تعد حرب السادس من أكتوبر الموافق العاشر من رمضان من أكبر الحروب بعد الحرب العالمية الثانية.. حيث استطاع المصريون بمهارة عالية قلب موازين القوي العالمية في احدي جولات الصراع العربي الاسرائيلي حيث خططت القيادتان المصرية والسورية لمهاجمة إسرائيل علي جبهتين في وقت واحد بهدف استعادة شبه جزيرة سيناء والجولان التي احتلتها إسرائيل في 1967. *** تعالوا معا نعيش هذه الملحمة العسكرية التاريخية لحظة بلحظة من خلال هذه السطور.. لكي نذكر ونشرح لأولادنا وشباب هذا العصر الذي لم يحالفهم الحفظ ليروا ما شاهده العالم من انتصار الجيش المصري ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي احتفل أرض الفيروز لمدة 6 سنوات منذ نكسة يونيو 1967 وتمكن جنود مصر الشرفاء من استعادة الكرامة المصرية والقضاء علي اسطورة الجيش الذي لا يقهر بمعاونة الأمريكية. *** بدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر 1973 بهجوم مفاجيء من الجيشين المصري والسوري علي القوي الإسرائيلية وتحققت الهدف من وراء المباغتة العسكرية لإسرائيل وتوغلت القوات المصرية 20 كم شرق قناة السويس وتمكنت القوات السورية من الدخول في عمق هضبة الجولان. *** بدأت مصر الحرب بضربة جوية تشكلت من 222 طائرة مقاتلة عبرت قناة السويس وخط الكشف الراداري للجيش الاسرائيلي مجتمعة في وقت واحد استهدفت محطات الشوشرة والاعاقة في أم خشيب وأم مرجم ومطار المليز ومحطات الرادار وتجمعات الافراد والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصافي البترول ومخازن الذخيرة. *** وبعد خمس دقائق من الضربة الجوية قامت أكثر من 2000 قطعة مدفعية وهاون ولواء صواريخ تكتيكية أرض بقصف مركز لمدة 53 دقيقة صانعة عملية تمهيد نيراني من أقوي عمليات التمهيد النيراني علي مستوي التاريخ العسكري. *** فيما بلغت خسائر العدو نتيجة هذه العمليات الانتحارية 25 طائرة و1200 دبابة وعدة مئات من القتلي مع خسارة المعارك التي خاضها وسقط خط بارليف الذي كان يمثل الأمن والمناعة لإسرائيل بالإضافة إلي هزيمة الجيش الإسرائيلي الذي رددوا عنه انه غير قابل للهزيمة. *** علي الفور اضطرت أمريكا للدخول في الحرب بشكل مباشر في محاولة منها لإنقاذ حليفتها الصغري من انهيار تام لجيشها.. إذ تدخلت في اليوم الرابع عن طريق تشكيل جسر جوي لنقل الجنود والسلاح ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل. *** ولعبت الدبلوماسية دورا كبيرا في إنهاء الحرب حيث توسط وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر بين الجانبين ووصل إلي اتفاقية هدنة لاتزال سارية بين سوريا وإسرائيل وبدلت مصر وإسرائيل اتفاقية الهدنة باتفاقية سلام شاملة في كامب يفيد 1979. *** وانتهت الحرب بالتوقيع علي اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974 حيث وافقت إسرائيل علي إعادة مدينة القنطرة لسوريا وضفة قناة السويسالشرقية لمصر مقابل ابعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.