لم تسلم الآثار المصرية من ألسنة اللهب التي التهمت المتحف الوطني في البرازيل الأحد الماضي. فاحترقت بالكامل خاصة مومياء مصرية شهيرة ضمن 700 قطعة مصرية لا تقدر بثمن. قالت صحيفة "إيفننج ستاندرند" البريطانية ان المتحف كان يضم عددا كبيرا من المومياوات والتوابيت التي تعود الي زمن الفراعنة من بينها تابوت "شا آمون إن سو". كانت "شا آمون إن سو" كاهنة ومغنية في معبد ما كان يعتقد الفراعنة أنه "الإله آمون" وقد عاشت في مصر حوالي عام 800 قبل الميلاد الأمر الذي يجعل خسارتها كبيرة جدا. تابوت المغنية سات آمون "شا آمون إن سو" حصل عليه الامبراطور البرازيلي كهدية من الخديو اسماعيل خلال رحلته الثانية الي مصر في عام 1876. ويتميز هذا التابوت بكونه نادرا لأنه لم يتم فتحه أبدا ولا تزال مومياء المغنية بداخله. يحتوي المتحف الوطني في البرازيل أكبر مجموعة من الآثار المصرية الفرعونية القديمة في أمريكا اللاتينية وفق ما ذكرت صحيفة "ذي إنسايدر" في الولاياتالمتحدة. قالت الصحيفة ان أكثر من 700 قطعة في المتحف تعود الي عصر الفراعنة الي جانب بعض التماثيل البرونزية والتوابيت والتماثيل وبعض الأقنعة بالاضافة الي مجموعة متنوعة من الآثار اليونانية الرومانية من المحتمل ان تكون قد دمرت بالكامل بفعل الحريق الهائل الذي أتي علي كل أجزاء المتحف. كما انه كان يضم أقدم هيكل عظمي في تاريخ الأمريكتين يسمي "لوتسيا" ويرجع تاريخه الي حوالي 12 ألف عام. لافتا الي انه قام بزيارة تفقدية للمتحف عام 2013. يمتلك المتحف 3 توابيت أخري ل 3 من كهنة آمون وهم: "حوري بستيجف هارسيس". كما يوجد بالمتحف 6 مومياوات بشرية "4 بالغين وطفلان". بالاضافة الي عدد من المومياوات وتوابيت للحيوانات "القطط والأسماك والتماسيح". مومياء الأميرة خريمة أميرة الشمس والتي تنتمي للعصر الروماني وتعتبر نادرة للغاية بالنسبة للتقنية التحضيرية المستخدمة ولا يوجد سوي 8 أمثلة مشابهة في جميع أنحاء العالم. احتوي أيضا علي مجموعة من التماثيل الجنائزية بما في ذلك مجموعة من القطع التي تعود للفرعون سيتي الأول من قبره في وادي الملوك. وتمثال آخر نادر من الحجر الجيري لامرأة شابة تنتمي للدولة الحديثة تحمل سفينة مخروطية علي رأسها. ويحتمل ان يكون الحريق الذي نشب بالمتحف الذي تم تشييده قبل 200 عام في ريو دي جانيرو قد أتي علي محتوياته التي تربو علي 20 مليون قطعة من الآثار والتذكارات التاريخية. مشاعر الحزن والآسي علي تلك الفاجعة. انفجرت في كلمات نائب مدير المتحف لويز دوارتي. إذ قال متأثرا: "انها كارثة لا تطاق. ضاع 200 عام من تراث هذا البلد. ومعها 200 عام من العلم والثقافة". مؤكدا ان المتحف بناء قديم فيه الكثير من المواد القابلة للاشتعال. مثل الخشب والوثائق الورقية وغيرها. مما أدي الي اتساع رقعة النيران بسرعة. وكان المتحف سيستضيف سلسلة من الفعاليات والأنشطة لإحياء ذكري مرور 200 عام علي تدشينه.