بالرغم من الجهود التي بذلت والأموال التي بلغت 60 مليون جنيه علي المرحلة الأولي لتطوير القاهرة الخديوية التي افتتحت عام 2015 وكانت تضم الألفي وميدان عرابي. وميداني طلعت حرب ومحمد فريد وشوارع قصر النيل وطلعت حرب وشارع التحرير وميدان عابدين وحتي جاردن سيتي. وباريس الشرق.. إلا أن يد الإهمال اغتالت شوارع وسط البلد وأصبح الوضع مأساوياً الرصف والتبليط تهالك. واجهات المباني تكسوها الأتربة التي شوهت معالمها. وتدني مستوي النظافة أصبحت المقاهي تفترش المنطقة والشوارع تحولت لجراج كبير.. المواطنون أعربوا عن غضبهم من سوء التخطيط مؤكدين أنه السبب الرئيسي لإهدار المال العام وضياع الميزانيات علي أعمال لم تنفذ بالشكل المطلوب مما يؤدي لانهيارها في غضون وقت قصير.. مطالبين بضرورة الاهتمام بأعمال النظافة والصيانة المستمرة وإعادة رصف الشوارع. في البداية يقول مصطفي رمضان شارع عرابي تم تطويره مؤخراً وتركيب بلاط للأرضيات وسرعان ما حدث تكسير للبلاط لعدم تحمله للضغط الواقع عليه من السيارات وهذا يعد إهداراً للمال العام ومن المفترض منذ بداية التخطيط كان لابد أن يتم عمل أسفلت للشارع حتي يتحمل الأحمال مستقبلاً ويدوم لسنوات طويلة ولكن ما تم من تركيب بلاط وبعد فترة قصيرة يقتلع من الأرض ويشوه شكل الشارع ويصبح خطراً علي المارة ويهلك إطارات السيارات أمر غير مقبول. تضيف أم كلثوم عبدالله مشروع تطوير القاهرة الخديوية في بداية افتتاحه كان عملاً رائعاً حيث تم وقتها رفع الباعة الجائلين من شوارع وسط البلد وأصبحت الشوارع خالية للمارة وكنا نسير في حرية وبدون عوائق تعترض طريقنا بينما الآن المقاهي تفترش منطقة الألفي ولم يعد هناك مكان للحركة بسهولة وحتي مستوي النظافة لم يعد بالشكل المطلوب فبقايا الطعام والمخلفات والأتربة تغطي المقاعد الرخامية التي خصصت لجلوس رواد وسط البلد مما يصعب الجلوس عليها. والأرصفة غير مستوية بها مطبات وأماكن منخفضة وأخري مرتفعة علي نفس الرصيف تتعثر فيها أقدام المارة ولم تعد تصلح للمشاة كما كانت عند افتتاح المشروع بعد التطوير. يتفق معهم محمد عبدالله قائلاً: للأسف عاد الإهمال يضرب وسط البلد فمنذ أن تم إغلاق شارع الألفي وجزء من شارع 26 يوليو بسبب أعمال إنشاءات الخط الثالث لمترو الأنفاق حتي زادت حركة السير في شارع الإسعاف وعماد الدين مما تسبب في اختناقات مرورية وخاصة في أوقات الذروة والذي ضاعف الأزمة هو عودة وقوف السيارات والانتظار في شوارع وسط البلد وتحويل الشوارع لجراج في حين أنه كان من أهداف التطوير عودة المواطنين للتنزه والتجول في وسط البلد ومن هذه الشوارع مثلاً عرابي والألفي وحتي في الشوارع الجانبية نجيب الريحاني. يقول سيد محمد قطاع خاص: الوضع يزداد سوءاً في التوفيقية ليلاً حيث تفترش المقاهي الشارع بل تكاد تغلقه أمام حركة المارة حيث يقومون برش الشارع وإغراقه بالمياه. كما أن الكتل الخرسانية المربوطة بالجنازير الحديد الموجودة بمدخل الشارع تعرقل المارة الذين يجبرون علي المرور فوقها وهذا يتسبب في إحراج للفتيات والسيدات خاصة.. لذا لابد من وضع هذه الكتل بشكل ييسر حركة المارة. يشير جميل بشارة إلي أنه كان ضمن خطة التطوير عمل دهانات لواجهات العمارات والمباني ذات الطابع التاريخي بوسط البلد حيث تم عمل دهانات بألوان فاتحة لتظهر الزخارف والنقوش الموجودة بالمباني لإعادة الشكل الجمالي. والآن الشكل سييء جداً المباني تكسوها الأتربة وتغطيها وشكلها قبيح لغياب أعمال النظافة والصيانة المستمرة. كما نشاهد تدني مستوي النظافة في الشوارع وعلي الأرصفة ففي الخمسينيات كانت تغسل الشوارع بالماء والصابون في وقت كانت الإمكانيات والأجهزة محدودة ولماذا لا يتم إعادة هذا المستوي من النظافة والاهتمام بشوارع القاهرة. بمواجهة صبري محمد رئيس حي الأزبكية قال إنه تم عرض المشكلة علي المحافظ السابق وقرر عمل أسفلت للمنطقة ووجه الأمر لمديرية الطرق والنقل وقد تم عرض الأمر علي اللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة الجديد ومن المقرر أن تبدأ أعمال السفلتة الأسبوع الجاري بميدان عرابي. مضيفاً أن هناك دوريات تعمل علي مدار اليوم نهاراً وليلاً بكافة شوارع القاهرة الخديوية بكافة طاقتها للمحافظة علي مستوي النظافة ولكن المشكلة سلوكية وعدم وعي من المواطنين بالحفاظ علي نظافة المكان.