صح النوم الوقت عدي من زمان والمسئولون مازالوا نياماً.. هل يعقل أن شوارع القاهرة منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 لم يطرأ عليها جديد بل زادت سوءاً فالشوارع أصبحت مميزة بالحفر والمطبات والظلام الدامس أما الرصف أصبح متآكلاً والأرصفة معظمها متهالكة بالشوارع الرئيسية والجانبية ومع ذلك فالمسئولون بالأحياء يتجاهلونها تماماً وكأنها أصبحت خارج خريطة محافظة القاهرة. * ورغم أن زيارة رؤساء الدول أو مرور المسئولين الكبار بالشوارع الرئيسية كان يعطي تنشيطاًَ وقتياً لإعادة الشكل الحضاري للشارع إلا أن هذا لم يحدث عندما جاء لبلدنا رئيس روسيا بوتين. * يا محافظ القاهرة هناك شوارع رئيسية وكبري فقدت رونقها وشكلها الحضاري بسبب هذا التجاهل المتعمد.. فشارع رمسيس الذي يعتبر من أعرق شوارعنا أرصفته يندي لها الجبين البلاط مخلع والبلدورات اختفت والأتربة تعلو الأرصفة وجانبي الشارع حتي عامل النظافة اختفي تماماً بشوارع وسط البلد. * إن معظم الشوارع الرئيسية والجانبية في حاجة إلي صيانة فعلية مثل شوارع الألفي وعماد الدين و26 يوليو أما شارعا نجيب الريحاني وعرابي فيتشابهان في المشاكل مع الشوارع السابقة ولكن يزيد عليها علو وهبوط بالوعات الصرف الصحي عن مستوي الشارع مما يعوق حركة المرور وتأذي المارة. * أما شارع شبرا الذي يضم ثلاثة أحياء فقد تآكل الرصف به واختفت الأرصفة منه بفعل فاعل وانضمت في غمضة عين للمحلات والمقاهي والمسئولون لا يعلمون شيئاً عنها أما أعمدة الإنارة فهي في حاجة إلي صيانة مستمرة لأننا نجدها مضاءة دائماً طوال النهار.. كما أن الشارع يوجد به سيارات متالهكة في عدة أماكن مما يشوه مظهره العام. * أما شارع أحمد حلمي الذي هو من أعرق شوارع محافظة القاهرة وهو الشارع المؤدي للطريق الزراعي نجده يفتقر للكثير من الخدمات فالقمامة ومخلفات المباني ملقاة بكثرة علي جانبيه ومياه الصرف دائماً تغرقه وأحياناً نجده مظلماً أما ما استجد عليه هو انتشار باعة الخردة الذين يفترشون بضائعهم الأرصفة وفي نهر الطريق ليل نهار وطوال أيام الأسبوع مما يؤدي إلي عرقلة حركة المرور نتيجة للتزاحم إما للفرجة أو للشراء.. ونفس المشكلة بشارع بورسعيد فمنذ قيام الثورة وتجار الخردة يستغلون الرصيف من عند الوايلي والقصيرين أما شارع الحرية وميدان المطرية وميدان الحلمية فالرصف بها لم يعد له وجود والأرصفة معدومة أما شارعا بورسعيد والسلخانة بالسيدة زينب فهما في أشد الحاجة لنظرة المسئولين لأن شارع السلخانة بالذات به حفر ومطبات ولا يوجد به إنارة رغم أنه مؤدي لمستشفي 57357 الذي يعتبر مرفقاً حيوياً يأتي إليه الزوار من كل مكان فهو يحتاج إلي رصف وصيانة مستمرة للمرافق به. * لذلك نتساءل أين خطط صيانة وترميم الشوارع وخاصة التي تم رصفها ورفع المطبات غير المصرح بها أين الميزانية التي تصرف سنوياً لهذا الشأن. * كانت هناك دراسة في عام 2013 بوضع مواصفات فنية لأعمال الرصف والأرصفة بمعرفة عدد كبير من كبار المتخصصين وأساتذة الجامعات في إنشاء الطرق علي أن يتم تطبيقها علي كافة الشوارع التي يتم رصفها حديثاً أو التي يعاد رصفها من خلال مديرية الطرق والنقل والأجهزة المعنية بالأحياء.. أين هذه الدراسة لماذا يتم تجاهلها إن شوارعنا في أشد الحاجة لعودة شكلها الحضاري نظرة يا سيادة المحافظ. كلمة أخيرة: النجاح لا يأتي صدفة.. يحتاج للصبر والمغامرة لأن الحياة مثل القطار لها نهاية وبين البداية والنهاية نحب ونعشق ونكذب ونتوب.