كشف الموقع البحثي الفرنسي " فولتير. نت " اليوم، عن أن النقاش الذي دار في الكونجرس الأمريكي أثناء جلسة استجواب قائد أركان الجيش الأمريكي مارتن دمبسي، أثبت التخبط الكبير والضعف الذي أصاب الإمبراطورية الأمريكية في المشرق العربي خاصة بعد فشل تجهيزاتها ضد سوريا. وأوضح الموقع البحثي المهتم بالشئون العربية والإسلامية أن هذا التخبط في السياسة الخارجية الذي تعانى منه الولاياتالمتحدةالأمريكية تأكد مع أحداث 30 يونية في مصر والتي أثبتت المأساة الكبيرة والهزيمة الفادحة التي منيت بها امبراطورية العم سام وجهاز استخباراتها " السي آي إيه " وكذلك تركيا وقطر. ولفت " فولتير " إلى أن معركة القصير التي انتصر فيها النظام السوري كانت بداية الفشل لسياسة الولاياتالمتحدة الخارجية، بل إن بعد هذه المعركة تلاشت أوهام الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكذلك الدول الغربية في القدرة على تغيير موازين القوى على الأرض وفي إمكانية الرجوع إلى ما قبل هذه المعركة، فالخبراء الغرب أنفسهم أكدوا أنه لا يمكن أن يتغير موازين القوى على الأرض لصالحهم مرة أخرى في سوريا إلا من خلال غزو بري، كما اعترفت الصحيفة الأمريكية " نيويورك تايمز " بأن الديناميكية على الأرض تغيرت وبشكل كبير لصالح الرئيس السوري بشار الأسد. ولكن هؤلاء الخبراء شددوا على أن أي غزو للغرب تحت مسمى حلف "الناتو" هو بمثابة انتحار للغرب لأنه يهدد وجود إسرائيل نفسها وذلك لأن ذلك سيسهل للجيش السوري من تشكيل مقاومة شعبية ضد الغزو الغربي بالإضافة إلى تواجد حزب الله وإيران. وأمام هذه الحقائق المؤلمة للغرب والولاياتالمتحدة، فقد تخلت بريطانيا وفرنسا عن استكمال دعوتها بتسليح المعارضة السورية، حتى إن لندن التي كانت متحمسة في موقفها إلى جانب المعارضة لم تستبعد بقاء الأسد في الحكم لعدة أعوام أخرى، وذلك وفق مصادر بريطانية ذكرها " رويترز بريطانيا ". ولفت الموقع إلى أن " انتفاضة 30 يونية " كانت استكمالا لتلك الهزائم التي منيت بها الولاياتالمتحدة، حيث سقط حلفاؤهم الإخوان المسلمين الذين علقت أمريكا الكثير من آمالها عليهم، فردود الفعل الأمريكية المتباينة تجاه هذه الثورة الشعبية تؤكد أن الإمبراطورية الأمريكية فقدت هيمنتها التي كانت تعتقد أنها تفرضها على المنطقة العربية.