يبدو ان البيت الأبيض أصبح غير قادر علي الانسحاب من الحرب السورية. حيث يصطدم الرئيس الامريكي دونالد ترامب بما اسماه بالحكومة المستقرة من جهة وطموحات حلفائه الإسرائيليين والفرنسيين والبريطانيين والاتراك من جهة أخري. الأمر الذي قد يؤدي إلي انتقال الحرب من مكان لآخر بدلاً من حل الأزمة. في الوقت الذي اتفق فيه البيت الابيض وروسيا علي وضع حد لحرب يقودها مسلحون تم زرعهم في سوريا. يري الكاتب الفرنسي تيري مايسان ان احلال السلام سيتأخر في سوريا لأسباب عدة. فعلي عكس ما يتم الترويج له علي مدار سبع سنوات بأن الحرب في سوريا هي ثورة تم إدارتها بطريقة خاطئة. فإن الكاتب الفرنسي يري ان الحرب في سوريا اعدها البنتاجون منذ سبتمبر 2001 وذلك من خلال عدة خطوات: في سبتمبر 2001 اقر وزير الدفاع الامريكي وقتها دونالد رامسفيلد سياسة ارثر سبرووسكي التي تقوم علي تدمير كيانات نصف دول العالم ثم يبدأ البنتاجون عمله من خلال إعادة تشكيل الشرق الأوسط الكبير. في 12 ديسمبر 2003. جاءت الخطوة التالية. حيث وقع جورج بوش الابن علي قانون "محاسبة سوريا وسيادة لبنان" وبمقتضاه أصبح من حق الرئيس الامريكي ان يدخل في حرب ضد سوريا دون انتظار موافقة الكونجرس. خلال قمة جامعة الدول العربية في 2004. حاول الرئيس التونسي آنذاك "بن علي" ان يمرر اقتراحاً يسمح للجامعة ان توافق علي استخدام القوة ضد الدول الأعضاء التي لا تحترم الميثاق الجديد لحقوق الإنسان في الجامعة. في 2005. خطط ال"سي اي ايه" لثورة الأرز في لبنان والتي تلاها اغتيال سعد الحريري مع اختلاق مواجهات عرقية سنية - شيعية ضد قوات حفظ السلام السورية في الوقت الذي تستعد فيه القوات البحرية الامريكية للتوجه إلي بيروت مع خروج القوات السورية ومن ثم تبدأ الازمة علي حد وصف الكاتب. ثم يأتي نائب الرئيس الأمريكي الاسبق ديك تشيني عام 2006 ليعطي لابنته حق تأسيس "مجموعة من اجل السياسات والعمليات في ايرانوسوريا" وهي تلك المجموعة التي قامت بتنظيم الهجمات الاسرائيلية ضد حزب الله. يأتي ذلك في الوقت الذي رست فيه بعض القطع الحربية الأمريكية أمام سواحل بيروت. واستمرار تقدمها نحو دمشق إلا ان العملية لم تنجح وانسحبت إسرائيل بعد قتال دام 33 يوما. تتوالي الاحداث سريعا لتقوم إدارة أوباما بتوجيه بريطانيا وفرنسا لضرب ليبيا وسوريا وفقا لاتفاقية "لانكستر هاوس العسكرية". وأخيراً في 2011 بدأت العمليات العسكرية في سوريا وهو الامر الذي جعل مايسان يعتبر الحرب السورية أمراً مخططاً مسبقاً. ويستطرد الكاتب قائلا: ان ما يجعل الحرب علي سوريا مختلفة انه تم شنها من قبل من يسمون بأصدقاء سوريا لكن بقيادة جيوش غير نظامية وجماعات إرهابية. فخلال سبع سنوات من الحرب علي سوريا وصل إلي الاراضي السورية أكثر من 250 ألف إرهابي من مختلف دول العالم لمحاربة الحكومة السورية وتم تسليحهم بطريقة أفضل خلال أول أربع سنوات من الحرب حيث شهدت سوريا أكبر عمليات بيع سلاح علي مر التاريخ وخلال أكبر الحروب العالمية. يختتم الكاتب الفرنسي مقالته متسائلا عن إمكانية الخروج من هذه الحرب المدعمة من عدة قوي خارجية وعلي رأسها إسرائيل والمملكة المتحدة وفرنسا وأخيراً تركيا. فقال انه بعد سبع سنوات من القتال علي الاراضي السورية مازالت صامدة .