تعتبر الولاياتالمتحدةالامريكية محور الاحداث العالمية حتي ان احداثها الداخلية واي تحرك سياسي بها يؤثر علي مجريات الاحداث في العالم كله بشكل عام وبؤر الصراع بشكل خاص, وهو ما يحدث حاليا حيث تم تعليق كافة القضايا الدولية لحين الانتهاء من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في الولاياتالمتحدةالامريكية. أنصار النظام الدولي القديم في انتظار تغيير الأغلبية في الكونجرس وما يعقبها من إقالة سريعة للرئيس ترامب وفي حال صمود ترامب يري الكاتب الفرنسي تيري مايسان انه علي انصار الحرب ضد سوريا الاعتراف بالهزيمة والبحث عن ساحة قتال اخري, اما اذا خسر الرئيس الامريكي معركته الانتخابية الحالية فسيتم إحياء الصراع علي الفور في سوريا. لكن من قبل المملكة المتحدة. اضاف مايسان في مقالته بموقع "فولتير" الفرنسي انه لم يعد من المهم معرفة طريقة بداية الاحداث. لكن الاهم معرفة ما كشفت عنه هذه الاحداث وانه ليس من الضروري ان يتقاسم اعضاء التحالف الواحد نفس الاستراتيجية مهما كان تأثير أي طرف علي الاخر فسوف تحتفظ كل دولة بتاريخها ومصالحها واهدافها من تلك الحرب التي تخوضها. اما الولاياتالمتحدةالامريكية. فلازالت تواصل سياسة الضابط الامريكي السابق والخبير العسكري ارثر سبريوسكي التي تهدف الي تدمير هياكل الدولة في الشرق الأوسط الكبير معتمدة علي بريطانيا التي تطبق سياسة توني بلير الهادفة الي تمكين جماعة الاخوان من السلطة في منطقة الشرق الاوسط وكذلك علي اسرائيل التي تطبق من جديد سياسة الصهيوني اوديد يانون صاحب مشروع اسرائيل الكبري ودافيد ورسمر المتخصص في العلاقات الخارجية الامريكية القائمة علي فرض الهيمنة علي المنطقة. ثم يأتي دور قطر التي اختلقت قصص الاطفال الذين تم تعذيبهم وخلع اظافرهم حيث قرر امير قطر ان ينتقم بعد افشال مخططه في السيطرة علي مشروع جازدوك في سوريا . يري مايسان ان باريس التي طالما ارادت إحياء هدفها الاستعماري القديم حول سوريا فها هي اليوم تعمل علي انشاء وطن للاكراد علي الاراضي السورية علي غرار ما قامت به بريطانيا مع اليهود في فلسطين عام 1917 ولتحقيق ذلك تحالفت مع أنقرة التي اجتاحت بدورها شمال سوريا حيث ستقوم بتوطين اكراد تركيا. عاد مايسان ليذكر أن الرئيس الأمريكي كان قد أعلن في وقت سابق عن عزمه سحب القوات الأمريكية من سوريا. ثم تراجع عن هذا القرار تحت ضغط من البنتاجون لكنه عاد واتفق مع جنرالاته علي مواصلة الضغط علي دمشق. ما دامت الولاياتالمتحدة مستبعدة من محادثات سوتشي للسلام. كما ان نشر الصواريخ الروسية الذي تم علي الأرجح بضوء أخضر من البيت الأبيض. من شأنها أن تمنح الرئيس ترامب فرصة لجعل البنتاجون يتراجع عن موقفه. مما يجبره علي سحب قواته من سوريا. ولكن مع الحفاظ علي مرتزقته الا ان تل ابيب وباريس وانقرة يأملون خسارة الرئيس ترامب في الانتخابات التشريعية التي ستجري في 6 نوفمبر القادم وبالتالي فهم في حالة انتظار قبل اتخاذ قرارهم الاخير بشأن سوريا . هنا يتسال الكاتب الفرنسي ماذا لو فاز ترامب في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس, واذا تخلي الغرب عن حربهم في سوريا فأين سيكملون حربهم التي لا تنتهي؟ خاصة وان قادة الغرب اصبحوا من القوة والاكتفاء الذي يجعلهم يرفضون ان يكونوا تحت امرة قادة اسيا الجدد . الحكمة تقول إن القوي المعتدية التي تخسر الحرب تنسحب من الميدان لكن عقلية الغربيين تمنعهم من ذلك. ولن تنتهي الحرب هنا. إلا عندما يجدون عظمة جديدة. لمضغها في مكان آخر.