعة في الشرقية    انتظام لجان امتحانات كلية الطب بجامعة قناة السويس    وزيرة البيئة تبحث مع سفيرة المكسيك بمصر سبل التعاون    استعدادًا لانتخابات الشيوخ.. هيئة مكتب الجبهة الوطنية بالمنيا تعقد اجتماعًا تنظيميًا    الصحة: خبير مصري عالمي يجري 6 جراحات دقيقة بمستشفى عيون دمنهور    تحرير 137 مخالفة للمحلات غير الملتزمة بمواعيد الغلق    رئيس الجمارك: نتطلع إلى استراتيجية عربية مشتركة للتعاون الجمركي والإداري    نتيجة الثانوية العامة 2025.. جار تصحيح المواد لتجهيز النتيجة    وزير قطاع الأعمال يترأس الجمعية العامة ل"القابضة الكيماوية" لاعتماد الموازنة    الأهلي يبحث ترضية وسام أبو علي لإغلاق ملف الرحيل في الصيف    وزير الري يشارك فى الاحتفال بالذكرى الحادية والثلاثين لعيد التحرير الوطني لدولة رواندا    "متحف ركن فاروق" في حلوان بخير.. لا صحة لادعاءات الحريق | صور    منى الشاذلي ترد بحرفية على أزمة مها الصغير .. ورضوى الشربيني تدعمها    آمال رمزي: ميمي شكيب بنت بشوات واتظلمت جامد    لليوم الثاني.. استمرار تلقي الطعون على الكشوف المبدئية لمرشحي مجلس الشيوخ بالمنيا    وزيرة التنمية المحلية توجه بمشاركة صاحبات الحرف اليدوية في المعارض الدائمة    هيئة الرعاية الصحية تعن أبرز انجازاتها في مجال التدريب وتنمية الموارد البشرية    فوائد وأضرار شرب المياه بعد الوجبات مباشرةً    القبض على لص الدراجات النارية بحي غرب سوهاج    اليوم.. بدء محاكمة المتهمين بقتل طالب «المعهد التكنولوجي» في العاشر من رمضان    غدا.. «من القلب إلى القلب: الأم حارسة تراث أغاني الأطفال» مائدة مستديرة بالمجلس الأعلى للثقافة    يورجن كلوب: لا أستطيع تجاوز صدمة وفاة جوتا    تبدأ من 15 جنيهًا.. أسعار المانجو اليوم السبت 12 يوليو 2025 في سوق العبور    تنسيق الدبلومات الفنية 2025 التجارة والزراعة والتمريض والصنايع والسياحة فور ظهوره (رابط)    أسفر عن مصرع وإصابة 7.. المعاينة الأولية: انعدام الإضاءة وراء حادث تصادم كوبري المحلة    صحة الشرقية تعلن تنفيذ حملة للتبرع بالدم    رئيس جامعة الأزهر: دعاء "ربنا آتنا في الدنيا حسنة" من كنوز الدعاء النبوي.. وبلاغته تحمل أسرارًا عظيمة    ريال مدريد يهنئ فينيسيوس جونيور بعيد ميلاده ال25    رئيس البرازيل: مجموعة "بريكس" تسعى لتعزيز آلياتها المستقلة لتعميق العلاقات التجارية    9 جنيهات لكيلو البطاطس.. أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    محمد فؤاد يشعل افتتاح المسرح الرومانى بباقة من أجمل أغانيه    دار الإفتاء توضح مسؤولية الوالدين شرعًا تجاه أولادهم فيما يتعلق بالعبادات    ما هو أقل ما تدرك به المرأة الصلاة حال انقطاع الحيض عنها؟.. الإفتاء تجيب    الرئيس السيسي يتوجه إلى غينيا الاستوائية للمشاركة في القمة التنسيقية للاتحاد الأفريقي    بائع مصري يدفع غرامة 50 دولارًا يوميا بسبب تشغيل القرآن في تايمز سكوير نيويورك.. ومشاري راشد يعلق (فيديو)    نجيب جبرائيل: الزواج العرفي لا يُعد زواجًا بل «زنا صريح» في المسيحية (فيديو)    باحث بمرصد الأزهر: التنظيمات المتطرفة تستخدم الخوف كوسيلة للسيطرة    أحمد سليمان يتحدث عن.. الدعم الجماهيري.. وشرط استمرار فيريرا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أديب فوق التسعين يجسِّد أزمة أصحاب المعاشات
التأمينات طلبت من وديع فلسطين إثبات أنه حي!
نشر في آخر ساعة يوم 21 - 11 - 2017

أساءت التأمينات التصرف مع الأديب الكبير وديع فلسطين (95 عاماً)، حينما ذهب لصرف معاشه المتوقف، حيث طلب منه الموظف الصعود للدور الثالث ورفض النزول إليه في الدور الأرضي، لإثبات بقائه علي قيد الحياة وصرف المعاش له! كان لابد من الوقوف أمام هذه القضية، حيث إن هناك آلاف الأصوات من أصحاب المعاشات لا يسمعها أحد تقف عاجزة أمام قوانين عفّي عليها الزمن، وهناك آلاف من أرباب المعاشات فوق سن الثمانين يترددون في مضض علي مكاتب صرف المعاشات تجرهم العكازات والأمراض ويقفون في طوابير طويلة، وفي النهاية يجدون أنفسهم أمام قوانين تجبرهم علي إثبات أنهم لا يزالون أحياءً ليتمكنوا من صرف المعاش!
لم يجد وديع فلسطين وهو كاتب من جيل الأربعينيات يبلغ من العمر 95 عاماً، وأصدقاؤه سوي مواقع التواصل الاجتماعي لعرض مشكلتهم، حيث قال فلسطين: فوجئت بتوقف المعاش، وذهبت إلي أماكن كثيرة ولم أجد الحل وظل أصدقائي وتلاميذي يعرضون مشكلتي علي مواقع التواصل، وما حدث معي عندما ذهبت إلي الوزارة وطلب مني موظف التأمينات الذهاب إلي الدور الثالث لإثبات أنني مازلت علي قيد الحياة لأتمكن من استعادة المعاش مرة أخري، لكن عندما علمت وزيرة التضامن الاجتماعي بالأمر حلت المشكلة وأرسلت لي مندوبين من الوزارة يعتذرون لي عما بدر من الموظف.
فيما قالت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي إنه عند مراجعة الجهاز المركزي للمحاسبات أعمال التأمينات اختار الجهاز عشوائيا 10 أسماء تخطت أعمارهم 95 عاماً للتأكد من أنهم مازالوا علي قيد الحياة، إلا أنها وسيلة قديمة لجأ لها الموظف، تم إلغاؤها منذ عام. وأوضحت أن هناك ربطا إلكترونيا مع مكاتب الصحة يغني عن تردد كبار السن علي المكاتب لإثبات أنهم علي قيد الحياة، وفور إصدار شهادة الوفاة يتم تحديث بيانات صاحب المعاش في التأمينات، ولذلك فإن الموظف لجأ لوسيلة تم إلغاؤها.
وما بين الواقع والمفروض وما يعانيه أصحاب المعاشات يفاجأ أصحاب المعاشات بين الحين والآخر بتوقف المعاش والحل يكون "كعب داير" ليتمكنوا من استرجاعه مجدداً، بالإضافة إلي أن هناك بعض الشخصيات بمراكزهم القيادية يصرون علي التعامل بأساليب قديمة، لا تتناسب مع أصحاب المعاشات الذين تجاوزت أعمارهم ال 60 وأكثر، وهم في حاجة إلي التقدير وليس الإهانة، بالإضافة إلي تكدسهم في الطوابير علي مكاتب صرف المعاشات.
يقول بدري مكي (من أصحاب المعاشات): اليوم الذي أذهب فيه لصرف المعاش هم ثقيل علي قلبي، فلابد من النزول مبكراً جدا حتي ألحق مكانا متقدما بالطابور. نسير علي هذا المنوال أيضاً في التأمينات وعند صرف العلاج وبالطبع نحن جميعاً تجاوزنا الستين ولدينا أمراض كثيرة، فأنا مريض ضغط وقلب وسكر، أما خدمة توصيل المعاش إلي المنازل فلم أسمع عنها من قبل وأعتقد أن الجميع مثلي، وإلا لم نشهد هذا الزحام كل شهر أثناء صرف المعاش.
ويشير إبراهيم أحمد (تجاوز السبعين من عمره) إلي عدم قدرته علي المشي بصورة طبيعية سوي بالعكاز ورغم ذلك فهو مضطر للذهاب كل شهر لصرف المعاش الذي يمثل بالنسبة له مصدر الدخل الوحيد، ويقول: أضطر للذهاب شهرياً بنفسي لصرف المعاش وأتحمل المشاجرات والمعاملة غير الآدمية من الموظفين، كما أننا نجد موظفا واحدا علي شباك واحد يتعامل معنا رغم أن عددنا كبير، لذا نرجو أن ينتبه لنا أحد وأن يتم تخصيص أكثر من موظف أيام صرف المعاشات للتعامل مع مستحقي المعاشات حتي لا نضطر للوقوف بالساعات ونحن في أمس الحاجة للراحة بعد تعب السنين.
أما سعيد العجاتي (يتجاوز عمره 85 عاماً) فقد تم إيقاف معاشه أكثر من مرة، وكان لابد من التردد علي المكاتب ليعلم أين ذهب المعاش! يقول: فوجئت عند صرف المعاش آخر مرة بتوقف المعاش دون إخطاري بالسبب، ولم أستطع إرجاعه مرة أخري، إلا بعد عدد من المشاوير لا حصر لها، لأسترجع في النهاية معاشا لا يكفي لآخر الشهر.
من جانبه، أوضح سامي عبدالهادي رئيس الصندوق العام والخاص للتأمين الاجتماعي أن الوزارة فيما حدث مع الكاتب وديع فلسطين وعدته بصرف المعاش له وتوصيله إلي منزله مطلع كل شهر ليتجنب مشقة الذهاب بنفسه، مؤكدا أن هناك نظاما متبعا بتوصيل المعاش للمنزل لكل صاحب معاش يطلب ذلك، مشيرا إلي أنه لا أحد مسموحاً له بالتجاوز مع أصحاب المعاشات، وأن ما حدث مع الكاتب الكبير يعتبر تصرفا فرديا وغير مقصود رغم أن القوانين معلومة للجميع ولا خلاف عليها، مؤكداً أن ما حدث لا يمكن أن يتكرر.
فيما يقول البدري فرغلي رئيس اتحاد أصحاب المعاشات: نحن نعاني ونبكي ونصرخ من هول ما نلقاه، فأصحاب المعاشات يذهبون بالملايين ليناموا أمام منافذ صرف المعاشات حتي يتمكنوا من صرف معاشاتهم، فيتحمل كبار السن والمشايخ المهانة والذل أوقاتا في البرد الشديد أو تحت أشعة الشمس، رغم أنهم في نهاية حياتهم ولابد من تكريمهم، فلا أحد يراعي ظروفهم الصحية أو الاجتماعية فكل ذلك يحدث وسط تجاهل تام من المسئولين.
وأكد "فرغلي" ضياع حقوق أصحاب المعاشات، فلا عجب من أن يتم انتهاك حقهم في توصيل المعاش لهم فكل ذلك مجرد كلام علي ورق بالإضافة إلي أننا لا نجد معاملة حسنة من موظفي المكاتب، مشيراً إلي أن أصحاب المعاشات دائما سيظلون يطالبون بحقوقهم، ونحن لنا حق أن نكرم بعد هذا العمر، كما أننا في حاجة إلي حقائق فعلية وليس مجرد كلام في تصريحات إعلامية، فهناك آلاف من أصحاب المعاشات أعمارهم لا تؤهلهم للوقوف بالساعات من أجل الحصول علي معاش لا يكفي قوت يومه، أو أن يذهب لإثبات أنه مازال علي قيد الحياة من أجل خطأ من موظف غير مقصود.
من جانبه يعلق سعيد الصباغ رئيس النقابة العامة للمعاشات علي أن مستحقي المعاشات من المفترض أنهم وصلوا إلي مرحلة من العمر أصبحوا فيها غير قادرين علي الاعتماد علي أنفسهم فمنهم المصابون بالأمراض، ومنهم غير القادر علي الحركة بصورة طبيعية خاصة من تتجاوز أعمارهم ال 80، ولذلك فإن التأمينات ملزمة بتوصيل المعاش لمستحقيها بناء علي طلب من صاحب المعاش ولكن هناك بعض المكاتب التي تحترم هذا الكلام وتنفذه، وتحترم أصحاب المعاش وتتفنن في تقديم الاحترام والتقدير لهم، وهناك مكاتب العكس تماماً حيث تتعامل مع أصحاب المعاش بدونية شديدة وبتصرفات غير مسئولة من أشخاص من المفترض أنهم مسئولون وفي مراكز قيادية لابد أن تراعي مصالح الناس.
يتابع: "من أمن العقوبة أساء الأدب"، ولذلك من السهل علي الموظف أن يأخذ قرارا بقطع معاش أي شخص دون أن يسأل نفسه كيف سيعيش هذا الشخص من غير المعاش الذي يعتمد عليه للأكل والشرب، فلو يعلم كل موظف أنه سيوجد من يحاسبه علي فعلته سيفكر ألف مرة قبل استخدام قوانين قديمة لتعذيب المواطن، فالكاتب وديع فلسطين وجد من يعتذر منه ويحل مشكلته، لكن من سيحل مشكلات الآلاف من أصحاب المعاشات، فما يتعرض له أصحاب المعاشات يعتبر تصرفات غير إنسانية، بداية من التعدي علي أموال الصناديق إلي التعامل معهم بطرق غير مناسبة مع أعمارهم.
يضيف: الحكومة في التعامل مع المواطن يوجد مندوب كل شهر من مصلحة المياه أو الكهرباء يذهب إلي المنازل ويحصِّل الفواتير، كذلك هناك تجارب أخري استحدثت كذهاب موظف من الشهر العقاري إلي المنازل لعمل توكيل من شخص لآخر في حالة عدم قدرة الشخص علي الذهاب بنفسه، إذاً لماذا لم يذهب مندوب لمستحقي المعاش إلي منزله لتوصيل المعاش له، فصاحب المعاش اشترك في نظام التأمينات وظل يدفع لسنوات طويلة، لذلك لابد من احترامه والتعامل معه بآدمية وأي شخص يحاول استخدام التعنت معه يحاسب ويكون عبرة لغيره، فلابد من أن تشرِّع الدولة قوانين تجرِّم مثل هذه الأفعال مع أصحاب المعاشات لأنه إذا علم كل مسئول في موقعه أنه توجد قوانين لابد أن تطبق وسيحاسب كل من يخالفها، مؤكداً علي وجوب احترام أصحاب المعاشات والحفاظ علي كرامتهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.